الإخوان باعوا الثورة معك حق ، الإخوان باعونا في محمد محمود ،صحيح بدليل تصريحات خيرت الشاطر ومرشد الإخوان ، الإخوان باعونا في البرلمان لن أقول لا فهم من رفضوا تسلم السلطة من الشعب فور حصولهم علي أغلبية البرلمان المنتخب
هذا جزء من حديث تحاول القوي الثورية أن تسوق من خلاله أسباب تخليها عن الثورة ، ووقوفها موقف المتفرج من رسم الانقلاب لخطواته علي يد نظام مبارك ، بل ومباركتها الدم الذكي الذي يروى ميادين رابعة والنهضة ،و فتح السجون أمام الالاف المعتقليين من الاخوان والمتظاهرين في الشوارع المصرية حتي تجاوز عددهم ال15 الف معتقل وأكثر من 6 الالاف شهيد منذ الانقلاب .
فرفيق الميدان اليوم يسوق تلك المبررات من أجل أن يبقي ضميره مستريحا ،يحدثا ذاته ما بالي ما دام لن يتم تسريب مكالمات لي في برامج التوك شو، ولن يدرج أسمي في قضية تمويل ولا تخابر مع جهات أجنبية .
وفي ظل تلك المبررت ومسكنات العقل اتركني اسألك رفيق الميدان هل الإخوان باعوا لوحدهم ،هتقولي لا، ولكن هم اكبر فصيل سياسي أقولك صحيح ، لكن ياتري عندما جلس الكتاتني مع عمر سليمان كان علي انفراد أم أن كل القوي السياسية هرولت لعمر سليمان مما دفعه للخروج وتهديد الاخوان بان هذه اخر فرصة يمكن استثمارها ، فكان الإخوان أخر فصيل وافق علي حضور جلسة الحوار ، بعدما هرول السيد البدوي ، ورفعت السعيد ، وأبو الغار وغيرهم ولم يمتنع سوي الدكتور محمد البرادعي عن المشاركة .
ونرجع بالذكرة بعض الوقت ونقرأ المشهد سويا سنجد أن اللي باع الثورة هم كل النخبة المحنطة التي كانت تجلس علي موائد مبارك وتعقد معه صفقات البرلمان واسألوا الوفد والتجمع عن اتفاقتهم مع نظام مبارك
ونتذكر معا الإعلان الدستوري الذي تم الاستفتاء عليه في 19 مارس وقامت الدنيا ولم تقعد لأن الإخوان والقوي الاسلامية اختارت أن تقول ” نعم ” في الوقت ذاته اختارت قوي أخري أن تقول ” لا “طيب ما انت وهي الديمقراطية ايه غير أن كل تيار يتبني وجهة نظر ويدافع عنها وفق معطايته ومصالحه .وعلي الرغم من أن المجلس العسكري اعطي جميع القوي السياسية علي مؤخرة رأسها خلال استفتاء مارس بعدما ضرب بعرض الحائط أصوات الملايين التي صوت علي 9 مواد وخرج هو باعلان دستوري من 62 مادة ، ورغم ذلك ظلت القوي المدنية مجازا تسعي لتعميق الخلاف في ظل ترددها الإخوان قسموا المجتمع الإخوان يتحدثون بالجنة والنار، ويخلطون الدين بالسياسية ، بينما تتجاهل تلك القوي أن تنظر لذواتها في المراة لتجد أنها تلجأ هي الأخري لذات الطريقة من خلال الكنيسة وبعض أصحاب العمم من أمثال مظهر شاهين وعلي جمعة وشيخ الأهر وبعض مشايخ السلطة
وتمادت القوي المدنية في تنفيذ ما تنقد به التيار الاسلامي ولعل الشوارع والمساجد المصرية تشهد علي قيام أحزاب الدستور والمصريين الأحرار (الذي يموله رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس ) بتوزيع شنط زيت وسكر ودعاية في المساجد .
