نكست تركيا أعلامها وأعلنت الحداد الوطني ليوم واحد على ضحايا التفجيرين اللذين وقعا أمس السبت مقابل ملعب أرينا فودافون في باشيكطاش عقب انتهاء مباراة لكرة القدم في مسابقة الدوري المحلي بين فريقي “باشيكطاش” و”بورصة سبور” في مدينة إسطنبول وأسفرا عن مقتل 38 قتيلا و 166 جريحًا حسب آخر الإحصائيات المعلنة التي أعلن عنها وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، وكان من بين الضحايا 30 شرطي و7 مدنيين حسب تصريحات الوزير.
ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن التفجير، ولكن بحسب متحدث الحكومة التركية نعمان قورتولموش أشار أن المؤشرات الأولية تدل على مسؤولية بي كاكا عن التفجيرين، وذكر أن الخبراء يشيرون إلى استخدام ما بين 300 – 400 كلغ متفجرات على الأقل في التفجير، وذكر رئيس الحكومة أن داعش وبي كاكا يشكلان خطرًا على أمن تركيا والعراق أثناء اتصال هاتفي مع حيدر العبادي.
وبحسب مرسوم عُمم على الوزرات التركية، ووقعه رئيس الحكومة، بن علي يلدريم، أُعلن صباح اليوم الأحد، حدادًا وطنيًا رسميًا في كافة أنحاء البلاد، وفق ما ذكره بيان صادر عن مركز التنسيق التابع لرئاسة الوزراء. وبموجب التعليمات الواردة في تعميم رئيس الوزراء، سيتم تنكيس كافة الأعلام لمنتصف السارية.
حيث جاء في المرسوم “بسبب خسائرنا البشرية في الهجوم الإرهابي الغاشم الذي استهدف مدينة إسطنبول يوم 10 ديسمبر/كانون الأول 2016 رأينا أنه سيكون من المناسب إعلان الحداد ليوم واحد في البلاد، مع تنكيس كافة الأعلام برفعها لمنتصف السارية“.
وحسب الرواية الرسمية التركية على لسان وزير الداخلية فقد أشار إلى طبيعة الهجوم أنه تم بواسطة سيارة مفخخة تم تفجيرها بواسطة آلية يدوية وأضاف الوزير صويلو أنه “عقب انتهاء المباراة بين بشيكطاش وبورصة سبور مباشرة، وقع التفجير الأول في تمام الساعة 22.29 عند نقطة انتظار خاصة بفرق مكافحة الشغب التابعة للشرطة، بعد أن انتهت من إخراج المشجعين من الملعب“
ولفت أنه “بعد 45 ثانية فقط من التفجير الأول، اشتبه رجال الشرطة في انتحاري في حديقة (ماجقه) المطلة على الملعب الذي شهد المباراة، فاتخذوا الترتيبات اللازمة للتعامل معه لكنه فجر نفسه بينهم بعد أن تم تفجير السيارة المفخخة“
وفور وقوع الحادث صرح أردوغان الذي أرجأ زيارة إلى كازخستان كانت مقررة اليوم الأحد عقب تفجير إسطنبول أن “التفجيرين هدفا إلى إيقاع أكبر عدد من القتلى، مضيفًا أن “كل المنظمات الإرهابية تهاجم تركيا وشعبها لهدف مشترك“.
وأضاف أنه “كلما خطت تركيا خطوة إيجابية نحو المستقبل، يأتي الرد أمامنا مباشرة بأيدي المنظمات الإرهابية على شكل دماء ووحشية وفوضى” ومن جهته قال رئيس الوزراء التركي إن الحكومة والوزراء “في حالة تأهب كاملة من أجل كشف ملابسات الهجوم”، الذي لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عنه بعد.
العالم يدين تفجيرات إسطنبول
أدانت معظم دول العالم تفجيري إسطنبول وبدءًا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي أدان التفجيرين ووصفهما “بالعمل الإرهابي”. وأعرب في بيان صادر عن مكتب المتحدث باسمه ستيفان دوغريك عن أمله في ضبط الجناة بأسرع وقت وتقديمهم للعدالة.
