في حادثة غريبة من نوعها، قال مسؤولون ملاحيون أن قراصنة اختطفوا سفينة تجارية اليوم الأحد من مياه البحر الأحمر باتجاه المياه الإقليمية للصومال، في ما ذكر أنها أول عملية اختطاف ناجحة منذ 2012.
وبعد أن كانت هجمات القراصنة قد سجلت انخفاضاً ملحوظاً في 2013 بفضل جهود قوة بحرية دولية، حذر خبراء من استمرار المشكلة حتى مع وجود القوة طالما لم يتم القضاء على عصابات القراصنة داخل الصومال.
وكانت القوة البحرية للاتحاد الأوروبي في الصومال قد تلقت معلومات عن مهاجمة سفينة تجارية في البحر الاحمر خارج منطقة نشاطها إلى الجنوب وأن السفينة الآن تحت سيطرة القراصنة.
وقال الأمين العام للاتحاد الكيني للملاحة البحرية أندرو موانجورا لوكالة رويترز أن السفينة “مرزوقة” أرسلت إشارة استغاثة من البحر الأحمر مساء السبت ثم اتجهت مرة اخرى إلى خليج عدن.
وأضاف موانجورا المتواجد في ميناء مومباسا في كينيا “نحاول ان نتعقب السفينة لمعرفة عصابة القراصنة التي تحتجزها وما هي مطالبها”، منوّهاً أن السفنية على متنها بحّارة من الهند ومصر وسوريا دون علم بعددهم، وكانت قد تعرضت للهجوم من قبل في عام 2011 لكنها تمكنت من الهروب.
وتفيد بيانات على موقع فيسيل فايندر أن السفينة “مرزوقة” ترفع علم توجو وكانت آخر رحلاتها يوم الثلاثاء لميناء جدة في المملكة العربية السعودية، ثم اختفت قرب سواحل أرتيريا.
المتحدثة باسم القوة البحرية الدولية اللفتنانت كوماندر جاكلين شريف في لندن قالت أن القوة سوف تستعين بطائرة لتحري الامر وقطع النشاط البحريّ حالما تدخل السفينة منطقة نشاطها حيث تغطي الطرف الجنوبي للبحر الاحمر وخليج عدن ومناطق في المحيط الهندي.
وأضافت أن الهجوم وقع على ما يبدو في المياة الاقليمية لاريتريا، مما يعني عدم تصنيفه كـ “حادثة قرصنة” وفقاً للقانون الدولي، حيث أنه من المتعارف أن تعتبر حوادث الاختطاف في المياه الدولية بجرائم قرصنة بينما تعتبر الهجمات داخل المياه الاقليمية بجرائم بحرية.
وفي عام 2011 وقع 176 هجوما مؤكدا لقراصنة في المنطقة مقارنة مع 36 في 2012، وقالت شريف ان عدد الهجمات انخفض إلى سبعة في 2013 لم يكلل اي منها بالنجاح مؤكدة أن القوة الاوروبية حذرت البحارة من استمرار التهديد، وأضافت:”لان الأوضاع في الصومال لم تتغير كثيرا او إلى حد بعيد. كررنا انه لا مجال للتهاون”.
وكان الاستقرار النسبي الذي تشهده الصومال أن قد عزز خلال العامين الاخيرين عمليات السيطرة على عمليات القرصنة بالقرب من شواطئها، بعد ان عانت من فوضى وحروب على مدى عشرين عاما، حيث تزداد الآمال للتوصل لحل اكثر استدامة للمشكلة التي ادت الى زيادة تكلفة التأمين.