تعيد سلطات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد رفات 36 فلسطينيا، احتجزتهم لسنوات فيما يعرف بـ”مقابر الأرقام”، بعد استشهادهم في عمليات مقاومة ضد الاحتلال.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن “الجيش الإسرائيلي سينقل، اليوم، رفات 36 فلسطينيا إلى السلطة الفلسطينية كبادرة حسن نية، لتشجيع عملية التفاوض الجارية بين الجانبين”. وأضافت أن السلطات الإسرائيلية “أجرت خلال الأسابيع الأخيرة، تحديد لهوية أصحاب الجثث، بعد مطابقة عينات الحمض النووي لذويهم من الأحياء”.، مشيرة إلى أن “الجيش أنهى كافة المتطلبات القاضية بتسليم رفات الفلسطينيين الـ36”.
وتحتجز إسرائيل مئات من جثامين قتلى فلسطينيين، شاركوا في عمليات ضد أهداف إسرائيلية، في مقابر تسميها “مقابر الأرقام”، نظرا لأن تعريف الجثث بها يتم بالأرقام عوضا عن الأسماء.
وقبل أيام كانت “الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين الفلسطينيين”، قد قالت إن جثمان الشهيد مجدي عبد الجواد عبد الجبار خنفر من بلدة “سيلة الظهر” بمحافظة جنين، شمالي الضفة الغربية، والمحتجز منذ عام 2002، سيتم تسليمه لعائلته خلال أيام.
وذكرت الحملة أن “عائلة حنفر هي من ضمن 36 عائلة شهيد كان قد جرى أخذ عينات منهم لفحص الحمض النووي DNA يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فيما جرى استخراج جثامين 30 شهيداً يوم 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تم على إثرها فحص الحمض النووي DNA للشهداء، وتجري مطابقة نتائج الفحوص التي كان أول نتائجها الإيجابية، الشهيد مجدي حنفر وعائلته”.
وخنفر، من مواليد سيلة الظهر بمحافظة جنين عام 1981، سقط في ذكرى يوم الأرض بتاريخ 30/3/2002، أثناء تنفيذه عملية “استشهادية” شاركه فيها، فتحي جهاد عميره، من مدينة نابلس والمحتجز جثمانه أيضاً حتى اليوم.
وكان الجانب الفلسطيني قد رفض تسلم بعض الجثامين دون معرفة أصحابها، في حين اتهمت مؤسسات حقوقية إسرائيلية، بينها منظمة “بيتسليم”، الجيش الإسرائيلي بـ”عدم الحرص على توثيق أصحاب القبور ضمن آلية واضحة”.
ويعتبر الجيش الإسرائيلي مقابر الأرقام من المقابر السرية، والتي كشف عن مكان بعض منها فقط، مؤخرا، في منطقة جنوب إسرائيل.
وقدرت جهات حقوقية إسرائيلية، وجود “مئات الجثث في مقابر إسرائيلية سرية، لقتلى فلسطينيين وعرب، شاركوا في هجمات على أهداف إسرائيلية”، بحسب بيانات متطابقة لتلك المنظمات، في أوقات سابقة. وتستعمل إسرائيل هذه الطريقة لمعاقبة أسر الفلسطينيين الذين شاركوا في عمليات ضد الاحتلال.
وأفرجت إسرائيل في 31 مايو/أيار من العام الماضي عن رفات جثامين 91 فلسطينياً، كما أفرجت قبلها أيضاً عن جثمانين أخرى، بمتابعة قانونية من مركز القدس، في حين ما زالت تحتجز 288 جثماناً لفلسطينيين، منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية عام 1967، منها 261 موثقة بشكل كامل لدى حملة “استرداد جثامين الشهداء”، و27 في طور الانتهاء من التوثيق الكامل لها.
ولا يعترف الجانب الإسرائيلي سوى بـوجود 88 جثماناً فلسطينيا لديه!
وحتى الآن لم يتم الكشف إلا عن عدد قليل من مقابر الأرقام ومنها: مقبرة الأرقام بجانب جسر بنات يعقوب، مقبرة الأرقام في منطقة غور الأردن بين اريحا وجسر دامية، مقبرة أخرى تسمى مقبرة رفديم تقع أيضا في غور الأردن، ومقبرة تقع شمال مدينة طبريا بجانب قرية وادي الحمام.