كما أدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الناتو ” ينس ستولتنبرغ” ما وصفها “بالأعمال الإرهابية المروعة”، في حين بعث قادة أوروبيون برسائل تضامن إلى تركيا عقب التفجير.
كما أدان مجلس أوروبا انفجاري إسطنبول وقال متحدث الأمين العام للمجلس “دانييل هولتاغ” في تصريح صحفي، ” إننا مع كل الحكومات الأوروبية، ندين الهجوم الإرهابي الذي وقع في إسطنبول وتسبب في مقتل مدنيين أبرياء“. وأعرب رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز عن “تضامنه مع المواطنين الأتراك، ومع عائلات ضحايا اعتداء إسطنبول“.
وأعرب البيت الأبيض، اليوم الأحد، أيضًا عن إدانته “الشديدة” للتفجيرين بحسب بيان أصدره “نيد برايس” المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض“، وقال المتحدث في بيانه “ندين بشكل بالغ الشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع في مدينة إسطنبول، وتسبب في سقوط عدد من الأشخاص بين قتيل وجريح“. ولفت المسؤول الأمريكي، أن الهجوم استهدف رجال الشرطة، مضيفًا “نتقدم بتعازينا لأهالي الضحايا وللشعب التركي“.
وشدد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي على أن بلاده “في حالة تضامن تامة مع تركيا شريكنا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ضد كافة أشكال الإرهاب الذي بات يهدد أنقرة وواشنطن والاستقرار والسلم الدوليين” كما شجبت سفارة الولايات المتحدة في أنقرة على تويتر ما وصفته بـ”الاعتداء الجبان” في إسطنبول، مؤكدة وقوفها “جنبًا إلى جنب مع الشعب التركي ضد الإرهاب.
ممثلة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي “فريدريكا موغريني” ذكرت في تغريدة على حسابها في تويتر أنها تسجل تضامنها الكامل مع الشعب التركي بعد تفجيرات إسطنبول.
Following news from #Istanbul, in contact with authorities. All our solidarity to all citizens of #Turkey
— Federica Mogherini (@FedericaMog) December 10, 2016
وندد وزير الخارجية الكندي ستيفين ديون بالتفجيرين، وقال في تدوينة نشرها على حسابه الرسمي على تويتر “كندا تدين اليوم الهجوم الإرهابي الدموي الذي استهدف مدينة إسطنبول“.
من جانبه أدان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون التفجيرين، وقال في تغريدة نشرها على صفحته الرسمية بموقع تويتر مساء أمس “أُدين بشدة التفجير الإرهابي بمدينة إسطنبول، وأُعلن تضامني مع المتضررين من الحادث“.
Condemn attack in #Istanbul. My thoughts are with all those affected. UK committed to working with #Turkey to tackle terrorism
— Boris Johnson (@BorisJohnson) December 10, 2016
حتى الأن كل الأصابع تشير إلى تنظيمي داعش والبي كا كا ولو بدرجة أكبر تنظيم البي كا كا كما يشير لذلك المتحدث الرسمي للحكومة التركية، وأيًا كان من استهدف تركيا فهو يحمل رسالة ضد تحركات تركيا العسكرية في كل من العراق وسوريا حيث يقاتل الجيش التركي من تصفهم الدولة بالجماعات الإرهابية كداعش وبي كا كا، خصوصًا أن التفجيرين استهدفا تجمعات الشرطة وجل الضحايا كانوا من الشرطة.
والرسالة الأخرى هي استهداف قلب اسطنبول النابض من حيث أن التفجير كاد أن يودي بمئات الضحايا لو حدث أثناء خروج المشجعين بعد انتهاء المباراة، ومن جانب آخر فالمنطقة تعرف باكتظاظها بالسياح لذا فهو استهداف للسياحة والاقتصاد التركي.