إلا تتفق معي أنه لولا استخدام التيار المدني للابواق الاعلامية لما تعمق الخلاف
ولكن الحقيقة أن الطرفين سرعان ما حولوها لحرب علي الهوية متأثرين بالتغيرات الاقليمة والدولية فالتيار المدني خشي من وجود تحالف رباعي بين الاسلاميين في تونس وتركيا وقطر وحماس ، بينما خشي التيار الاسلامي من تمادي
لم يراعي الطرفان أن الثورة مازالت تحبو لم تكتمل ولم يتم الاستجابة لطلب الشعب بعد ، الذي هتف” الشعب يريد إسقاط النظام “، تصارع الجميع علي الكعكة ولم يدركوا أن الطريق ملئ بالالغام وأن الشعب هو من يقرر هويته دون محاولات تغيبه عن الواقع وخداعة عبر منابر المشاهد أو الفضائيات .
نترك ما سبق هل تتذكر رفيق الميدان أن اللواء عبد الفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية نزل كام مرة الميدان أثناء الثورة وطالب بفض الميدان وهدد بموقعة الجمل مين اللي وقف ورفض ،إليس الدكتور محمد البلتاجي االلي بعاقب الان لانه رفض يتخلي عن ثورة الميدان
صحيح الأحداث كثيرة والمرحلة الانتقالية مضخمه بها لكن فاكرين من اللي وقع لرئيس الاركان وعضو المجلس العسكري علي بياض فكرين من اللي خرج سامي عنان معلنا توقعهم علي التسليم للجيش ،
الم تك كل الاحزاب السياسية وتحديد 17 حزبا منهم 3 من التيارات الاسلامية فقط ،هم الحرية والعدالة والنور والوسط ، بينما كانت كافة الاحزاب الليبرالية واليسارية حاضرة عن بكرة ابيها ووقعت وسط فرحة وابتهاج ورجعوا تصريحات دكتور محمد أبو الغار عقب الاجتماع الذي حضره هو عن حزب المصري الديمقراطي وأحمد سعيد عن المصريين الاحرار ، ومصطفي النجار عن العدل والسيد البدوي عن الوفد ومحمد سامي عن الكرامة ، وسامح عاشور عن العربي الناصري ، وغيرهم .
أمام مسجد عمر مكرم كانت هناك خيام للسلفية الجهادية وأخري للسلفية العملية وهذه خيمة شباب الإخوان وهناك خيمة التيار المصري شباب الإخوان سابقا وهناك يقف الاشتراكين الثوريين وبجوارهم اسماء البلتاجي هكذا كان المشهد أثناء احداث محمد محمود الأولي ، وبداخل الشارع الذي لم تهدأ معاركه كنت أقف ارقب احيانا بينما كانت مشاركتي بالمستشفي الميداني بعباد الرحمن “خلف هارديز ” بين الحين والأخر ها أنا أشاهد ابن دكتور محمود غزلان عضو مكتب الارشاد، وهناك سارة وحبيبة ابناء قيادات الجماعة الخونة ، وبالجهة الاخري ابناء الدكتور البلتاجي وزوجته ، وهذا ابن احمد محمود وبجواره ابن عمرو ذكي ،هؤلاء ابناء قيادات الجماعة التي باعت المتظاهرين في محمد محمود هؤلاء تربو في محضن التنظيم اللي خرج قله من قياداته لوصف المتظاهرين في محمد محمود بالبلطجية ، الادهي من ذلك أنك لما تراجع دفاتر مركز النديم ستتعرف علي الكثير من شباب الإخوان اللي تم عمل تأهيل نفسي لهم بعد تعرضهم للتعذيب علي يد قوات الأمن في “بدرم “بعض عمارات محمد محمود ومنهم من كاد يصاب بالجنون
