“قطار العدالة يقلع بعد تسع سنوات من الانتظار” هكذا كتبت صحيفة النهار اللبنانية والمقربة من قوى ١٤ آذار تعليقا على انعقاد أولى جلسات المحكمة الجنائية الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري والتي تُعقد اليوم في هولندا.
المحاكمة التي يُحاكم فيها خمسة من أعضاء حزب الله غيابيا (لامتناع الحزب عن تسليم المتهمين) بدأت اليوم في مدينة لايدسنام إحدى ضواحي لاهاي الهولندية.
ويرفض حزب الله المحكمة ويعتبرها منحازة لاسرائيل والولايات المتحدة وتسعى الى استهدافه كما يؤكد ان لا علاقة له بالجريمة، واعلن الامين العام للحزب حسن نصرالله بعد صدور القرار الاتهامي السابق انه لن يسلم عناصر الحزب المتوارين عن الأنظار مؤكدا على ضلوع إسرائيل في الجريمة.
https://www.youtube.com/watch?v=Wj7pdShMZUU
وقال القاضي ديفيد راي عند افتتاح جلستها الأولى اليوم “إننا هنا للاستماع للتصريح التمهيدي للمدعي العام” وتابع قائلا “يعود للمدعي اثبات جرم المتهمين” مؤكدا أن المحاكمة ستجري “كما وكأن المتهمين قد حضروا ودفعوا ببراءتهم”.
وبدأت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وهي محكمة جنائية ذات طابع دولي بناءً على طلب لبنان وبموجب قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع الملزم، في مايو 2007، للنظر في ملف اعتداء 14 فبراير2005 الذي أدى إلى مقتل الحريري و 23 شخصاً آخرين بينهم جميع مرافقيه.
وبعد تسع سنوات على التفجير الذي ادى الى انسحاب القوات السورية في لبنان بعد وصاية استمرت حوالى 30 عاما على هذا البلد، وثلاث سنوات على بدء النزاع في سوريا، سيبدأ الادعاء اخيرا في تقديم عناصر الاتهام.
ويرأس المحكمة النيوزيلندي ديفيد باراغواناث. وتضم بالإضافة إلى قاضي الاجراءات التمهيديّة البلجيكي دانيال فرانسين، عشر قضاة أربعة منهم لبنانيون، وغرفتان هما دائرة المحاكمة ودائرة الاستئناف.
وفي عام ٢٠١١ أصدرت المحكمة لوائح اتهام بحق أربعة من أفراد حزب الله لدورهم المزعوم في اغتيال الحريري، وهم سليم عيّاش ومصطفى بدر الدين، وحسين عنيسي، وأسد صبرا، وفي سبتمبر الماضي، أعلنت المحكمة أن قاضي الإجراءات التمهيدية فيها صدّق قرار اتّهام جديد بحق، اللبناني، حسن حبيب مرعي المتهم ايضا بالمشاركة باغتيال الحريري.
والمحاكمة الغيابيّة مسموح بها في ظل بعض الشروط أبرزها أن يكون قد ”تم اتخاذ كل التدابير المعقولة لضمان مثول (المتهم) امام المحكمة”.
وبحسب نص الاتهام فان مصطفى بدر الدين (52 عاما) وسليم عياش (50 عاما) وهما مسؤولان عسكريان في حزب الله، دبرا ونفذا الخطة التي ادت الى مقتل رئيس الوزراء الاسبق مع 22 شخصا اخرين بينهم منفذ الاعتداء وإصابة 226 شخصا.
https://www.youtube.com/watch?v=MzaZXzQ2094
وقال حساب المحكمة على تويتر أن الدفاع سيبدأ مرافعاته يوم الاثنين، فيما سيتلو المدعي العام اتهامات عياش الأربعاء.
