“سنحاسب من أعطى الأوامر لتنفيذ هذا الفعل الشنيع، وسنحاسب كل المنظمات التي ترعى أمثالهم” هكذا كان تصريح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي سيعقد اجتماعًا مع كل من وزير الخارجية الإيراني ونظيره التركي اليوم في موسكو من أجل مناقشة الوضع السوري، إلا أن تصريحاته كانت تشير إلى أن هذا الاجتماع سيركز على محاسبة الجماعات التي تخطط لمثل هذه الأفعال.
على إثر ذلك أرسلت روسيا فريقًا مكون من 18 شخصًا ليشكلوا لجنة للتحقيق في حادثة اغتيال السفير الروسي الواقعة أمس في العاصمة التركية أنقرة، بينهم مختصين في الطب الشرعي.
القاتل من الشرطة التركية
هوية الشرطي مولود ميرت قاتل السفير الروسي
“مولود ميرت ألطينطاش” هو من قوات مكافحة الشغب، كما غرد عمدة أنقرة إبراهيم مليح جوكشيك مساء أمس على حسابه الشخصي على تويتر، وأشار إلى احتمالية كونه عضوًا من أعضاء جماعة فتح الله غولن.
كما تابع إبراهيم جوكشيك على حسابه بضعة تغريدات تشير إلى الاحتمالية الكبيرة للقاتل بأن يكون من أعضاء الجماعة خصوصًا بعد تحري تفاصيل أفراد عائلته لتجد الشرطة بأن بضعًا منهم كانوا عاملين بالفعل لدى بضعة مدارس الجماعة قبل إغلاقها بعد محاولة الانقلاب الفاشلة شهر يوليو/ تموز الماضي، بالإضافة إلى ذهابه هو شخصيًا إلى إحدى تلك المدارس بحسب نتائج التحريات الأولية.
ما علاقة قاتل السفير بجماعة فتح الله غولن؟
فتح الله غولن
بالإضافة إلى استخدام عمدة أنقرة عدة شبهات تشير إلى كون أصابع الاتهام تشير إلى جماعة فتح الله غولن، حيث غرّد العمدة على حسابه في الساعات الأولى من صباح اليوم بأن القاتل قد بات ليلته في منزل الصحفي عبد الله بوزكورت الذي واجه اتهامات عدة من الحكومة التركية بانتمائه لجماعة فتح الله غولن أدت بفصله من وظيفته بعد أن كان ممثلًا لجريدة “Turkish daily Zaman” بنسختها الإنجليزية.
#Turkey gov't henchmen who have taken over #Zaman with police violence decided to cancel my contract as expected. pic.twitter.com/j1qBTentIE
— Abdullah Bozkurt (@abdbozkurt) March 29, 2016
تغريدة للصحفي عبد الله بوزكورت وقت فصله من إدارة تحرير الجريدة
كما هاجم عمدة أنقرة الصحفي بوزكوت على حسابه على تويتر بسبب مقالاته المهاجمة للأمن العام في الجمهورية التركية، حيث نشر مقال بوزكورت الأخير على صفحته، وهو مقال بعنوان “السفارات في تركيا لم تعد بأمان بعد الآن”، المنشور قبل ثلاثة أيام من الحادث، ليتساءل العمدة في تغريدته هل يمكننا أن نسمي كل ذلك صدفة أم لا؟
3️⃣ABDULLAH BOZKURT 3 GÜN ÖNCE TÜRKİYE'DEKİ ELÇİLERİN GÜVENDE OLMADIĞINA DAİR TWİT ATMIŞ?
TESADÜF DENEBİLİR Mİ?⤵️https://t.co/DyJbfsFFAw
— İbrahim Melih Gökçek (@06melihgokcek) December 19, 2016
من جانبه قام الصحفي عبد الله بوزكورت بعرض تصريحات رسمية من الجانب التركي للصحيفة التركية “حريت” على حسابه الشخصي تفيد بإدانة الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من حكومات الدول الغربية، حيث ترى تلك الدول أن توطيد العلاقات ما بين إيران وروسيا وتركيا بمثابة تهديد مباشر لها، ولذا ليس من مصلحتها إتمام ذلك، فلا عجب أن الهجوم المدبر كان قبل لقاء الخارجية التركية والإيرانية مع نظيرتها الروسية في موسكو لوضع حلول مقترحة بالنسبة للأزمة السورية، كما أنه يأتي كذلك بعد عودة العلاقات الروسية التركية إلى مجراها الطبيعي بعد توترها في الفترة السابقة خلال هذا العام.
من جانب آخر نشرت جماعة فتح الله غولن بيانًا رسميًا استنكرت فيهالهجوم على السفير الروسي، ووصفته بالعمل الإرهابي غير المبرر، كما حثت الجماعة كل من الحكومة التركية والروسية على القيام بالإجراءات اللازمة للكشف عن تفاصيل الحادث وكشف المتسبب فيه، وأخذ الإجراءات اللازمة ضد كل من كانت له يد في هذا الحدث الإرهابي، كما حثت الجماعة المجتمع الدولي على وضع حد للأزمة السورية التي استطاعت بالفعل القضاء على آلاف الأوراح منذ بدايتها وحتى الآن.
لم يقم الجانب التركي بعد بعرض تفاصيل وفاة القاتل، إلا أن التصريحات الرسمية تفيد مقتله من قبل عناصر الشرطة التركية بالمعرض الفني الذي شهد الواقعة، كما لم يُثبت حتى الآن ما إن كان القاتل يؤدي مهمته كضابط شرطة في ذلك المكان، أم استغل هويته الشرطية فحسب للدخول وسط الحراس، فقد كان يقف بجوار السفير تمامًا وكأنه حارسه الخاص طول فترة وجوده في المعرض، بحسب تقارير شهود عيان.