قُتل ما يقارب من 10 آلاف يمني وجرح حوالي 30 ألف آخرون, وتم نزوح حوالي 3 ملايين شخص من منازلهم, بالإضافة إلى أن أكثر من نصف السكان يعتمدون على المساعدات الأجنبية كالغذاء لبقائهم على قيد الحياة خلال واحد وعشرين شهراً من الحرب الأهلية في اليمن.
ما تزال الحرب الأهلية في تزايد منذ بدايتها في مارس 2015 خاصةً في مدينة تعز, التي تقع بالقرب من البحر الأحمر, الذي يسيطر المتمردون الحوثيون على معظم سواحلها والسواحل المطلة على مدينة الحديدة في شمال غرب البلاد, التي يعتبر ميناؤها هو الميناء الرئيسي لإيصال المساعدات الخارجية للمدنيين المتضررين, جراء الحرب الحالية في المناطق, التي يسيطر عليها المتمردون. تتهم الأمم المتحدة المتمردين الحوثيين بالاستيلاء على المساعدات وطرد موظفيها وعدم السماح لهم بالتأكد من أن المساعدات, التي يقدمونها تصل إلى المدنيين أم لا.
أقامت إيران اتفاقاً مع المتمردين الحوثيين لتحديث ميناء الحديدة, لكن مع تدخل دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ذهب هذا الاتفاق أدراج الرياح.
ليس صحيحاً ما تردده إيران على أن الحوثيين, لم يخسروا كثيراً خلال الحرب الأهلية في اليمن، فدعواتها المتكررة لوقف إطلاق النار ولمحادثات السلام يدل على أن وكلاءهم الحوثيين في اليمن قد خسروا الكثير, بينما تنتقد إيران دول التحالف العربي لسقوط قتلى من المدنيين في اليمن تتجاهل المجازر التي تقوم بها وحلفاؤها ضد المدنيين السنة في سوريا.
تعتقد إيران أنها دائماً المنتصرة ليس فقط من الناحية الدينية كالصراع السني الشيعي المستمر منذ الف سنة وأن الإيرانيين, هم المهيمنون على المنطقة العربية منذ آلاف السنوات ويعتبرون العرب أدنى منزلةً منهم.
بالرغم أن الإيرانيين أذكياء جداً في صناعة كل هذا إلا أن العرب فهموهم جيداً, ويدركون أيضاً أن غالباً ما يسود الإيرانيون النزاع سواءً في الجانب التجاري أم الدبلوماسي أم العسكري, وبالتالي فما يردده الإيرانيون من انتصارات في سوريا والعراق واليمن يؤدي في معظم الأوقات إلى ميل الناس في الشرق الأوسط لتصديقهم. يفهم الإيرانيون جيداً كيف يثيرون هذه الأشياء كما هو الحال في التصريحات الأخيرة من قِبل المسؤولين العسكريين الإيرانيين, بإنشاء قواعد بحرية إيرانية في سوريا واليمن بالرغم من حاجة إيران لإعادة تأهيل أسطولها الذي يفتقر لسفن حربية جديدة. إيران ليست قوية بما فيه الكفاية لكنها تتفوق في معظم الأحيان في الحرب النفسية.
العدو من الداخل
إن التحالف العربي في المقام الأول على التعامل مع العديد من المشكلات, التي سببت الحرب الأهلية في اليمن كالتعامل مع عشرات القبائل الكبرى التي تطالب بالكثير من المال والسلاح والاهتمام أكثر بكثير مما يستطيع أعضاء التحالف العربي توفيره, بالإضافة إلى مشاكل الفساد التي يعمل التحالف العربي على دفع رواتب المقاتلين التابعين لزعماء هذه القبائل الذي غالباً ما يكونوا فاسدين حتى مع أفراد قبائلهم حيث تظهر مشاكل كاختفاء بعض هذه الأموال مما يسبب ازدياد الانتقادات لتحالف العربي بسبب هذه المشكلة.