It is anticipated that the Defence statements will start on Monday. On Wed, the Pros. will start the 1st chapter of the #AyyashetalCase
— STL (@STLebanon) January 16, 2014
اما العنصران الامنيان حسين عنيسي (39 عاما) وأسد صبرا (37 عاما) فهما متهمان بتسجيل شريط فيديو مزيف تضمن تبني الجريمة باسم مجموعة وهمية اطلقت على نفسها “جماعة النصر والجهاد في بلاد الشام” حيث قاما بإيصال هذا الشريط إلى قناة الجزيرة.
https://www.youtube.com/watch?v=QzYZNGZzPGo
واشار فريق الادعاء في المحكمة الى ان المتهمين بدر الدين وسليم عياش حضّرا لاغتيال الحريري قبل 4 اشهر وراقباه لمدة 3 اشهر،لافتا الى ان سائق الفان المفخخ فجر نفسه في موكب الحريري والانفجار تم يدويا وليس عن بعد .
وقالت صحيفة دير شبيغل الألمانية إن اثنين من المتهمين يقيمان الآن في إيران فيما رجحت مصادر أن يكون بقية المتهمين قد تمت تصفيتهم!
https://www.youtube.com/watch?v=zeN5TIfxZmI
ويمكن معرفة ما تنويه المحكمة من خلال الجلسة الافتتاحية. ففي إحدى الندوات الحديثة المخصصة للصحافيين الذين يغطون أخبار المحكمة في لبنان، شرحت رئيسة قسم التواصل الخارجي في المحكمة أولغا كافران أنّ البيانات الافتتاحية يمكن وصفها “كملخّص لما ينوون إثباته في المحكمة”.
أما بالنسبة للشهود فلا يزال على قضاة غرفة المحاكمة أن يصادقوا على لائحة بأسماء الشهود الذين ينوي الادعاء الاتصال بهم قبل البدء بعرض القضية. ومعظمهم من المتوقّع أن يظهروا في المحكمة، ولكن القضاة قد يسمحون أيضاً بالشهادات المكتوبة.
ولدى القضاة ثلاثة خيارات للسماح للشاهد بالإدلاء بشهادته من دون تبيان هويته. حيث يمكن لأحد الشهود الذي طلب حمايةً أن يدلي بشهادته في المحكمة بشكل عادي ولكن من دون أن يعرف الناس باسمه، أو أن يدلي بشهادته من موقع لا يمكن للجمهور رؤية وجهه منه، مع تشويه صوته، وأخيراً إذا اعتُبر أنّ أحد الشهود بحاجة الى حماية أكبر، يمكن له أن يدلي بشهادته فقط امام الموجدين في المحكمة- ولن يعلم الجمهور أبداً ما قاله. والقضاة يحدّدون ما هي الإجراءات التي تُعتمد لكل شاهد.
وتبقى هناك مجموعة من الشهود الذين من غير المرجّح أن يظهروا في المحكمة، هم المعروفون بـ “شهود الزور”، و “شهود الزور” هم أشخاص متهمون بالكذب على لجنة التحقيق الدولية التي سبقت المحكمة والتي رأسها الألماني ديتليف ميليس. فقد حكمت غرفة الاستئناف في المحكمة الخاصة بلبنان في الماضي بأنه ليس للمحكمة أي سلطة على هؤلاء الأشخاص، كما أنها لن ترفع عليهم قضايا شهادة الزور، بما أنهم لم يكذبوا على المحكمة الخاصة بلبنان.
فالادعاء لم يعالج فعلياً مسألة “شهود الزور” قبل سنوات قليلة عندما كان الجميع في لبنان يتحدثون عنها. ومن ثم تعهّدت المحكمة ـ ولا تزال- بأنها لن تجلب الى المحكمة أي شهود أو أدلة لا تعتقد بأنها موثوقة تماماً.
وبعد اغتيال الحريري في 2005، قتلت ثماني شخصيات سياسية واعلامية مناهضة لدمشق في عمليات تفجير واطلاق نار كان اخرها محمد شطح، كما قتلت ثلاث شخصيات امنية وعسكرية فيما شهدت البلاد عدة اعتداءات مرتبطة بالحرب في سوريا التي يشارك فيها حزب الله بالآلاف من الجنود والمعدات.
يأتي ذلك فيما هز تفجير ضخم وسط مدينة الهرمل على الحدود اللبنانية السورية صباح اليوم، وأفاد وزير الصحة اللبناني علي حسن خليل ان عدد القتلى حتى الآن بلغ 3 بالإضافة إلى 26 جريحاً.
ويمكن مشاهدة جلسات المحاكمة مباشرة مع ترجمة بالعربية أثناء انعقادها من خلال الضغط على هذا الرابط