يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي الأمريكي، “الهيئة الانتخابية”، اليوم الإثنين في عواصم الولايات الأميركية لتعيين خلف باراك أوباما في البيت الأبيض، وذلك بعدما أعلنت نتائج الانتخابات الشعبية.
عدد أعضاء هذا المجمع 538 ممن يُطلق عليهم “الناخبون الكبار”، تفوق المرشح الجمهوري دونالد ترامب نظريًا بـ 306 صوتًا على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون التي حصلت على 232 من الأصوات في هذه الهيئة الانتخابية
واقع الإحصاءات النهائية المتعلقة بانتخابات الرئاسة الأمريكية تقول أن المرشحة الديمقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون تقدمت من حيث أصوات الناخبين على منافسها الجمهوري دونالد ترامب بأكثر من 1.5 مليون صوت ولكنها خسرت من حيث عدد أصوات المندوبين.
حيث حصلت كلينتون في النتائج النهائية على دعم 63 مليونًا و390 ألفًا و669 من المواطنين الأمريكيين، بينما حصد ترامب، الذي فاز في الانتخابات، نظرًا لخصوصية النظام الانتخابي الأمريكي، أصوات 61 مليونا و820 ألفا و845 من الناخبين.
وفي هذه المرحلة التي تعتبر شكلية أكثر منها تنافسية، يصوت المندوبون لصالح المرشح الذي فاز في ولايتهم، لانتخاب الرئيس الأمريكي، وبالتالي يجب على المرشح أن يحصد أصوات 270 مندوبًا لإعلان تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية.
خصوصية هذه الانتخابات
في الانتخابات الأمريكية الرئاسية السابقة، لم يكن تصويت الهيئة الانتخابية سوى إجراء شكلي، ولكن الأضواء تركزت هذه المرة على هذا التصويت نظرًا للطعون التي تم تقديمها ضد فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
يتحتم على معارضي ترامب من أجل تحقيق هدفهم إقناع 37 من كبار الناخبين الجمهوريين بالتخلي عن مرشحهم، وهو أمر أقرب للمستحيل منه إلى الواقعية
وقد ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية بأن أعضاء المجمع الانتخابي تلقوا العديد من رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية التي تطالبهم بعدم التصويت لصالح ترامب، كما كما وقع ما يقرب من 5 ملايين مواطن أمريكي عريضة على موقع “تشينج دوت أورج” للحيلولة دون تولي ترامب للرئاسة بهذا الإجراء.
جدير بالذكر أن مندوبي الهيئة الانتخابية ليسوا مجبرين قانونيًا على الالتزام بانتخاب المرشح الذي صوت له غالبية المقترعين في الولاية، إلا أنهم يلتزمون بذلك في الغالبية العظمى من الحالات إلا ما ندر، وهناك 24 ولاية تعاقب المندوبين عديمي الولاء.
ولكن ليست ثمة بوادر تشير إلى حدوث مفاجآت في النتيجة لتغير من مسار الانتخابات النهائي الذي وصل له ترامب، وحتى إذا رضخ بعض الناخبين الكبار إلى الضغوط الشعبية فإن أعدادهم لن تكون مؤثرة في النتيجة الإجمالية، لأن ترامب قد حصل وفقًا لنتيجة الانتخابات على 306 أصوات مقابل 232 صوتًا لكلينتون، ما يمثل أغلبية مريحة تتجاوز بكثير الأغلبية المطلوبة وهي 270 صوتًا، بعدما نجح ترامب في أن يسيطر على الولايات الكبرى التي تمتلك نصيب الأسد من المندوبين في الهيئة الانتخابية.
إذ يتحتم على معارضي ترامب من أجل تحقيق هدفهم إقناع 37 من كبار الناخبين الجمهوريين بالتخلي عن مرشحهم، وهو أمر أقرب للمستحيل منه إلى الواقعية، كما يذكر أن هذه ليست السابقة الأولى تواجهها البلاد، إذ تم تسجيل وضع مماثل عام 2000 حين فاز الجمهوري جورج دبليو بوش على الديمقراطي آل غور بنفس الطريقة.
يعود هذا النظام إلى دستور العام 1787 الذي يحدد قواعد الانتخابات الرئاسية بالاقتراع العام غير المباشر من دورة واحدة، وقد رفعت إلى الكونغرس على مر السنوات الماضية مئات المقترحات لإجراء تعديلات أو لإلغاء الهيئة الناخبة، فيما وصف الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما أن هذا النظام “من بقايا الماضي، وإرث من رؤية قديمة لعمل الحكومة الفيدرالية الأمريكية”.
يتم تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد في 20 يناير 2017، وهو ما يسمى في النظام الأمريكي يوم تعيين الرئيس.
إلا أن كل هذه المقترحات رفضت، وأعيدت المسألة إلى الواجهة بعدما نجح الرئيس الأمريكي المنتخب المثير للجدل دونالد ترامب.
الخطوة الأخيرة
ومن المقرر عرض نتيجة تصويت اليوم على الكونغرس الأمريكي في السادس من يناير قبل إعلان النتيجة النهائية رسميًا، وقد لا تعرف النتيجة النهائية اليوم لتصويت المجمع الانتخابي، إذ تحظى الولايات بمهلة عدة أيام من أجل نشر أرقامها.
وفي النهاية يتم تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد في 20 يناير 2017، وهو ما يسمى في النظام الأمريكي يوم تعيين الرئيس.