من قصف للنظام على مخيم اليرموك
بعد أشهر من الحصار الخانق الذي فرضه نظام بشار الأسد على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، وبعد عشرات المحاولات الفاشلة (المأساوية غالبا) لإدخال مساعدات، استطاعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إدخال مساعدات محدودة لآلاف الفلسطينيين المحاصرين في المخيم جنوبي دمشق.
وقال رئيس وفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى دمشق أحمد مجدلاني في مؤتمر صحفي برام الله إن مائتي طرد غذائي (فقط) أُدخلت إلى مخيم اليرموك الذي تُعاني فيه نحو 6500 عائلة.
وأشارت مصادر متطابقة إلى أن “قافلة المساعدات التي دخلت المخيم تحمل 200 طردا، تحوي 312 سلة غذائية” كل منها يضم ٣٠ كيلو غرام من المساعدات الأساسية. وقال ناشطون من داخل المخيم إن المساعدات دخلت إلى نقطة يسيطر عليها مسلحون تابعون للجبهة الشعبية (القيادة العامة) والأمن السوري، وهناك تم تسليمها للهيئات داخل المخيم.
وبحسب رويترز فقد قال ناشط في اليرموك طلب عدم ذكر اسمه نظرا لحساسية الموضوع إنه لم يصل إلى المخيم سوى 50 طردا غذائيا.
و بحسب مصادر من المخيم فقد احتشد آلاف من الأهالي وسط المخيم بينما سار عدد كبير من النسوة في منطقة وقف الاشتباك وسط الدمار الهائل شمال المخيم لاستلام المساعدات. وطالب الأهالي بعدم معاملتهم كمتسولين وإدخال المساعدات بصورة إنسانية تحفظ كرامتهم, وتوزيعها بشكل منظم.
ويُعاني المخيم من أوضاع صعبة للغاية منذ أكثر من عام بعد بدء الاشتباكات بين مسلحي المعارضة السورية وقوات النظام في المخيم، الأمر الذي اشتد كثيرا بعد أن فرضت قوات النظام ومسلحون فلسطينيون موالون للأسد حصارا خانقا على المخيم منذ سبعة أشهر.
وخلال الأسابيع الماضية تُوفي جوعا ٥٧ شخصا على الأقل في المخيم إلى الحد الذي اضطر السكان إلى أكل أوراق الأشجار، في ظل فتاوى تحلل أكل لحوم القطط والكلاب، مما يكشف حجم المأساة الإنسانية في المخيم الذي يقطنه قرابة ٢٠ ألفا من الفلسطينيين اللاجئين بعد أن هجره أكثر من ١٤٠ ألفا آخرين.
ورغم الحصار الذي يفرضه النظام السوري على المخيم، إلا أن المجدلاني اتهم المعارضة السورية بمهاجمة المخيم، مبرئا ساحة نظام الأسد تماما، وقال المجدلاني في مؤتمره الصحفي بخصوص المساعدات من رام الله: “المجموعات المسلحة المتطرفة التابعة لتنظيم القاعدة “داعش والنصرة” في سوريا تتحمل مسؤولية إعاقة إدخال المواد الغذائية إلى مخيم اليرموك، ما أدى إلى وجود كارثة إنسانية داخله.. وهذه الجماعات قامت بتشريد نحو 360 ألف لاجئ فلسطيني من 11 مخيما، و3 تجمعات للاجئين، منذ ديسمبر (كانون الأول) 2012، أغلبهم من مخيم اليرموك”، بل وربط موفد منظمة التحرير الأمر بخلاف السلطة مع حركة حماس قائلا: “تنظيمات محسوبة على حركة حماس أمثال أكناف بيت المقدس والعهدة العمرية متحصنة أيضا داخل مخيم اليرموك، وأنا أطالب حماس بإصدار بيان تعلن فيه التبرؤ من هذه التنظيمات”.
وقد شارك عدد من الفنانين والمثقفين في حملة للمطالبة بفك الحصار عن المخيم، من بينهم الفنان السوري سميح شقير الذي نشر تسجيلا على موقع يوتيوب للمطالبة بإنقاذ المخيم
https://www.youtube.com/watch?v=T6WBVP5p6YA
وقبل أيام قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، إن عرقلة وصول المساعدات للمدنيين بمخيم اليرموك بدمشق يرقى إلى “جريمة حرب”، في وقت وصفت منظمة العفو الدولية حصار الجيش النظامي لمناطق بينها مخيم اليرموك بجريمة حرب.