إن القبائل الشيعية في اليمن تهتم بنفسها على حساب الآخرين, كما تفعل معظم القبائل اليمنية، فهناك حديث كثير حول الفساد في اليمن لكن لسوء الحظ لم يجلب هذا الحديث إلا القليل من الاهتمام, الذي يهدف للمساواة بين الجميع, وبعبارة أخرى فإن كل قبيلة لديها مظالمها وحقوقها, التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار حيث أن المشكلة الأساسية في اليمن والعديد من الدول في العالم هي عدم وجود الثقة والاستعداد لتقديم تنازلات كرفض المتمردين الحوثيين قبول الحكومة المنتخبة بعد الرئيس المخلوع علي صالح.
لقد سبب الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين من هذه الأمور أكثر سوءاً وتعقيداً وذلك لأنه جعل من الفوضى في اليمن جزءاً من المشروع الإيراني الشيعي, في العالم الإسلامي, وليس كما هو الغرض من الحرب في اليمن المتمثل في الفساد وهو ما فعله الرئيس المخلوع علي صالح عندما مكن القبائل الشيعية وجعلهم أكثر تهديداً من قبل.
تسيطر جماعة التمرد الحوثية منذ أوائل عام 2015 على حوالي نصف عدد السكان في اليمن والنصف من الناتج المحلي الإجمالي, وهذا هو السبب الذي جعلها مستمراً حتى الآن, الأهم من ذلك هي سيطرة هذه الجماعة على العاصمة صنعاء ومعظم الوزارات الحكومية في أواخر عام 2014 الذي أثار قادة التحالف العربي والبدء بعاصفة الحزم التي أوقفت الحوثيين من الاستفادة من النفط الذي يمثل نحو %70 من صادرات الحكومة اليمنية.
بعد فقدان المتمردين الحوثيين لدخل النفط المحلي في أوائل عام 2016 قاموا بالاعتماد على مصادر دخل أخرى, مثل قطع ميزانية الحكومة بأكثر من النصف الذي سبب عدم مقدرتهم على دفع الضروريات, مثل دفع رواتب مليون يمني يعملون في القطاع الحكومي, وهكذا قامت الحكومة المنتخبة شرعياً في أواخر 2016 بنقل البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن الذي أدى إلى فقدان المتمردين الحوثيين لمصادر دخل أخرى وعدم مقدرتهم دفع رواتب الموظفين الحكوميين منذ شهر سبتمبر, على الرغم من قيام المتمردين بجمع الضرائب من رجال الأعمال والعائلات الثرية في المناطق التي يسيطرون عليها وحصولهم على أموال من إيران إلا أن هذه الأموال لم تسدد للعمال الحكوميين.
حصار هش
إن السبب وراء استمرار الحوثيين في القتال الدائر في محافظة تعز هو امتداد سواحل هذه المدينة على طول البحر الأحمر, التي مكنتهم من جلب الأسلحة والمساعدات الأخرى. على الرغم من فقدان سيطرة الحوثيين على بعض هذه السواحل إلا أن عمليات تهريب الأسلحة ليست بأمر مستحيل.
لقد تم الكشف عن أربع محاولات إيرانية لتهريب اسلحة للمتمردين الحوثيين في أواخر عام 2016 فقط ، لهذا السبب أبقت دول التحالف سفنها إلى جانب السفن الأمريكية في البحر لتبادل المعلومات وجعل عمليات تهريب الأسلحة للمتمردين أكثر صعوبة.
وبالرغم من هذا كله مايزال تهريب الأسلحة للمتمردين الشيعة ليس بالأمر المستحيل, نظراً للأموال التي يتلقونها من إيران لشراء الأسلحة والمعدات العسكرية الأخرى خاصة بعد رفع العقوبات عليها ، ويحدث ذلك بطريقتين.
أولاً، تستطيع إيران من خلال دفع الأموال لطاقم المراكب الشراعية التقليدية ومراكب الصيد والبضائع العاملة في البحر الأحمر تحميل شحنات الأسلحة وإيصالها للموانئ والسواحل التي يسيطر عليها المتمردون، حيث يمكن للمراكب الشراعية حمل عشرة أطنان أو أكثر من الأسلحة.
