تجاوزت كلمة عبد الفتاح السيسي، في مراسم تأبين شهداء حادثة الكنيسة البطرسية، الذي جرى أول أمس، كونها كلمة تأبين ضحايا حادثٍ إرهابي، ليعلن عن مفاجأة، مفادها، أن شابًا عشرينيًا، يُدعى محمود شفيق محمد مصطفى، هو الذي قام بالعملية، مُفجرًا نفسه بحزامٍ ناسف، داخل الكنيسة، الملاصقة، لكتدرائية القرازة المرقسية بالعباسية، رأس الكنيسة القبطية في مصر.
ساعات، وأصبح محمود، حدث وحديث كُل وسائل الإعلام المصرية، وسارعت كل وسيلة، لإبراز ما تحتويه معلومات مصادرها، من صورٍ لأشلائه (تتحفظ نون بوست على نشرها) ووجهه، وصور أخرى من ملفه الجنائي.
تبدأ علاقة الشاب بالأوراق الرسمية، في مارس عام 2014، حينما تم إلقاء القبض عليه بصحبة أحد زملائه، بميدان الحواتم، بالفيوم، حيث تصادف وجوده مرور إحدى “تظاهرات جماعة اﻹخوان” هناك، فتم القبض عليه، ووجهت له النيابة العامة تهم التظاهر وحيازة سلاح وذخيرة، والانضمام لجماعة محظورة، حسب محاميته ياسمين حسام الدين، التي قامت بتمثيل محمود أثناء محاكمته.
وقال مصدر قانوني خاص، لنون بوست، أن محمود جرى إلقاء القبض عليه، في 15مارس عام 2014، وكان يبلغ من العمر وقتها، 16عامًا، بصحبة صديقه، محمود عبدالمولى والذي كان يبلغ عمره في ذلك التاريخ، 20 عامًا، وحرر ضدهما محضر حمل رقم 2590 لسنة 2014، إداري قسم شرطة الفيوم، وتم تعذيبهم للاعتراف بحيازة السلاح والذخيرة والانتماء لجماعة إرهابية.
ويضيف المصدر، إنه تم استبعاد محمود وزميله من الاتهام بحيازة السلاح والذخيرة، بسبب عدم وجود إصابات حينها، وتم إخلاء سبيله من دائرة جنايات بندر الفيوم، برئاسة المستشار عاطف رزق، عام 2015، وتحولت القضية من جناية إلى جنحة، ثم صدر حكم ضده بالسجن عامين بتهمة التظاهر غيابيًا، ولم يُجرِ استئنافًا على الحكم.
صورة الصحيفة الجنائية
أحد جيران، محمود في قرية عطيفة الواقعة بمركز سنورس بمحافظة الفيوم حيث كان يسكن الطالب منذ عامين، كشف في تصريحاتٍ صحفية، لموقع هافنغتون بوست العربي، “أن محمود لم يتجاوز حالياً 19 سنة، وكان طالبًا في كلية العلوم، وذلك بعد أن تخرج من الثانوية العامة وكان ترتيبه الرابع في الثانوية العامة، وهو لا ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين”.
جريدة التحرير المصرية، أجرت حوارًا مع والدة محمود، والذي أكدت فيه، أن نجلها “لا تعرف أية معلوماتٍ عنه منذ عامين، بعد أن ترك بيته، نتيجة “إرشاد” بعض أهالي القرية عن وجوده، ما سبب في اقتحام قوات الأمن للبيت العديد من المرات، مروعين شقيقاته البنات”، وتضيف الأم، في مقطع مسجل معها، “أن محمود كان دائم التواصل معها، عبر الهاتف للاطمئنان على أحوالها وأحوال أسرته، مؤكدة أنه تواصل معها قبل أسبوع أو اثنين”.
شقيقة محمود، أجرت حوارًا مع برنامج 90 دقيقة على قناة المحور، أكّدت فيه أن شقيقها، كان قد سافر إلى السودان للهروب من تنفيذ حكم القضية التي لُفقت له، مشددة على مدار عشرة دقائق، على أنه لا صلة لمحمود بما وقع، وأنها لا ترضى بما وقع مع المسيحين في تفجير الكنيسة، كما أبدت تحت ضغط وابتزاز إعلامي لها، تأييدها لنظام الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي.
في هذا السياق، أعلن رئيس جامعة الفيوم خالد حمزة، إن محمود تم فصله من كلية العلوم منذ مايو الماضي، وذلك لاستنفاذه مرات الرسوب المحددة في الفرقة الأولى، مؤكدًا أن الطالب المتهم بالتفجير، تقدم إلى الجامعة في العام الدراسي 2014 – 2015، ورسب عامين دراسيين، وأن اللائحة الداخلية لكلية العلوم تقضي بفصل الطالب في حال رسوبه في الفرقة الأولى مرتين، مؤكدًا أن محمود لم يحضر إلى الجامعة لاستلام الملف الخاص به رغم مرور أكثر من ستة أشهر على تاريخ فصله.
في نهاية يوم أمس، عرضت، وسائل الإعلام المحلية في مصر، مقطعًا مصورًا، من كاميرات المراقبة، الموجودة في محيط الكنيسة البطرسية، الملحقة بالكتدرائية، يُظهر شخصين، أحدهما يدخل إلى أسوار الكنيسة، ومن ثمّ تنفجر القنبلة فور دخوله، ومن جانبها، لم تستطع نون بوست التؤكد من صحة الفيديو، وما إن كان ذلك الشخص، هو محمود الذي أعلن عنه السيسي في خطابه، أم لا.