الإخوان باعونا في محمد محمود تلك المقولة التي يروجها القلة ممن كانوا يتحدثوا عن محمد محمود عبر الفضائيات والمكاتب المكيفية والاظرف المبطنة بالأخضر ، وحولوها لغنوة لطيفية تساهم في تسكين الضمير أو غيابه في بعض اللأحيان
لكن دعني أسالك هو مين من قيادات القوي السياسية نزل محمد محمود مين البائع الحقيقي للثوار في محمد محمود اليس البرادعي وحمدين صباحي وغيرهم من القوي الليبرالية واليسارية التي لم تدعم طلب الميدان بتشكيل مجلس رئاسي مدني
هتقول ما الإخوان خربوها احب أقولك أن تأثير القوي الثورية والميدان في ذلك الوقت كان أكبر ألف مرة من تنظيم الإخوان وقدرته ،ففي تلك اللحظة كانت الجماعة تريد الانتخابات وبدء الخلاف بينها وبين العسكري يعني كانت في أضعف حالتها ولن يك أمامها سوي الانصياع لمطلب الميدان أذا وقف بجواره من يسانده من القوي الاخري خاصة الأسماء التي طرحت لتكون ضمن أطار المجلس الرئاسي
الاخوان باعونا في محمد محمود فبعنا احنا ولاد أبو اسماعيل في موقعة العباسية ، واتذكر جيدا في يوم 25 يناير 2012 أي اليوم الأول لانعقاد مجلس الشعب أن بعض رؤساء تحرير الصحف الخاصة أعلنوا في جرائدهم أنه من اليوم لابد من العمل علي حل هذا المجلس !!
الحقيقة أن بالونات تدمير الثورة والتخلص منها كانت كثيرة ومتوالية وكأن الاعداء أرادوها تدريجية واراد الله أن يمنحنا العديد من الفرص لانقاذها دون جدوي منا وفينا
لقد نجحت تلك البلونات الواحدة تلو الأخري في خفض شعبية الثورة والثوار ومع الوقت وصل نجاح تلك البلونات لالصاق تراجع الاقتصاد وتمادي غلق الشركات وارتفاع نسبة البطالة وتحول القوي السياسية لفرقاء الثورة وشيء فشيء تلاشت كلمة الثورة وحل محالها حالة ثورية وانتفاضة شعبية ، حتي كان سيناريو القذف علي ثورة يناير بكل ما فيها وصنع ثورة مضادة حقيقة بثوب يناير دون مذاقه
الحقيقة الواضحة وضوح الشمس أن كافة القوي الليبرالية واليسارية تخلت عن الثورة مع الجولة الإعادة للانتخابات الرئاسية بل علي صمتها لترشيح أحمد شفيق للرئاسة، ولم يجدوا وسيلة لتخلص من خصمهم السياسي سوي التضحية بالثورة والوطن وتسليم الأمر للعسكر وغلق ما يسمي المسار الديمقراطي ،فالليبراليون في تلك اللحظة اعتنقوا المذهب السلفي الداعي بأن الديمقراطية كفر لأنها أتت بالإخوان ، وستظل كذلك مادامت تأتي بالإسلاميين ، ولو كانوا عكس ذلك لاوافق زياد بهاء الدين وكمال أبو عيطة وحمدين صباحي علي مشاركة مرسي في الحكومة
الحقيقة أنني لا أنكر أخطاء الإخوان التي ساهمت فيما ألت اليه الأمور ولكن كان من الممكن تحجيم قدرة الإخوان لو وقفت القوي السياسية حقا في صف الثورة.
الحقيقة أن بشهادة إبراهيم عيسي وتبرءاته لمبارك وتسليم جبهة الانقاذ بترشح السيسي لرئاسة الجمهورية انتهت فصول ثورة يناير وانطلقت أخر بالوناتها ولا يبقي الأمل الا في رفقاء الميدان الحقيقيين الذين عزفوا عن المشاركة في استفتاء الدم .