استهدف طيران النظام السوري عين الفيجة في وادي بردى بريف دمشق الغربي بالبراميل المتفجرة أدى لخروج النبع من الخدمة وقطع مياه الشرب عن منطقة الوادي والعاصمة دمشق، ووادي بردى الذي يبعد عن دمشق نحو 15 كيلو مترًا له أهمية خاصة لاحتضانه نبع الفيجة بين السلاسل الجبلية حيث يغذي النبع مدينة دمشق وضواحيها بحاجتها الأساسية من مياه الشرب لما يقرب من 5 مليون شخص حاليًا.
خرج وادي بردى عن سيطرة النظام السوري منذ العام الثاني للثورة ويتكون من 13 قرية تسيطر المعارضة السورية على تسعة منها وتتوزع قرى الوادي على أربع مناطق إدارية هي عين الفيجة ومضايا وقدسيا والزبداني.
المعارضة السورية تتهم قوات النظام بقصف مضخات المياه في تبع الفيجة ما أدى لانقطاع المياه عن دمشق
وبعد سيطرة قوات المعارضة على الوادي تعرضت لحملة قمع من النظام السوري اعتقل فيها أبناءها على حواجز التفتيش وتعرضت لحملة قصف بالبراميل المتفجرة وتم تشديد الحصار عليها وهو ما دفع فصائل المعارضة لإيقاف ضخ المياه لدمشق، فاستخدمت المعارضة السورية الوادي كورقة ضغط ضد النظام وقايضت النظام بين السماح باستمرار تدفق المياه من نبع الفيجة مقابل تلبية بعض مطالب المعارضة ومنها إطلاق معتقلات يحتجزهن النظام في معتقلاته.
من محرقة حلب الى #وادي_بردى حيث تبدأ الميليشيات الايرانية حملتها العسكرية على اكثر من مئة الف انسان محاصر والعالم يتفرج
— ابو الهدى الحمصي (@aboalhodaalhoms) December 27, 2016
هل جاء الدور على وادي بردى؟
يخشى سكان وادي بردى من مواجهة نفس مصير أهالي درايا الذين هجرهم إلى إدلب ومنطقة حلب الشرقية التي تم تهجير أهاليها مؤخرًا بعد اتفاق روسي تركي، وقد وقعت جميع الفعاليات والمؤسسات المدنية في وادي بردى في 25 ديسمبر/كانون الأول الجاري بيانًا دعوا فيه العالم للتدخل لإنقاذ ما تبقى من مؤسسة عين الفيجة وحذروا من مجزرة قد تحدث بحق المحاصرين في الوادي والبالغ عددهم نحو 110 ألف مدني.
وطالب البيان العالم بالضغط على النظام لوقف العدوان على منطقة الوادي المحاصرة وشدد على رفض التهجير القسري الذي يأتي ضمن ما أسمته الفعاليات بالتغيير الديمغرافي الذي يقوم به النظام وحلفاءه.
وأطلق ناشطون وسم وادي بردى للوقوف على آخر المستجدات التي تتعرض لها بلدات الوادي أثناء الهجمة التي يستخدم فيها النظام جميع أنواع الأسلحة بما فيها البراميل المتفجرة، ويضغط على أهالي المنطقة للمصالحة وتسليم المسلحين لإدخالهم لتشكيلاته العسكرية بعد تسوية أوضاعهم الأمنية.
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ يوم الجمعة الماضي أن الحكومة لا تزال تقطع المياه عن نبع الفيجة إلى دمشق وتبادل دمشق والمعارضة الاتهامات إزاء مسؤولية انقطاع المياه عن معظم أحياء دمشق والتسبب بعطش الناس، إذ تقول مصادر للنظام أن فصائل المعارضة وضعت مادة المازوت في المياه ما أدلى لقطعها لمنع تسمم الأهالي بينما تتهم المعارضة قوات النظام بقصف محطات الضخ الكبرى في نبع الفيجة.
وفي استمرار المعارك بين قوات المعارضة والنظام ذكر خبير أن الخوف الأكبر أن “تؤدي المعارك والقصف إلى تسرب مياه النبع إلى جوف الأرض وعدم القدرة على تعويض ذلك تحت أي ظرف من الظروف”.
مدينة #دمشق في خطر
تصوير من داخل نبع #عين_الفيجة يؤكد بأن من يمتلك الطائرات هو من قام بالقصف والتدمير للحرم الداخلي للنبع وإخراجه عن الخدمة pic.twitter.com/3wC1mhLL8u— شبكة الثورة السورية (@RevolutionSyria) December 28, 2016
تلقى السوريون أزمة المياه الجديدة بطريقة فيها سخرية حاكت الواقع المظلم الذي يمرون فيه ومن رواية النظام التي برر فيها قطع المياه، علمًا أنها ليست الأمة الأولى إذ لا تزال البلاد تعاني من أزمة في الكهرباء أدت لتقنين الحكومة ساعات الكهرباء بشكل ملحوظ وانتشرت حالة غضب عارمة ضد وزير الكهرباء على الإجراءات التي اتبعها في حل الأزمة، وكذلك واجه السوريون أزمة في المحروقات إذ تعد مادة المازوت السلعة الرئيسية للتدفئة في سوريا شبه مفقودة، وانتقل السكان للتدفئة على الحطب.
النظام يتهم المعارضة بوضع مادة المازوت في المياه ما أدى لقطعها لمنع تسمم الأهالي
فكتب أحد المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي يقول “ما في كهربا، ما في مياه، ما في غاز، ما في مازوت، ما في انترنت، يوم بعد يوم كل شيء يزداد فيك سوءًا يا وطني” وطلب مواطن آخر من وزير المياه ألا يسير مع وزير الكهرباء بسبب العدوى التي نقلها له، وكتب آخر يقول ” ما في كهرباء، ما في مازوت، ما في غاز، ما في مال، ما في مياه، موتوا ليش عايشين”.