هل أنت من محبي أفلام الرعب والغموض؟ هل تستمتع بمشاهدة الأفلام المرعبة وقراءة الروايات التي تدور قصصها حول الأشباح أو داخل البيوت المسكونة أو الأماكن التي حدثت فيها ظواهر غامضة لا يمكن تفسيرها، ولا تستطيع أن تمنع نفسك عن متابعة المشاهدة أو القراءة، بالرغم من كل ما ينتابك من رعب حقيقي، يُسبب لك قشعريرة أو تسارع في ضربات القلب؟. هل تتلذذ بالصراخ بعد كل مشهد “مقروء أو مرئي” مخيف مفاجئ، وتظل تشعر بأن هناك من يراقبك أو ينظر إليك من خلال الظلام الدامس، وتتسمّع أدق الأصوات الآتية من خارج البيت؟
إن كنت واحدًا من هؤلاء الشغوفين بأدب وسينما الرعب ولديك مخزون حكايات عن الجان والأشباح والشياطين الملعونة، المحكوم عليها بالطرد الأبدي والتيه، فاعلم أن هناك حدود يصعب أن تتخطاها، مهما بلغت شجاعتك أو مدى شغفك بحكايات الرعب والسحر الأسود والقوى السفلية والظواهر الماورائية.
في هذا التقرير، نأخذك في جولة حول أكثر الأماكن المرعبة حول الأرض. حيث البيئة الخصبة الحقيقية ومصادر الإلهام النقيّ لمؤلفي أفلام وروايات الرعب.. لكن لا ننصحك أبدًا –ومهما كان مقدار شجاعتك- بزيارتها. فقراءة رواية أو مشاهدة فيلم، يختلف اختلاف كليّ عن المكوث ولو للحظات داخل هذه الأماكن المسكونة التي وقعت فيها أحداث غامضة وحوادث قتل وتعذيب دموية لا يُمكن تفسيرها أبدًا.
قلعة ليب – أيرلندا Leap Castle
واحدة من أشهر الأماكن المسكونة في العالم، حيث ادعى بعض زوارها أنهم “شعروا” بوجود قوة خفية لا يمكن رؤيتها. ويؤمن الكثيرون بذلك لأن القلعة شهدت كثيرا من المذابح حسب ما يروي التاريخ، بالإضافة إلى أنها مبينة على موقع استخدم في الماضي لغرض التعذيب.
ففي أثناء ترميمها بعد حريق وقع فيها إبان الحرب الأهلية الأيرلندية، عثر العمال على زنزانة في قبو عميق، كان الناس يُحبسون فيها حتى الموت. وفي الجزء السفلي من الزنزانة، كانت المسامير التي كانوا يثبتون بها الضحايا، وعندما تم تنظيف الزنزانة كانت هناك حمولة ثلاث عربات صغيرة من العظام البشرية.
كما يُشاع أن أحد أكثر الكائنات رعبًا يسكن القلعة ويطلق عليه السكان المحليين “هو”. وهذا الـ “هو” عبارة عن مخلوق صغير الحجم، في مثل حجم الأغنام تقريبا، وله وجه متحلّل، ويُعتقَد بأنه يصاحب ظهوره انتشار رائحة مثل رائحة الكبريت، ورائحة نتنة كرائحة الجثث المتحللة.
صورة متخيلة لكائن الإليمنتال كما وصفه من ادّعوا رؤيته داخل القلعة
كما يقال أن هناك كائن آخر يسمى “الإيمنتال”، وهو كائن شبيه بالسابق، يظهر غالبًا بالأماكن الخاصة التي ترتبط بالقلعة في المنطقة، وأن هذه الكائنات المرعبة كانت في حالة سبات، واستيقظت نتيجة للسحر الأسود الذي مارسته “ميلدري درابي” أحد من سكنوا القلعة في عشرينات القرن الماضي.
فندق ستانلي – كولورادو Stanley Hotel
يعتبر فندق “ستانلي” من أشهر الفنادق في أمريكا، و ذلك لوجود روايات تقول بأن الفندق مسكون، و أن العديد من النزلاء شاهدوا شبح صاحب الفندق و زوجته يتجولان في أروقة الفندق. كما زعم آخرون سماع الكثير من الأصوات الغريبة، و أضاف آخرون بأن البيانو أحيانا يعزف من تلقاء نفسه.
و لقد زار الفندق العديد من عشاق الرعب و الباحثين و صائدي القصص، و فرق التحقيق في الماورائيات للبحث عن أدلة عن وجود الأشباح في الفندق، خاصة بعد مصرع نزيل في الفندق بسبب إنفجار قنينة غاز، و كثرة الأقاويل على أنه ما زال يسكن في الغرفة رقم 217، إضافة إلى ما شاع عن وجود أطياف و أصوات لأطفال في ممرات الفندق.
صورة يزعم أحد نزلاء الفندق أنه التقطها، لشبح امرأة تقف أعلى درج وبجوارها طفل
وتجدر الإشارة إلى أنه في عام 1974 أقام كاتب الروايات الشهير “ستيفن كينج” في فندق “ستانلي” وخاض تجربة مرعبة، ألهمته لكتابة رواية “البريق” الشهيرة، والتي تحولت لفيلم شهير لاحقا من بطولة جاك نيكلسون عام 1977.
جزيرة الدُمى – المكسيك La Isla De Las Muñecas
تم اكتشاف هذه الجزيرة الغريبة المهجورة، المليئة بدمى مهترئة معلقة على الأشجار بطريقة غريبة وكأنها مصلوبة أو مشنوقة، أثناء قيام مجموعة من النشطاء في مجال البيئة، بإزالة نبات الزنبق المحيط بالبحيرات.
