“كن واحدًا من صانعي الانتصار وانضم للفيلق الخامس اقتحام، كي تساهم في دحر الإرهاب كن بطلًا من أبطال الفيلق الخامس اقتحام”، إحدى الرسائل التي باتت يوميًا تأتي إلى هواتف السوريين أو من خلال منشورات توزع على المواطنين تدعوهم للتطوع للقتال إلى جانب قوات النظام السوري ضمن قوات الفيلق في حربه ضد فصائل المعارضة السورية أو “القضاء على الإرهاب” كأحد الأهداف التي تأسس لأجلها.
حيث دعت القيادة العامة للجيش السوري في بيان لها كل المواطنين الراغبين في الانضمام للفيلق الذي أُعلن تشكيله في 22 من نوفمبر/ تشرين الثاني لمراجعة مراكز الاستقبال المفتوحة لهذا الغرض في جميع المحافظات الخاضعة لسيطرة النظام، إذ يتم توقيع عقد سنوي مع المتطوع يُجدد سنويًا ويُمنح بدل مادي بين 200 – 400 دولار أمريكي ومزايا مغرية أخرى.
نقص في المقاتلين
بعد مضي خمس سنوات على انطلاق الثورة السورية بدا واضحًا للمراقب أنه لم يعد الجيش السوري كسابق عهده، ذلك الجيش الذي حارب الاحتلال الاسرائيلي في حرب الـ1948 ونكسة حزيران عام1967 وحارب برفقة جيوش عربية أخرى في حرب تشرين 1973 ويبلغ قوامه 315 ألف وبقوات احتياط تبلغ 200 ألف.
عانى الجيش من انشقاقات كبيرة على جميع المستويات أدت لاستنزافه بشكل كبير خسر فيها عشرات آلاف الجنود بين قتلى وجرحى ومنشقين، وعانى بسببها من نقص في حملة السلاح على عكس قوات المعارضة التي تفتقر للسلاح في ظل وفرة بالرجال.
وصل تعداد المقاتلين المنضوين في الفيلق الخامس إلى قرابة 12 ألفًا
اضطرت بعدها قوات النظام للاعتماد على القوة الجوية بكثافة واستخدام البراميل المتفجرة وطلب المدد من حلفائه في إيران وروسيا ولبنان والعراق، حتى أصبحت القوات التي تقاتل إلى جانب النظام خليطًا من الميليشيات والمرتزقة القادمة من بلدان كثيرة.
تشكيل الفيلق الخامس الذي يعد أضخم من سابقه (الفيلق الرابع – اقتحام) لا يمكن قراءته إلا من خلال مؤشر الخسائر البشرية الضخمة التي تكبدها النظام والمستمرة حتى يومنا هذا، حيث بات بأمس الحاجة للموارد البشرية الجديدة، ومن جانب آخر يأتي تشكيله لتجميع الميليشيات الأجنبية والتحكم بجميع المسلحين الموالين للنظام الذين سينضوون تحت اسم الفيلق الخامس.
وستأخذ روسيا وإيران على عاتقهما إدارة وتمويل وتسليح الفيلق من خلال ضباط لهما في الإدارة العليا عبر ضباط سوريين وسيوكل مهمة تدريبه لقيادات عسكرية نوعية من حزب الله اللبناني، علمًا أن الفيلق هو فكرة روسية لا علاقة للنظام بها أساسًا والذي لن يكون له دور إلا في عمليات التنسيق والتجميع فقط.
تشكيل الفيلق الخامس- اقتحام يمكن قراءته كمؤشر للخسائر البشرية الضخمة التي تكبدها النظام
وحسب ما ورد في مواقع إعلامية فإن تشكيل الفيلق يعود لرغبة روسيا في حل الميليشيات السورية (الشبيحة) الموالية للنظام التي باتت عبئًا لا يحتمل في جميع مناطق سوريا، والتي تعيث فسادًا ومشاكل أينما حلت وتحول بعضها إلى مافيات مسلحة لا تتبع لأحد وتمارس أعمال النهب والخطف والقتل دون رادع من أي جهة، بالإضافة إلى سحب الشباب السوريين المتطوعين في الميليشيات العراقية والإيرانية وإلحاقهم بالفيلق الخامس.
قوات الحشد الشعبي السورية
يتماهى تشكيل الفيلق برأي خبراء مع ميليشا الحشد الشعبي في العراق المدعومة من قبل إيران وتم ضمها بشكل رسمي للجيش العراقي في الفترة الأخيرة.
عمل النظام بعد تأسيس الفيلق على حل ميليشيات تابعة للدفاع الوطني التي سبق لإيران تشكيلها ويقدر عددها بـ90 ألف مقاتل، ضمت متطوعين أو مقاتلين كانوا مع صفوف المعارضة بعد تسوية أوضاعهم مع النظام وضمهم إلى الفيلق، إذ لا يجد النظام السوري أي حرج في دعوة مقاتلي المعارضة للانضمام للفيلق بدعوة تسوية أوضاعهم مستغلاً ظرف الحصار المطبق على الأماكن التي يسكنون بها وتردي أوضاعهم المعيشية.
يذكر أن تعداد المقاتلين المنضوين في الفيلق وصل إلى قرابة 12 ألفًا ومن يتم اختياره في الفيلق يُعفى من الخدمة الاحتياطية في صفوف قوات النظام، علمًا أنه لم يتم تحديد ملامح هيكلة الفيلق أو المهام التفصيلية التي ستوكل إليه ولا حتى أماكن تموضعه وجبهات القتال التي سيقاتل بها، على الرغم من أن خبراء عسكريين أشاروا أن تشكيل هذا الفيلق يتماهى مع الاستنزاف الذي تتعرض له قوات النظام على جبهات عديدة وهناك توقعات أن توكل له مهمات القتال على الجبهة الشرقية في الرقة والحسكة ودير الزور.
وحول الفيالق الأربع التي سبقت تشكيل الفيلق الخامس اقتحام، فقد وزعت على جبهات مختلفة، إذ أسند للفيلق الأول جبهة هضبة الجولان ووضع الفيلق الثاني في ناحية لبنان وتركز الفيلق الثالث في حمص والفيلق الرابع في حماة وإدلب واللاذقية، علمًا أن الفيلق الرابع تم تشكيله بالتزامن مع التدخل العسكري الروسي في سوريا ومشكل من قوات النخبة في الجيش السوري التي تجيد مهارات حرب العصابات وقتال الشوارع، وتنفيذ عمليات قتال ناجحة للمناطق التي يستهدفها الطيران الروسي بالقصف والواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية.