هل فكرت يومًا أنك مراقب من وكالة الأمن القومي الأمريكية؟ نعم أنت شخصيًا قد تكون مراقب عن طريق أجهزة الكمبيوتر أو التليفونات الذكية الخاصة بك.
هذه هي القصة الواقعية الحقيقية الجريئة التي يطرحها الفيلم الأمريكي “سنودن” من إخراج أوليفر ستون وبطولة الممثل الموهوب جوزيف جوردن ليفيت، ويضم طاقم الفيلم الممثلة ميليسا ليو وزاكاري كوينتو وشايلين وودلي.
قصة الفيلم عن “إدوارد سنودن” الموظف السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكية الذي قرر فضح الانتهاكات الصارخة التي تقوم بها الولايات المتحدة في التجسس على معظم مستخدمي الأجهزة الذكية ومواقع التواصل الإلكتروني في العالم.
الشخصية الحقيقية التي تم أخذ قصة الفيلم عنها:إدوارد سنودن
يظهر بالفيلم بعض القصص التي تبين مدى انتهاك الولايات المتحدة الأمريكية لخصوصية الجميع منهم مشاهد لنساء عرب يتم فتح كاميرات أجهزتهم دون علمهن ومراقبتهن وتصويرهن داخل غرفهن الخاصة.
وفي مشهد آخر في حديث جانبي بين سنودن ورئيسه بالعمل، يطمئنه رئيسه قائلاً: “اطمئن.. أنت بأمان فلن نرسلك للجحيم القائم بالشرق الأوسط”.
يناقش الفيلم فكرة أن الحروب بين الدول الكبيرة لن تكون عن طريق القتل المباشر أو في ساحات المعركة مثلما يحدث في الشرق الأوسط، ولكن الحروب الجديدة والتي تقوم الولايات المتحدة بتخصيص ميزانيات هائلة لها، هي حروب المعلومات وكيفية اختراق خصوصية الجميع والاستفادة من جميع المعلومات المتاحة للمصالح الشخصية الأمريكية دون أي اعتبار لخصوصية أي شخص.
“حتى ولو لم تكن تفعل أي شيء خاطئ، فإنهم يقومون بمراقبتك والتسجيل لك”- سنودن.
وقد علق مخرج الفيلم في مؤتمر صحفي عقد في مهرجان تورنتو الشهر الماضي: “إن ما شاهدناه بالفيلم هو قصة حقيقية لجحيم سري لم يبلغه أي أحد في وكالة الأمن القومي الأمريكي”.
يعرض الفيلم القائم على قصة حقيقية بعض القصص التي تظهر عملاء الاستخبارات الأمريكية وهم يراقبون مواقع سيحدث فيها تفجيرات عن طريق سيارات مفخخة أو عن طريق انتحاريين تكون الإدارة الأمريكية على علم مسبق بها.
“أحيانًا لا تكون الفضائح والجرائم في كسر القانون فقط، أحيانًا تكون بما يسمح به القانون لنفسه”- إدوارد سنودن.
فكرة أن تكون جميع أجهزتك الشخصية وحسابات بريدك الإلكتروني وكلمات السر الخاصة وكاميرات أجهزتك وأجهزة المايكروفون كلها أشياء مستباحة للحكومة الأمريكية هي فكرة مرعبة، حتى إن سنودن نصح صديقته بالفيلم بوضع شريط لاصق على كاميرات أجهزتها الخاصة لأنه يعلم ماذا تفعل حكومته.
“قامت الولايات المتحدة وإسرائيل بالعمل على هذا الأمر معًا”- إدوارد سنودن.
حدثت أحداث القصة في الفترة ما بين 2004 و2011 قبل أن يقدم سنودن استقالته من وكالة الأمن القومي ويتواصل مع بعض الصحفيين بجريدة الجارديان ويقنعهم بنشر القصة ويسلم لهم بعض الوثائق التي تثبت روايته.
يظهر سنودن في نهاية الفيلم بشخصيته الحقيقية وهو الآن مطارد من قوات الأمن الأمريكية باعتباره أفشى أسرارًا قومية أمريكية ويقال إنه يعيش الآن في روسيا وقد وضعت الولايات المتحدة اسم إدوارد سنودن على قوائم الممنوعين من السفر وعلى قوائم ترقب الوصول.
“الكونجرس الأمريكي لم يعلن الحرب على تلك البلاد – معظم دول العالم حلفائنا – ولكن ودون أخذ أي تصريحات تقوم وكالة الأمن الأمريكية بتشغيل برامج اختراق الخصوصية ضد ملايين البشر في تلك البلاد، ملايين الأبرياء، لماذا؟ لكي نستطيع الدخول بطريقة سرية لحواسيب مواطنين بدول نحن في حالة سلام معهم” إدوارد سنودن.