قبل سنتَين، دعا الرئيس الألماني، فرانك والتر شتاينماير، دول القارة الأوروبية إلى تحمُّل المسؤولية حيال العهد الاستعماري في القارة الأفريقية، وطالب شتاينماير الدول الأوروبية باستخلاص الدروس من العهد الاستعماري، من أجل المساهمة في بناء مستقبل أفضل للعالم.
جاء ذلك في خطاب ألقاه خلال مشاركته في افتتاح معرض للأعمال الأثرية بالعاصمة برلين في سبتمبر/ أيلول 2021، يتضمّن آثارًا جرى إحضارها من متحف الإثنولوجيا ومتحف الفن الآسيوي، إلا أن الرئيس الألماني لم يتحدث عن كيفية استخلاص بلاده للدروس والعبر من استعمارها للأفارقة.
لئن انتقد شتاينماير حينها سياسات بلاده الاستعمارية في الماضي، قائلًا إن “الألمان أيضًا قاموا بأعمال قمع واستغلوا ونهبوا وقتلوا الناس”، إلا أنه لم يعرّج على تجاهل قادة البلاد لهذه المجازر، وتعمّدهم تهميشها في مناهج الدولة التعليمية.
نظرة بسيطة إلى المناهج التعليمية في ألمانيا، نرى أنها تضم كمًّا كبيرًا من الدروس التي تتحدث عمّا يسمى “الهولوكوست”، في المقابل هناك شبه غياب تام لماضي ألمانيا الاستعماري في القارة الأفريقية، والذي امتدّ إلى عقود عديدة وشهد مجازر كثيرة.
في هذا التقرير لـ”نون بوست”، ضمن ملف “ألمانيا الاستعمارية”، سنحاول الحديث عن أسباب هذا التهميش المتعمّد لماضي ألمانيا الاستعماري في المناهج التعليمية الرسمية وغير الرسمية، والآثار المترتبة عن هذا التهميش، من عنصرية وغيرها من التصرفات “المشينة” بحق الأفارقة.
تركيز على الحروب العالمية واليهود
لا تعتمد البرامج التعليمية في ألمانيا على وزارة مركزية في العاصمة برلين، لكن على كل وزارة اتحادية في الولايات الـ 16 أن تضع البرنامج التعليمي الخاص بولايتها، ما يعني اختلاف المناهج والبرامج، فيمكن أن يدرج أحيانًا تاريخ الإمبراطورية الاستعمارية الألمانية في برنامج إحدى الولايات، وأحيانًا يتم ذكره بسرعة فقط، وأحيانًا لا يتم ذكره على الإطلاق.
هناك اختلافات كثيرة بين الولايات في برامج مادة التاريخ، لكن هناك اتفاق على بعض النقاط التي يجب أن يدرسها الطالب في المدارس الألمانية، وتتمثل أبرزها في تاريخ ألمانيا في الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، فضلًا عن الحرب الباردة.
لكن أبرز نقطة يتفق عليها القائمون على المناهج التعليمية في الولايات الـ 16، هي تاريخ اليهود في ألمانيا، وما يسمّى عندهم بـ”المحرقة النازية” أو “الهولوكوست“، وما يصنّفونه ضمن المجازر التي اُرتكبت ضدّ اليهود من طرف أدولف هتلر.
بدأ الاستعمار الألماني في أفريقيا منذ عام 1884، وانتهى مع خسارة الألمان خلال الحرب العالمية الأولى عام 1918.
يعتبَر تدريس الحقبة النازية، بما فيها “الهولوكوست”، جزءًا إجباريًّا ومتكاملًا في المناهج الدراسية الألمانية بمختلف أنواعها، إذ لا يتم تناول هذه المسألة من الناحية التاريخية فقط، حيث إنها تدخل أيضًا في بعض المناهج الأخرى كاللغة الألمانية والعلوم السياسية والاجتماعية وعلم الأخلاق والدين.
