بعد تعدد إخفاقاته، هل كان تعيين بوريس جونسون كوزير للخارجية البريطانية خطأ؟

tzonson

ترجمة وتحرير نون بوست

ينتقد الكاتب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الذي تعددت أخطاؤه وزلاته ما أدّى إلى إحراج بريطانيا والتسبب في اندلاع أزمات دبلوماسية. وعلى الرغم من امتناع رئيسة الوزراء تيريزا ماي عن مهاجمته، إلا أن إقالته أمر وارد.

كما عُرف جونسون بأنه سياسي “مهرج” حقق نجاحا سريعا، كما كانت له إخفاقات كثيرة وتصريحات غريبة ومستهجنة، طالت عدة دول. ومن بين هذه التصريحات يمكن الحديث عن خطابه ضد المملكة العربية السعودية التي أحرجت تيريزا ماي. كما أنه حتى وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، يكره جونسون ولا يطيقه.

وفي الفترة الأخيرة، تعرض وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون لانتقادات شديدة بسبب زلاته. كما تخالفه رئيسة الوزراء تيريزا ماي، الرأي بشكل علني وتوبّخه على زلاته. ويقول النقاد إن بوريس يحرج بتصريحاته كلا من الحكومة وبلده، وإذا ما تسببت هذه التصريحات والزلات في إحراج كبير لماي، فإن فصل جونسون يبقى أمرا واردا.

ومن جهة أخرى، لم يكن أحد يتصور أن يصعد بوريس جونسون مع زوجته على الدرج الرخامي، قبل سنة، على وقع أنغام عيد الميلاد في بهو قصر لانكاستر، وأن يصل السياسي الأكثر نجاحا في المملكة إلى أرفع منصب دبلوماسي ويستدعي سفراء من جميع أنحاء العالم لحفلة عيد الميلاد في قصر فخم تابع لوزارة الخارجية.

والغريب هو كيف يشعر هؤلاء السفراء بالراحة عندما يسمعون وزير الخارجية يتفوّه بتصريحات غريبة؟ وخاصة سفير الكونغو الذي أهانه جونسون خلال زيارة أداها إلى المملكة المتحدة؟

والمدهش أنه منذ تولي جونسون منصبه في شهر تموز/ يوليو، فإنه لا يكاد يمر أسبوع دون ارتكابه لجملة من الأخطاء. كما أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي لا تتوانى عن جعل بوريس يبدو “كالمهرج” خلال السهرات العائلية.

وقد خلق جونسون زوبعة عندما اتهم إيران والمملكة العربية السعودية بشن حرب بالوكالة في كل من سوريا واليمن. ومن المؤسف أن يأتي هذا التصريح بعد زيارة أدتها ماي إلى الرياض وصرحت خلالها أنها “تعتبر السعودية من أكبر حلفاء المملكة المتحدة”. في المقابل، أكد الناطق الرسمي باسم رئيسة الوزراء أن تصريحات جونسون لا تمثل الحكومة وتعدّ مجرّد هراء.

وفي إحدى السهرات الخمرية، تحدث جونسون عن الاستفتاء المتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبدا حديثه أمرا يدعو إلى السخرية بالنسبة للحاضرين.

بوريس جونسون والملك سلمان

وقد عبر وزير الاقتصاد الإيطالي بيير كارلو بادوان أيضا، عن انزعاجه من تصريحات جونسون النارية، بعد لقاء جمعه به في تشرين الثاني/ نوفمبر، هدده خلاله قائلا؛ “لن تبيعوا الكثير من الخمور من طراز “بروسكو” في صورة عدم السماح لنا بالدخول إلى السوق المشتركة”. ليتراجع بعدها جونسون قائلا “إننا منفتحون جدا، وسنشتري المزيد من الخمور من طراز الشمبانيا، ومازيراتي، وبروسكو”. 

من جهة أخرى، بدا دليل اختراق جونسون لكل الأعراف الدبلوماسية واضحا حينما صرح قائلا؛ “إننا منفتحون جدا لأن رئيسة وزرائنا ترتدي سراويل مصنوعة من الجلد”. وتجدر الإشارة هنا إلى أن جونسون عبّر عن ذلك باستخدامه لعبارة “ليدرهوزن” باللغة الألمانية، بهدف السخرية من رئيسة الوزراء التي ترتدي سراويل ألمانية مصنوعة من الجلد.

وبسبب هذه التصريحات، أحرج جونسون تيريزا ماي، التي ستظهر في المستقبل مرتدية سروالا من الجلد باهظ الثمن في الوقت الذي تريد فيه أن تتقرب من الطبقة الوسطى. كما أنه من الواضح أن ماي لم ترد إثارة الجدل مجددا حول ارتداء سراويل مصنوعة من الجلد وذلك من خلال الردّ عمّا جاء على لسان جونسون.

ومنذ وصول جونسون إلى وزارة الخارجية، تباينت الآراء حوله. وفي هذا السياق، صرح دبلوماسي أوروبي متحدثا عن جونسون، إنه “ذكي ومثقف، لأنه يفهم السياسة الخارجية. لكن السؤال الآن يتمحور حول طريقة تطبيق ذلك”.

وعموما، ما سيكون حاسمًا هو حجم الصبر الذي ستتحلى به رئيسة الوزراء البريطانية أمام الإخفاقات التي تعوّد جونسون على القيام بها. في المقابل، يرى كثيرون أن تعيين جونسون كوزير للخارجية خطوة ذكية من رئيسة الحكومة على الرغم من أن سياسة جونسون خاصة فيما يتعلق بأوروبا، لم تخلّف سوى “أرضا محروقة”. 

وفي الواقع، ما يهمّ جونسون في الوقت الراهن هو اصطفاف زملائه في الحزب خلفه. في المقابل، حذّر النائب المحافظ جيمس كليفرلي، من جونسون قائلا إن “عددا من الأشخاص يتساءلون إن كانت المصلحة الوطنية تقتضي أن يبقى هذا الوزير المرح في منصبه”.

المصدر: صحيفة فيلت