في ظل استمرار مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن بالعمل للشهر التاسع ، لم يكن له أن يمر مرور الكرام ، ولم يخلو من العوائق التي تحول لنجاحه في قعر قاعاته أو خارجها , و لم يصفو له الجو لما خُطط له ، بل سار وتعثر جزئيا بفعل قوى متعددة لها مأربها الخاصة ..هكذا مر الحوار بكل مراحله ، فبدت الاعتراضات والاحتجاجات على للقضايا المطروحة صبغة لازمة للحوار منذ بدايته وحتى الرمق الأخير له .
أمس الخميس أول يوم للجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني والتي تستمر أيام قليلة ويليها حفل الاختتام للمؤتمر الذي سيكون في الخامس والعشرين من الشهر الجاري . الجلسة شهدت احتجاجات وفوضى من قبل بعض أعضاء الحوار ؛ نتيجة ما تضمنته الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل والتي تم توزيع نسخ منها على كافة أعضاء الحوار دون الرجوع إليهم والتصويت عليها ، ومعظم أعضاء المؤتمر رفضوها وخاصة باب ضمانات تنفيذ مخرجات مؤتمر الحور وإنجاحه، مطالبين بأن تكون التسمية “مشروع الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار الوطني”، وأن يترك باب الضمانات مفتوحا للنقاش وإبداء الملاحظات على أن يتم استيعابها وتعديلها في الوثيقة النهائية.
البعض الأخر من أعضاء المؤتمر يرى أن هذا الاعتراض الذي خلق الفوضى ليس في محله ، وانه يجب الاطلاع على الوثيقة المطروحة ومن ثم الاحتجاج وانه كيف يتم الحكم على شيء دون الاطلاع عليه ومناقشته وان ما طُرح سيتم مناقشته من قبل الجميع وإبداء الملاحظات عليه . فالوثيقة تضمنت مجموعة الضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار، والية إدارة مرحلة ما بعد الحوار، والمرحلة الانتقالية القادمة ،و شملت الوثيقة على مقدمة، ومعايير لجنة صياغة الدستور، والبيان الختامي لمؤتمر الحوار الوطني، وتقارير فرق العمل التسع .
حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني – الحزب الحاكم السابق – كان قد عقد اجتماعا أمس الأول مع ممثليه في الحوار الوطني ، ورأى أن وثيقة الضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني عبرت في واقع الأمر عن موقف ورؤى طرف من أطراف العملية فيما أهملت مواقف الأطراف الأخرى .وأشار اجتماع لحزب المؤتمر عقدت أمس الأول أن المؤتمر الشعبي العام قد حرص على إيجاد قواعد مشتركة للتوافق الوطني مع كافة أطراف العمل الوطني في المستقبل خصوصا في ظل ظروف معقدة تمر بها اليمن .وقد لا حظ أن النتائج النهائية التي يقوم طرف واحد بإعدادها حد قوله إنما تعبر عن ضيق في الأفق ورغبة في الإقصاء .
و انتقد ناشطون و سياسيون ما خرج به اجتماع المؤتمر الشعبي العام في بيان اجتماعه إنما يدثر بلباس الواعظ الزاهد والوطنية ، معتبرين بأن ما وصلت به اليمن خلال الفترة السابقة وما تمر به البلاد اليوم هي نتائج لحكم المؤتمر وفساده خلال الفترة السابقة .
واعتبر ناشطون بأن ما يقوم به حزب المؤتمر من اعتراضات واحتجاجات هو إثارة الفوضى وتزييف وتظليل الرأي العام والبحث عن قضايا هامشية لخلق بور توتر ، معللين سبب قيامه بذلك هو قرب موعد اختتام مؤتمر الحوار وانه بدوره سيعمل على خلق الكثير من النعرات التي تتعارض مع أهدافه في عدم إنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل .
تظل القوى السياسية في اليمن تتخبط حتى اللحظة بما ستئول إليه مخرجات الحوار ، وبين مؤيد ومعارض لمجمل المخرجات ، يظل المواطن اليمني البسيط وحده من ينتظر بشغف ملهوف يسابق الزمن موعد انتهاء مؤتمر الحوار ، فتارة يعول على مخرجاته بأنها ستكون نافذة أمل للولوج إلى مستقبل أفضل وتارة أخرى يرى بأن الحوار تسبب في الكثير من الأحداث التخريبية التي جاءت مصاحبة له وان انتهاءه سيعمل حدا لتلك الأحداث .