الأصوات القادمة من طهران بعد سقوط حلب وتصريحات الساسة هناك لا تبشر بخير وتنبئ بأن المنطقة العربية والخليجية مقبلة على ما لا يحمد عقباه، فبعد المشاركة الإيرانية في إسقاط حلب والنشوة الإيرانية بالانتصار المزعوم على أهل حلب هذا بالإضافة إلى التدخل الإيراني الواضح في اليمن والعراق، خرج نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلاميان واصفًا ما حدث في حلب بأنه أشبه بالفتوحات الإسلامية ومتوعدًا بتحرير اليمن والموصل والبحرين مما يؤكد بأن الأطماع الإيرانية لن تتوقف عند حلب وحدها.
قاسم سليماني قاد معركة تحرير تكريت العراقية
وليس هذا التصريح وحده الذي أطل به علينا ساسة إيران، فزيارة القائد العام للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني لحلب بعد أيام من سقوطها بيد النظام الذي تقاتل مليشياته دفاعًا عنه كانت أكبر رسالة للخليج العربي أن طموح إيران أكبر من أن يقف عند حلب أو صنعاء أو الموصل.
كل تلك التصريحات والأحداث والوقائع والمشاركة الإيرانية في حرب اليمن وسوريا والعراق هذا بالإضافة إلى النفوذ الإيراني في جنوب لبنان ممثلاً في حزب الله اللبناني، مؤشرات وبوادر نذر حرب طائفية قادمة في منطقة الشرق الأوسط أشد وأخطر من حروب سوريا والعراق واليمن، لا حل لها إلا بتراجع إيران عن مخططها المتمثل في بناء دول إسلامية شيعية طالما حلم ملالي طهران بها، ومن الواضح أيضًا أن إيران بدأت تلعب في المنطقة بكل أريحية ودون أي ضغوطات دولية خاصة بعد الاتفاق النووي الإيراني والتقارب الأمريكي والأوروبي من إيران.
متظاهرون إيرانيون يحرقون السفارة السعودية في طهران
أما العلاقات الإيرانية مع دول الخليج العربي فتعيش أسوأ فتراتها خصوصًا بعد دعم إيران لمليشيا الحوثي وصالح ومشاركتها في سيطرتهم على صنعاء والانقلاب على السلطة الشرعية المنتخبة ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، والتي رد عليها الخليجيون بعاصفة الحزم وتدخلت طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين في اليمن.
كما شهدت العلاقات الإيرانية السعودية توترًا غير مسبوق حين أقدم متظاهرون إيرانيون على الاعتداء على مبنى السفارة السعودية بطهران احتجاجًا على إعدام رجل دين شيعي في السعودية، ردت عليه المملكة بإعلان وزير خارجيتها الجبير قطع العلاقات مع طهران، قبل أن يصل التوتر إلى حد تهديد بعض الساسة الإيرانيين بغزو الرياض وتحريرها حسب وصفهم. .
اليوم وبعدما أصبحت سوريا بعد سقوط حلب خاضعة للنفوذ الإيراني وبعد التهديدات الأخيرة بغزو البحرين بات الجميع يشتم رائحة حرب قادمة بين دول الخليج وإيران لن تكون هذه المرة بالوكالة كحالها في اليمن ولن تكون أرحم من الحرب الإيرانية – العراقية في نهاية الثمانينيات والتي كادت أن تأكل الأخضر واليابس لولا التوصل لتسوية سياسية بين الجارتين.
دول مجلس التعاون الخليجي وفي أول اجتماع لها بعد أحداث حلب الأخيرة، حذرت في بيان لها طهران من الاستمرار في نهجها وتوعدت بالرد على طهران لو حاولت المساس بأمن دولها في إشارة إلى تصريح نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني الأخير والذي توعد فيه بتحرير اليمن والبحرين.
ويبقى الوضع في المنطقة العربية في الشرق الأوسط على ما هو عليه، نفوذ إيراني ببعض الدول العربية وأطماع ليس لها حدود، وتحركات خليجية وتوعد بالرد على أي تحرك إيراني، فيما بات يشبه سيناريو الحرب الباردة، فإلى أين يتجه الصراع الإيراني الخليجي بمنطقة الشرق الأوسط ؟