الكريملين الروسي: “ريكس تيليرسون” المدير التنفيذي لشركة إكسون موبيل، والمرشح لنيل حقيبة وزارة الخارجية في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المقبلة، “شخص محترف جدًا”، بالإضافة إلى أن “بوتين يعرفه شخصيًا”.
هذا ما صرحت به موسكو بعدما ظهر جليًا أن “ريكس تيليرسون” المدير التنفيذي لشركة إكسون موبيل قد اقترب من الظفر بحقيبة وزارة الخارجية الأمريكية في إدارة ترامب التي يعكف حاليًا على تشكيلها، حيث التقى ترامب تيليرسون يوم الثلاثاء الماضي.
وتقدم تيليرسون نحو أن يكون المرشح الأوفر حظًا للمنصب بعد استبعاد رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني من قائمة المرشحين للمنصب.
فيما نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين لم تصرح بأسمائهم، إن تيليرسون (64 عامًا) تقدم أيضًا في مشاورات ترامب على المرشح الجمهوري الرئاسي في انتخابات 2012 ميت رومني الذي التقى بترامب مرتين إحداهما خلال عشاء في نيويورك.
صديق بوتين
بمجرد ظهور هذه الأنباء عن ترشيح تيليرسون، بدأت الانتقادات في الإعلام الأميركي ووسائل التواصل الاجتماعي؛ بسبب علاقة المرشح المحتمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث أشار موقع “ذي هيل” الأميركي، أن تيليرسون تفاوض في العام 2011 حول عقد شراكة مع بوتين في مجال الطاقة، بقيمة قدرها الرئيس الروسي في ذلك الوقت بـ 500 مليار دولار.
ويلقب الرجل المرشح للخارجية الأميركية بـ”بارون النفط” ومعروف بأنه أكبر صديق فيها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد يختاره ترامب في اليومين المقبلين وزيرًا للخارجية.
كما حصل المرشح لمنصب وزارة الخارجية في إدارة ترامب في العام 2012 على واحدة من أرفع الأوسمة الروسية، وهو “وسام الصداقة الروسي”.
وكانت الصفقة بين “إيكسون موبيل” وروسيا علقت في العام الماضي؛ بسبب فرض العقوبات على الكريملين بعد تدخل روسيا في منطقة القرم عام 2014، ولكن الشركة قالت إنها ستستأنف الصفقة عندما ترفع العقوبات، الأمر الذي قد يساعد به استلام تيليرسون منصب وزير الخارجية.
ولدى إيكسون موبيل استثمارات وعقود في 50 دولة حول العالم من بينها روسيا التي تقيم فيها مشاريع مشتركة لاكتشاف واستغلال الثروات النفطية. ويعد تيليرسون من أشد منتقدي العقوبات المفروضة على روسيا بسبب ضمها شبه جزيرة القرم، لأن شركته مُنيت بخسائر كبيرة جراء تلك العقوبات، وقد شغل منصب رئيس الشركة منذ عام 2006، ومن المتوقع تقاعده العام المقبل.
يلقب الرجل المرشح للخارجية الأميركية بـ”بارون النفط” ومعروف بأنه أكبر صديق فيها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين
هل هناك سطوة روسية الآن داخل أمريكا؟
تتعزز مخاوف الأمريكيين من النفوذ الروسي داخل الإدارة الأمريكية الجديدة خاصة بعد ظهور اعتقاد لدى وكالات الاستخبارات الأمريكية أن روسيا تدخلت سرًا، من أجل دعم موقف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خلال السباق الرئاسي، حسبما قال مسؤولون أمريكيون لصحيفة نيويورك تايمز.
وذكر تقرير لصحيفة نيويورك تايمز إن وكالات استخبارات في الولايات المتحدة لديها “ثقة كبيرة”، في تورط روسيا في عمليات قرصنة إلكترونية، وخلص تقييم لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي أي إيه” نقلته صحيفة واشنطن بوست إلى نتائج مشابهة.
سي آي أيه يتحدث عن تدخل روسي في الانتخابات الأميريكية
هل يغيير هذا من نتائج الانتخابات؟#ترامب #كلينتون pic.twitter.com/mq6vE8esb4
— نون بوست (@NoonPost) December 12, 2016
لكن الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب ترامب رفض تقرير المخابرات المركزية، قائلًا: “هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين قالوا إن صدام حسين لديه أسلحة دمار شامل”، ومن جانبهم، نفى مسؤولون بروسيا مرارًا صحة تلك الاتهامات المتعلقة بالقرصنة.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أمر الجمعة بفتح تحقيق في سلسلة من الهجمات الإلكترونية – وجهت الاتهامات بشأنها إلى روسيا – خلال موسم الانتخابات الأمريكية، واستهدفت تلك الهجمات المراسلات الإلكترونية للحزب الديمقراطي، ومراسلات مساعد بارز للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
ذكر تقرير لصحيفة نيويورك تايمز إن وكالات استخبارات في الولايات المتحدة لديها “ثقة كبيرة”، في تورط روسيا في عمليات قرصنة إلكترونية
وفي أكتوبر الماضي، وجه مسؤولون أمريكيون أصابع الاتهام إلى روسيا، متهمين إياها بالتدخل في الحملة الانتخابية.
والآن، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية قولهم إنهم واثقون، من أن القراصنة الروس قد تسللوا أيضا إلى أنظمة الحاسب التابعة للجنة الوطنية للحزب الجمهوري، كما فعلوا مع الحزب الديمقراطي، لكنهم لم يكشفوا عن المعلومات التي حصلوا عليها من شبكات الحزب الجمهوري.
وتقول وكالات الاستخبارات الأمريكية إن الروس مرروا الوثائق، التي حصلوا عليها بشأن الحزب الديمقراطي، إلى موقع ويكيليكس، وذلك حسبما نقلت صحيفة نيويورك تايمز.
وقالت صحيفة واشنطن بوست، نقلا عن “مسؤول أمريكي رفيع المستوى” لم يذكر اسمه، إن “وكالات الاستخبارات قد حددت هوية الأشخاص المرتبطين بالحكومة الروسية، الذين زودوا موقع ويكيليكس بآلاف المراسلات المخترقة للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي وآخرين، من بينهم رئيس الحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون”.
وخلال الحملة الانتخابية، حث ترامب روسيا علنا على “العثور” على المراسلات الإلكترونية لكلينتون، لكنه قال في وقت لاحق إنه كان يسخر، وقال الديمقراطيون إن الاختراقات كانت بمثابة محاولة مقصودة، لتقويض الحملة الانتخابية لكلينتون.
تقول وكالات الاستخبارات الأمريكية إن الروس مرروا الوثائق، التي حصلوا عليها بشأن الحزب الديمقراطي، إلى موقع ويكيليكس
من جانبه، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، إيريك شولتز، إن الرئيس باراك أوباما يرغب في إجراء تحقيق تحت بصره في هذا الأمر، “لأنه يأخذه بمنتهى الجدية”، وأضاف: “نحن ملتزمون بضمان نزاهة انتخاباتنا”، هذا ولم يتضح بعد ما إذا كان سيتم الكشف عن نتائج ذلك التحقيق.