استهدف تفجير قاعة الصلاة بالكنيسة البطرسية الملاصقة لمدخل الكاتدرائية المرقسية في منطقة العباسية بالقاهرة الساعة العاشرة صباحًا بالتوقيت المحلي ، بعدما ألقى مجهول قنبلة داخل القاعة ما أدى لسقوط قتلى وجرحى بالإضافة إلى تحطم محتويات قاعة الصلاة.
تعد كنيسة القديس بطرس ملحقة بالمجمع الكنسي الذي تتكون منه الكاتدارائية المرقسية في منطقة العباسية، وأظهرت صور ومقاطع فيديو أولية حجم الدمار الذي تعرضت له الكنيسة بحيث تهشمت نوافذ وتداعت أسقف عدة مباني.
هذا وقد ارتفعت أعداد الضحايا إلى 25 قتيلًا وما لا يقل عن 50 مصابًا ، في الوقت الذي أعلنت فيه رئاسة الجمهورية، في بيان رسمي، الحداد العام لثلاثة أيام.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مصدر أمني لم تذكر هويته قوله إن: “المعاينة المبدئية لخبراء المفرقعات والمعمل الجنائي تشير إلى أن العبوة كانت تحتوي على نحو 12 كيلو جرام من مادة تي إن تي شديدة الانفجار”.
وفي بيان صادر عن وزارة الصحة، أكد أنه تم نقل 18 حالة وفاة لمستشفي الدمرداش، و6 حالات لدار الشفاء وحالة وفاة واحدة إلى مستشفى الزهراء الجامعي، أما المصابين فقد تم نقل 23 منهم إلى مستشفى الدمرداش و6 الي دار الشفاء ومصابين اثنين إلى مستشفى الزهراء الجامعي والمستشفى الإيطالي.
كما صرح وقال محافظ القاهرة اللواء عاطف عبد الحميد إنه تم تحديد هوية عدد كبير من الضحايا بسبب عدم تشوه جثامينهم، وأكد على أن أغلبهم من النساء والأطفال، ما يرجح أن القنبلة زرعت أسفل المقاعد المخصصة للنساء.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت في وسائل إعلام محلية قطع أثاث ممزقة ومتناثرة على أرضية الكنيسة، وقالت إحدى شهود العيان لوكالة الأسوشييتد برس: “رأيت امرأة بدون رأس تُحمل بعيدًا. لقد شعر كل شخص بالصدمة“.
مواطنون غاضبون
وفي السياق ذاته، تجمع عشرات من المواطنين الغاضبين أمام مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وطالب المتظاهرون الغاضبون بإقالة وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبد الغفار، وسرعة القبض على الجناة، كما منع المتظاهرون بعض الإعلاميين المعروفين بتأييد النظام المصري من الدخول إلى مبنى الكاتدرائية.
وقد نشبت مشادات متفرقة بين قوات الأمن وعدد من المواطنين المتجمعين بالقرب من موقع التفجير، على إثر الهتافات التي رددها العشرات ضد وزير الداخلية، مرددين عبارة “ارحل.. ارحل”.
فيما أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الحداد العام في البلاد لمدة ثلاثة أيام اعتبارًا من الأحد، حدادًا على ضحايا انفجار الكنيسة البطرسية في العباسية.
وشدد السيسي في بيان له على “القصاص العادل لضحايا هذا الحادث الذي سيسفر عن تصميمٍ قاطع بتعقب وملاحقة ومحاكمة الجناة“.، ووصف السيسي في البيان الانفجار بـ “العمل الإرهابي الآثم”، مضيفا أن “هذا الإرهاب الغادر إنما يستهدف الوطن بأقباطه ومسلميه، وأن مصر لن تزداد كعادتها إلا قوةً وتماسكاً أمام هذه الظروف”.
يأتي هذا الحادث بعد يومين فقط من تفجير آخر داخل مدينة القاهرة، حيث استهدف مجهولون كمينًا أمنيًا في شارع الهرم بالجيزة صباح يوم الجمعة بعبوة ناسفة، مما أسفر عن مقتل ستة من أفراد الشرطة بينهم ضابطان. وقد أعلن تنظيم “حركة سواعد مصر – حسم” بعد ذلك مسؤوليته عن الاستهداف.
وعلى صعيد آخر ربط البعض بين هذا المشهد وذكرى انفجار كنيسة القديسين في اﻹسكندرية في الساعات اﻷولى من صباح اليوم اﻷول من عام 2011، والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 23 قتيلًا، وقد خرجت تقارير بعد ثورة يناير تفيد تورط أجهزة وزارة الداخلية في الحادث بتوجيه من وزير الداخلية آنذاك حبيب العادلي.