وأثناء البحث عن قصة هذه الجزيرة، وُجِد أن شخصا واحدا يدعى “دون جوليان سانتانا باريرا” كان يسكنها في زمنٍ مضى. و وفقا للأسطورة المتداولة بين السكان المحليين، ففي عشرينات القرن الماضي، خرجت أسرة صغيرة في رحلة بحرية، انتهت بكارثة بعد غرق طفلتهم الصغيرة، مخلفة ورائها والدين مكلومين ودمية جميلة. ومنذ ذلك الحين شاعت أسطورة مخيفة بين السكان المحليين عن أن فتاة صغيرة تتجول ليلا بين الجزر بحثا عن دميتها الجميلة التي تركتها في الزورق مع والديها.
لاحقا وفي عام 1950، زعم دون جوليان، أنه شاهد الطفلة تسير فوق الماء، وعندما حاول إنقاذها، عثر على دميتها في نفس البقعة التي غرقت فيها. ثم ظل يعثر على دمى أخرى في نفس تلك البقعة التي شاهد فيها جثة الصغيرة الغارقة، فكان يأخذ الدمى ليعلقها على أغصان وجذوع الأشجار طوال خمسين عاما على سبيل التأبين، قبل أن يجدوا جثته طافية على سطح الماء، بشكل غامض في نفس البقعة التي غرقت فيها الفتاة الصغيرة.
بعض المزارعين والسكان القريبين من جزيرة “دون جوليان” ذهبو ينشرون قصصا غريبة مخيفة عن دمى الجزيرة، مؤكدين الدمى تنظر إليهم بغرابة أثناء مرورهم بالقوارب مقابل الجزيرة وتدعهم للاقتراب، في حين أقسم البعض على أن الدمى كانت تتهامس فيما بينها وثُصدر همهمات مسموعة.
سراديب الموتي – باريس Catacombes de Paris
واحد من أشهر عشرة أماكن مسكونة حول العالم. فتحت شوارع ومباني مدينة باريس وبعمق 20 متر، ترقد شبكة أنفاق يبلغ طولها حوالي 350 كم. يعود تاريخ إنشاء هذه الأنفاق إلى القرن الثاني عشر، و في سنة 1786 تم استخدام جزء من هذه الأنفاق كمستودع لكم هائل من عظام الموتى التي نقلت من المقابر الباريسية. حيث تم نقل بقايا عظام 6 ملايين إنسان إلى داخل هذه السراديب، لتشكّل بذالك واحدة من أغرب الأماكن التي أنشأها الإنسان على الأرض ويمكن زيارتها.
لكن الدخول ممنوع على الأشخاص الذين لديهم مشاكل في التنفس أو القلب، والأطفال أقل من 14 سنة بمفردهم.
العديد من السائحين، قالوا أنهم أحسوا بنسمة هواء بارد تلامس أجسادهم، وشعروا بأن هناك من يراقبهم ويسير خلفهم. في حين حكى البعض عن الأصوات الخفية والهمسات الواضحة.
وإضافة إلى الهياكل العظمية المكدسة، فهناك أمور فظيعة حدثت في هذه السراديب. حيث قام مجموعة من اليساريين بقتل مجموعة من أنصار النظام الملكي عام 1871 داخل هذه الأنفاق، كما أن المقاومة الفرنسية والنازيين خاضوا جولات من القتال الدامي داخل هذه الأنفاق خلال الحرب العالمية الثانية.
منزل وينتشستر الغامض – كاليفورنيا Winchester Mystery House
اختارته مجلة تايم الأميركية، ليكون واحدا من أشهر 10 أماكن مسكونة في الولايات المتحدة. يقع هذا المنزل في سان جوس في ولاية كاليفورنيا، ويعود غموضه إلى قصة بنائه العجيبة. حيث تقول الأسطورة أن سارة وينشستر زوجة وليام وينتشستر، صاحب شركة تصنيع أسلحة “بنادق قتال”، زارت وسيط روحي في بوسطن بعد الوفاة المأساوية لزوجها وطفلتها، فأمرها أن تنتقل إلى الغرب وتبني قصر كبير لاسترضاء أرواح أولئك الذين قتلوا من قبل بنادق عائلة وينتشستر.
الأدراج غير المكتملة والممرات المسدودة التي أضافتها سارة وينتشستر للمنزل كي تُضلل الأشباح
المنزل كان في وضع مثالي عندما انتهي من بناءه عام 1884 ، وكان يتألف من 7 طوابق ومئة وستين غرفة و40 غرفة نوم إضافةً لعشرة آلاف لوح زجاجي للنوافذ بمختلف الألوان، بالإضافة لكونه يتمتع بنظام تصريف داخلي وتدفئة نادرين في ذاك الوقت، وكان واحداً من أكبر القصور في كاليفورنيا. لكن سارة وينشستر قضت الـ 38 عاماً التالية وهي تحضر العمال ليبنوا أدراجاً غير مكتملة وممرات سرية وأخرى مسدودة ودهاليز ملتوية، لتضليل تلك الأشباح التي تؤمن أنها تطاردها وتريد أن تنتقم منها.
متحف فروليك – هولندا Museum Vrolik
يُعتبر متحف فروليك الواقع داخل جامعة أمستردام واحداً من أكثر المتاحف رعباً في العالم، تم تسمية المتحف نسبة إلى الطبيب الهولندي المختص في علم الأمراض التشريحية؛ ويليم فروليك. ويضم المتحف مجموعة من الأجنة المحفوظة لعدد من الحيوانات، بالإضافة إلى نماذج محفوظة عن التشوهات الخلقية والطبية وتوأم سيامي بشري.
وبالرغم من كونه متحف علمي، إلا أن غرابة المجموعات المعروضة، وطريقة عرضها تُثير الخوف والرعب في النفوس، فلا يسمح بدخول الأطفال.