ليس هذا فحسب، إذ تعدّ الحقبة النازية من أهم الأجزاء في المنهج التدريبي للمعلمين في كافة الولايات الألمانية، كما يتم تدريب مؤلفي الكتب المدرسية أكاديميًّا، مثلهم مثل جميع معلمي المدارس الثانوية تقريبًا في هذا الخصوص، وهو ما يؤكد الاهتمام الكبير بهذه النقطة والتركيز الشديد عليها حتى يقرأ عنها الطالب الألماني، وإن كان هناك اختلاف حول حقيقة ما جاء فيها.
ويتفانى المعلمون الألمان في شرح فترة 1933-1945، وهي الفترة التي شهدت سيطرة النظام النازي، ويمنحون هذه المسألة الزمن الكافي وأكثر ويقدمونها برغبة كبيرة، ولا يتم تدريس أية فترة أخرى في التاريخ الألماني في المدارس الألمانية بنفس الدرجة المكثفة التي تدرَّس بها الحقبة النازية.
يتنزل التركيز الكبير على تدريس جرائم النازية في حقّ اليهود ضمن سياسة الحكومات الألمانية لمحاربة معاداة السامية، إذ ترى السلطات الألمانية أن هتلر كان مسؤولًا عن إبادة عدد كبير من اليهود، وأن الفكر النازي ما زال متجذّرًا في البلاد، وأن محاربتهم تتطلب معرفة “حقيقة” ما حصل في الحقبة النازية، فمعرفة ما حصل يمكن أن يمنع وقوعه ثانية في أي مكان من العالم، وفق الرواية الألمانية.
و”المحرقة اليهودية” أو “الهولوكوست” في المناهج التعليمية الألمانية هي الإبادة الجماعية التي راح ضحيتها ملايين اليهود فترة الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، بسبب هويتهم العرقية والدينية على يد أدولف هتلر.
وتقول هذه المناهج التي يتلقّاها الطلبة في مختلف الولايات، إن “عمليات القتل دُبّرت من قبل الحزب النازي الألماني بقيادة هتلر، الذي كان يستهدف اليهود بشكل رئيسي”، والنازيون هو الاسم المختصر لحزب العمال القومي الاشتراكي الألماني، الذي تأسّس عام 1919 في أعقاب الحرب العالمية الأولى، ونمت شعبيته في عشرينيات القرن الماضي بعد خسارة ألمانيا للحرب، ومعاناة الألمان من الفقر والبطالة جراء العقوبات المالية التي فُرضت على ألمانيا بعد الحرب.
فضلًا عن ذلك، تقول كتب التعليم الألمانية إن النازيين أصدروا قوانين تكرِّس التمييز ضد اليهود وسلب حقوقهم، إذ مُنعوا من دخول عدد من الأماكن، كما حُظر عليهم تولي وظائف معينة، وأقاموا لهم معسكرات اعتقال.
إهمال لماضي ألمانيا الاستعماري في أفريقيا
بغض النظر عن حقيقة “الهولوكوست” من عدمها -فالعديد من الدراسات والروايات تنكرها، وترى فيها خدعة يهودية وسوفيتية وادّعاء للمظلومية للحصول على امتيازات-، يركز الألمان على هذه النقطة في مناهجهم التعليمية، مهملين باقي التفاصيل المتعلقة بهم.
يتلقى تلاميذ المدارس الألمانية كمًّا كبيرًا من المعلومات عن فترة حكم أدولف هتلر وعمّا يسمّى بـ”المحرقة النازية” (الهولوكوست)، وفي المقابل لا يُترك سوى القليل من الوقت لتناول موضوعات أخرى، وقليل من المدرّسين من يفعلون ذلك.
عادة ما يُشار إلى الاستعمار الألماني في القارة الأفريقية بشكل عام أثناء التدريس، وبطريقة سطحية أيضًا وباجتهاد من المعلمين أحيانًا، ما يعني أن جزءًا كبيرًا من الطلاب في المدارس الألمانية يمكنهم ترك المدرسة دون تعلم الكثير عنها حقًّا.
