هاجم الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الولايات المتحدة الأمريكية بعد العملية العسكرية الأخيرة البارحة الأربعاء، والتي قتل فيها مدنيون الأمر الذي يبرز الخلاف المتزايد يوماً بعد الآخر بين كرازي و واشنطن.
وكانت غارة جوية للقوات الأمريكية قد تسببت بقتل 7 أطفال وامرأة في ولاية براون شمال العاصمة كابول البارحة 15 يناير.
وقال بيان صادر عن الرئاسة الأفغانية أن الرئيس كرزاي “يدين بأشد العبارات قصف القوات الجوية الأمريكية الذي أدى إلى مقتل امرأة وسبعة أطفال”.
وأضاف البيان على لسان كرزاي أن مقتل مدنيين يظهر ان الولايات المتحدة لا تفي بوعود احترام حياة الأفغان، وأمر بفتح تحقيق في هذه العملية، وأكد على أفغانستان “تطالب منذ سنوات بإيقاف تام للعمليات في القرى لكن الأمريكيين على خلاف ما اتفق عليه الجانبان لجؤوا مرة أخرى إلى قصف منطقة سكنية وقتل مدنيين.”
ورداً على سؤال لفرانس برس، أقرت القوة الدولية التابعة للحلف الأطلسي في أفغانستان (ايساف) بأنها شنت “غارة جوية” خلال عملية مشتركة مع الجيش الأفغاني ضد “متمردين ينتمون إلى طالبان” دون أن تحدد ما إذا كانت هذه الغارة قد تسببت بقتل مدنيين أما لا، لكن القوة تداركت أنها على علم بمعلومات مفادها أن مدنيين اثنين قتلا “عرضا”.
وتأتي هذه الحادثة في الوقت الذي يزداد التوتر بين كابول و واشنطن على خلفية محاولات الأخيرة المتكررة إقناع كرزاي بتوقع اتفاق أمني ثنائي يشكل إطاراَ لانتشار الجنود الأمريكيين في أفغانستان بعد انسحاب القوات الدولية من أفغانستان هذا العام، حيث هددت واشنطن أفغانستان بسحب قواتها بالكامل في حال عدم توقيع الاتفاقية في القريب العاجل.
كرزاي بدوره يرفض توقيع الاتفاقية قبل الإنتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من أبريل المقبل حيث لا يمكن لكرزاي المشاركة كون الدستور يمنعه من الترشح لولاية ثالثة، مما يزيد من وضع القوات الأمريكية وارتباكها في مواجهة الرأي العام الأمريكي.
وكان كرزاي قد قلل من أهمية الحديث الأمريكي عن الانسحاب العسكري الكامل من أفغانستان إذا لم يوقع على الاتفاقية الأمنية بين البلدين، وأضاف كرزاي: “لا أعتقد أن أميركا تفكر في الانسحاب الكامل، إنها سياسة حافة الهاوية التي يمارسونها معنا، وحتى إن فعلوا فليكن ما يكون”.
وأضاف أن على واشنطن التوقف عن مداهمة المنازل الأفغانية والبدء في “عملية سلام” مع حركة طالبان باعتبارهما شرطين ضروريين لتوقيع الاتفاقية الأمنية الثنائية التي قال إنها “تصب في مصلحة أفغانستان والشعب الأفغاني وافق عليها”، موضحاً أنه يريد من واشنطن أن تساعده على بدء عملية سلام علنية مع طالبان بدلا من السبل الدبلوماسية السرية التي كانت تتبعها في الماضي، لأن “المحادثات السرية لن تفيد، والولايات المتحدة وباكستان تتمتعان بنفوذ على طالبان يكفي لإعادة إطلاق عملية السلام”.
كرازي بدا في الفترة الأخيرة في صورة الندّ لواشنطن بعد أن كان الحليف الأساسي لها في كابول، وقال في حديث سابق لقناة هندية بأن “الخطاب العدائي لن يجبرنا على التوقيع .. لسنا بلدا يعرف بالخضوع للترهيب” مضيفاً أن على الولايات المتحدة أن تعي ذلك، “إن لم يدركوا هذا بعدُ فعليهم أن يدركوه، سيكون جيدا لهم إدراك ذلك… سنوقعها لكن عندما نتأكد من أن التوقيع سيجلب الأمن ويطلق عملية للسلام في أفغانستان، حيث ستشعر أفغانستان بالأمن”.