ترجمة حفصة جودة
بالنسبة لمعظم الأشخاص الذين يسافرون عبر الفضاء، فحدوث هذا الأمر بالنسبة لهم هو حلم يتحقق، أما بالنسبة للرجل الذي سيصبح أول رائد فضاء مسلم في المملكة المتحدة فعلى رأس أولوياته أن يصبح العالم مكانًا أفضل.
من المقرر أن ينطلق حسين منور – 25 عامًا من إلفورد، إسيكس – عام 2018 بعد توديع آلاف الوافدين من 90 دولة أخرى ضمن المسابقة، كان حسين – الشاعر – يشارك في جمع التبرعات الخيرية وأسس وكالة إبداعية، وقد خصص فوزه للأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الصحة النفسية، وقال إن لديه مهمة كبيرة في الحياة.
يقول حسين: “لم يكن طموحي أبدًا أن أذهب للفضاء، لكنني شعرت أنني لم أساهم في العالم بما يكفي، حتى وصلت إلى النقطة التي أعتقد أننا خذلنا العالم فيها كثيرًا بعدة طرق مختلفة، عندما رأيت المسابقة قلت لنفسي: لأذهب وأرى ما سيحدث”.
“إنني استخدم الأمر كطريق للوصول إلى المشاكل، وهكذا ينبغي أن يكون الأمر كما أعتقد، الأمر الذي أثرّ علىّ، هو أنه ينبغي أن أكون شخصًا ما حتى يأخذني الناس على محمل الجد، وأكون صاحب تأثير حقيقي”.
كان خطاب منور في مسابقة “كروجر كوين” يتمحور حول الصحة النفسية، حيث كان خطابه يضم قصيدة عن الاكتئاب وإيذاء النفس، والتي قال فيها: “لم يكن من المفترض أن أكون على هذا الكوكب”.
يقول منور إنه يخطط لنشر شريط منوعات يضم قصيدته عن الصحة النفسية، وفي شهر مارس سيحاول تسجيل رقم قياسي، وذلك من خلال تقديم أكبر محاضرة عن الصحة النفسية لـ 1000 طالب وطالبة من 30 مدرسة من جميع أنحاء البلاد، على مسرح “هاكني إمباير” بلندن، ويقف منور بشكل كامل وراء الحملة التي تنادي بتدريس الصحة النفسية لطلبة المدارس، لكنه يعتقد أن المعلمين يقع على عاتقهم ضغوط كافية وأنهم بحاجة لمساعدة خارجية.
وحتى قبل الفوز في مسابقة السفر إلى الفضاء، جمع منور آلاف الجنيهات لصالح الجمعيات الخيرية، كما قدم دروسًا عن التسلط الإلكتروني في 400 مدرسة، ويمتلك حسين قناة يوتيوب ناجحة وقام بإجراء عدة مقابلات في منزله مع الكومديان كيفين هارت ومع مغني الراب جي إيزي ومع المقدم الإذاعي شارلمجن، كما كان أيضًا حامل الشعلة في استعدادات دورة الألعاب الأوليمبية في لندن.
يرى منور أن السفر في الفضاء لأبعد من 100 كليومتر في سفينة الفضاء لينكس، طريقة لنقل حملته إلى مستوى آخر، يتم إجراء هذه المسابقة بالتعاون مع “One Young World” وهي منصة للشباب ما بين 18 وحتى 30 عامًا، ويدعمها أشخاص مثل كوفي عنان.
عمدة لندن صادق خان يحيي وحسين منور بعد إلقاء قصيدته في خط فيكتوريا بمترو الأنفاق
“لم أفكر يومًا أنني قد أفوز في المسابقة، كنت أعتقد فقط أنني سأتجاوز عدة مراحل لأتمكن من التواصل مع بعض العاملين في المجال الإنساني حتى يتم التعامل مع أفكاري بجدية، كنت أرغب في التواصل مع بوب غيلدوف، وفاطمة بوتو التي قامت بالعديد من الأعمال الإنسانية في باكستان، كنت أطمح أن استضيف الشخصيات المؤثرة عالميًا لإحداث التغيير”.
ارتفعت مكانة منور العامة منذ فوزه بالمسابقة، وقام بنشر قصيدته “The Night Tube” في مقطع فيديو تم تصويره في مترو أنفاق لندن، كما تمكن من الاختلاط مع قادة سياسيين وملوك وقام بإجراء محادثات في جميع أنحاء العالم، كل ذلك في أثناء فترة تدريب رواد الفضاء الخاصة به.
أصبح منور وجهًا عامًا للمسلمين أيضًا في الوقت الذي ازداد فيه البحث عن الإيمان، وفي خطاب الفوز قال منور: “اسمي حسين، ولست إرهابيًا” (على غرار فيلم بوليوود 2010 “اسمي خان”).
يقول منور: “عندما بدأت خطابي كنت أفكر أن العالم يشاهد شخصًا مسلمًا يحصل على جائزة، لذا ينبغي أن أقول شيئًا مفيدًا وله معنى، من الجيد أن يرى الناس الجانب الإيجابي من الدين الذي غاب عن الكثيرين” وفي الوقت نفسه لا يريد منور لدينه أن يحجب رسالته الأساسية، حيث يقول: “بالنسبة لي أرى أننا خذلنا العالم فيما يتعلق بالصحة النفسية، إذا تمكنا من معالجة هذا الأمر، فسوف نتمكن من معالجة الكثير من المشاكل”.
المصدر: الغارديان