ثانياً، تم الكشف عن مرور شاحنات بشكل منتظم على طول الطرق البرية ونقاط التفتيش التابعة للحوثيين من طرق عُمان إلى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون. ما تزال الشاحنات القادمة من عُمان مصدراً للإمداد غير العسكري أيضاً بالنسبة للمدنيين في الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون.
إن نشاط تهريب الأسلحة كان ومازال نشاطاً اقتصادياً منذ فترة طويلة حيث يوجد الكثير من الممارسين لهذه المهنة مستعدون لتحمل المخاطر ونقل أي شيء إلى أي مكان. بالرغم من التكاليف الباهظة التي يتم دفعها للمهربين إلا أن إيران تقوم بدفع هذه الأموال لغرض تهريب الأسلحة لوكلائها الشيعة في اليمن.
17 ديسمبر 2016: أدعى المتمردون الحوثيون صدهم للمحاولات السعودية لإعادة السيطرة على منطقة في محافظة صعده، ويدعون أيضاً أنهم قتلوا العشرات من الموالين للحكومة الشرعية أثناء الهجوم ،لذلك فإن تغطية هذا الهجوم من قِبل مراقبون وصحفيون مستقلون قد يستغرق وقتاً طويلاً خاصة مع منع المتمردين لدخول هؤلاء الصحفيين والمراقبين إلى مناطق الاقتتال.
16 ديسمبر 2016: يتهم السكان المحليون في محافظة البيضاء المتمردون الحوثيون باستخدام القوة والرصاص لإجبار المساجد على تغيير رجال الدين الحاليين بغيرهم من الموالين للمتمردين الذي أدى إلى وقوع بعض القتلى في الآونة الأخيرة.
14 ديسمبر 2016: تحدثت المملكة العربية السعودية أنها لن تتسامح مع أي تدخل في الشأن اليمني، حيث تقوم المملكة بتقدم الدعم العسكري واللوجيستي للقوات التابعة للحكومة الشرعية بينما تدعم إيران المتمردين الشيعة في الشمال.
13 ديسمبر 2016: قامت طائرات أمريكية بدون طيار باستهداف سيارة كانت تقل أربعة من رجال القاعدة في جزيرة العرب بالقرب من الحدود بين محافظتي الجوف ومأرب.
12 ديسمبر 2016: وجدت نقاط التفتيش في محافظة مأرب شاحنات تابعة للمتمردين الحوثيين عليها العديد من الطائرات بدون طيار كانت مخبأة تحت قطع غيار سيارات ومحركات كهربائية، وكانت تلك الطائرات يستخدمها المتمردين في الاستطلاعات الجوية.
5 ديسمبر 2016: سيطرت قوات التحالف مدعومة بقوات الحكومة الشرعية على بلدة علب في محافظة صعده والعديد من المناطق حولها من أيدي المتمردين.
4 ديسمبر 2016: هاجمت الطائرات الحربية التابعة للتحالف العربي سفينة شحن باكستانية في محافظة تعز كانت تقوم بتهريب أسلحة قبالة السواحل التي يسيطر عليها المتمردون، حيث قتل طاقم السفينة بالكامل.
26 نوفمبر 2016: أطلق المتمردون الشيعة صاروخاً باليستياً على قاعدة الملك خالد الجوية في منطقة عسير, لكن تم اعتراضه بصاروخ باتريوت سعودي. قام سلاح الجو السعودي بغارة جوية على تجمع لقادة الحوثيين في الجانب اليمني وقتل ستة من القادة الشيعة.
25 نوفمبر 2016: أطلق المتمردون الحوثيون 12 صاروخاً على الجانب السعودي في محافظة جازان لكن لم تحدث أي إصابات، وقد شن المتمردون العديد من الهجمات المماثلة منذ أوائل عام 2015 قتل وجرح فيها المئات من المدنيين السعوديين.
المصدر: إستراتجي بيج
ترجمة: مسند للأنباء