ففي برلين وبراندنبورغ مثلًا، لا يظهر موضوع الاستعمار الألماني إلا كوحدة اختيارية محتملة في التاريخ، ويتم التعامل مع العبودية تحت مظلة مصطلح “الهجرة”، أي أنه هناك تلاعب في المصطلحات، حتى إن تم التطرق إلى هذا الملف.
بذلت الحكومة الألمانية الكثير لقمع المعرفة بماضيها الاستعماري.
تعتبر ألمانيا واحدة من بين الدول الأوروبية الكبرى التي لها ماضٍ مع الاستعمار، فقد تمكنت من استعمار الكثير من الدول على مستوى العالم من بينها دول في قارة أفريقيا وغيرها الكثير من الدول في قارات أخرى، وقد بدأ الاستعمار الألماني في أفريقيا منذ عام 1884، وانتهى مع خسارة الألمان خلال الحرب العالمية الأولى عام 1918، وانتقلت تلك المستعمرات تحت قيادة القوى المنتصرة في الحرب.
وخلال سنوات استعمارها لدول القارة الأفريقية، قامت ألمانيا بعديد المجازر بحقّ الأفارقة التي ما زالت إلى الآن في مخيلة الضحايا وذويهم، من ذلك ما حصل في ناميبيا وتنزانيا والتوغو، وسنأتي على هذه الجرائم بالتفصيل في تقارير قادمة ضمن هذا الملف.
يعرف الناس في ناميبيا وزامبيا وغيرها من المستعمرات الأفريقية تاريخ الاستعمار الألماني لبلدانهم، لكن الأمر مختلف بالنسبة إلى الألمان، ذلك أنهم يشاهدون مخلفات هذا الاستعمار كل يوم ويدرسون عنها في مدارسهم، إلا أن الألمان نسوا أن بلادهم كانت لها مستعمرات لأنه لا يوجد أي شيء يشير إلى ذلك في حياتهم اليومية، وفق هيشونو التي ترأس المعهد الوطني للديمقراطية، وهو مؤسسة غير حكومية.
مساعٍ لتعديل المناهج
مرت ألمانيا بتغيرات كثيرة خلال السنوات الـ 60 الماضية، ومع تنفيذ اتفاقية استقدام العمالة الأجنبية وتوظيفها في خمسينيات القرن الماضي زادت أعداد الأجانب، بذلك أصبح ما يزيد عن نصف عدد تلاميذ الصف الواحد من أصول أجنبية مهاجرة.
يزداد عدد التلاميذ من أصول غير ألمانية في المدارس الألمانية سنة بعد أخرى، ومع تعدد الثقافات تزداد الحاجة إلى تغيير مضمون مادة التاريخ التي يتم تدريسها في هذه المدارس، حتى تكون مواكبة لتاريخ البلاد وتستجيب لتطلعات كلّ التلاميذ.
تجاهل السلطات الألمانية لتدريس التاريخ الاستعماري للبلاد في القارة الأفريقية، دفع عديد المنظمات إلى الاحتجاج والاجتهاد، من ذلك تقديم عريضة تدعو إلى أن يصبح تدريس التاريخ الاستعماري الألماني إلزاميًّا في المدارس.
جمعت هذه العريضة التي أطلقتها الناشطة أبيغيل فوغا من ولاية نيو ساوث ويلز، نهاية عام 2020، ما يقرب من 100 ألف توقيع، وخصصت وسائل الإعلام الإقليمية والوطنية مقابلات أو مقالات حول هذا الموضوع، ومع ذلك لم يتغير شيء في المناهج التعليمية في المدارس الألمانية، وبقي الوضع على حاله.
إلى جانب هذه العريضة، قدم حزب الخضر في ولاية سكسونيا السفلى طلبًا في سبتمبر/أيلول 2020، يقضي بإدراج موضوع الاستعمار الألماني بشكل أكبر في الدروس المدرسية، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراءات فعلية حتى الآن.
