في الوقت الذي تقلّب فيه “حنيفة” البالغة من 14 عاماً صور قريبها البالغ من العمر 22 عاماً والذي كان من المفروض أن تتزوجه وتقضي بقية عمرها معه، والذي استشهد في المعارك المستمرة مع جيش النظام السوري، يحتم عليها أن تقبل بالزواج من الرجل اللبناني المالك للبيت الذي تقيم به مع عائلتها والبالغ من العمر 44 عاماً.
حنيفة تقول أنها طبعاً لا تريد الزواج من مالك البيت، ولكن هي ستقبل بذلك لأن ذلك يعني أن عائلتها سوف تبقى في المنزل الذي يقيمون فيه، وذلك بعد أن تراكمت عليهم الأجور، حسب ما ورد في تقرير لقناة الجزيرة الانجليزية من لبنان، حيث تقول حنيفة : ” أن مش مضطرة للزواج برجل بعمر ٤٤ عاماً ، بس مشان أعيش”!
حال حنيفة، هو حال كثيرات مثلها تجبرهنّ ظروف اللجوء والحاجة إلى القبول بالزواج من آخرين بعمر آبائهنّ أو أجدادهنّ ليكفيها العوز والحاجة، ليبدو الأمر كما أنه تجارة .. الزواج مقابل أجرة البيت ، أو الجسد مقابل الحياة !
أكثر من مليون لاجئ سوريّ في لبنان، وأقل منهم بقليل في تركيا، ونصف المليون في الأردن تأتي الفتيات منهم في المرحلة الثانية من الأكثر تضرراً بعد الأطفال الذين يعانون كثيراً من آثار نفسية وربما صحيّة ترافقهم لآخر حياتهم، في الوقت الذي تواجه فيه الفتيات إما التحرش أو الاستغلال من أرباب الأعمال أو الإجبار على الزواج لسد الحاجة.