كما كان هناك برنامج في العاصمة برلين منذ يوليو/ تموز 2020، يهدف إلى دعم المشاريع التي تعزز مناقشة الاستعمار الألماني في المدارس، لكن على أرض الواقع لم يتم لمس أي تغير، إذ بقيَ مجرد برنامج على الورق.
إلى جانب ذلك، توجد العديد من المبادرات حاليًّا في ألمانيا التي تطالب بتعليم هذا الماضي الاستعماري أكثر فأكثر في المدارس، في إطار مثل هذا التعليم المناهض لمعاداة السامية، وذلك حتى يعرف جميع الناس ماضي البلاد الاستعماري بشكل أفضل.
لكن في ظلّ اعتبار مسألة التعليم مسألة تخصّ الولايات الفيدرالية، ولا وجود لسياسة تعليمية مركزية، فإنه من الصعب وجود سياسة فيدرالية مشتركة حول عمل الذاكرة من خلال تدريس الماضي الاستعماري في الفصل الدراسي.
تهميش متعمَّد
نتبيّن من هنا أن الحكومة الألمانية بذلت الكثير لقمع المعرفة بماضيها الاستعماري، ويتجلى هذا الموقف في نقص التثقيف حول التاريخ الاستعماري في المدارس الألمانية العامة والخاصة، ومن خلال عدم الإعلان إلى حدّ الآن عن تصفية تركة ماضيها الاستعماري.
تعمُّد الحكومة الألمانية تهميش ماضيها الاستعماري في المدارس، الهدف منه الهروب من المسؤولية، ذلك أنهم إذا فعلوا ذلك فإن الأمر سيؤكد مسؤوليتهم عن الجرائم الكثيرة التي ارتكبته بلادهم في الكثير من الدول الأفريقية، الأمر الذي يؤدي إلى المساءلة.
لا توجد دولة في العالم، مهما كانت قوتها، تريد أن تُحاسَب على تدمير جنس آخر وإعادة الاعتبار له والاعتراف بما اقترفته بحقّه، لأنه إذا فعلت ذلك فسيتم تحميلها عبئًا اقتصاديًّا كبيرًا من أجل تصحيح أخطائها.
إذا كنت مسؤولًا عن انتهاكات حقوق الإنسان مثل الإبادة الجماعية، فيجب أن يُطلَب منك تعويض ضحاياك، أو على الأقل تدريس ماضيك الاستعماري في المدارس حتى يعرفه الناشئة وتضمن عدم تكرره مرة أخرى.
أبرز الفئات التي تعاني العنصرية في ألمانيا هم الألمان من ذوي البشرة السوداء والألمان المسلمون والألمان من أصول آسيوية.
تجاهُل الحكومة والجمهور بشكل عام إرث الإمبراطورية الاستعمارية الألمانية منذ فترة طويلة، يعود أيضًا إلى الانقسام الحاصل في البلاد حول هذه المسألة، فغياب اجتماع في خصوص هذه المسألة جعل من عديد مبادرات الإصلاح محل تجاذبات سياسية.
فضلًا عن ذلك، لا يريد الألمان جرح كبريائهم بسبب ماضيهم الأليم، ذلك أن تمجيد الذات الذي يعتمدونه ويتبنّونه يصعّب عليهم التعامل مع ماضيهم الاستعماري بشكل مريح، ويحاول القادة الألمان الهروب من فظاعة وقسوة ماضيهم الاستعماري المليء بمختلف أصناف العنف وسفك الدماء بحق الأفارقة في العديد من الدول، إذ اEنتهكت حقوقهم وسُلبت ثرواتهم، وشُرّدوا وقُتلوا ومُورس بحقهم أبشع أنواع التعذيب.
عنصرية اليوم نتاج لإهمال الماضي الاستعماري
عدم تعامل الحكومة الألمانية مع موضوع تاريخ البلاد الاستعماري بشكل مكثف وصريح مع التلاميذ والطلاب وقيادتهم لفهم هذه الحقبة الهامة، كان له تداعيات كبيرة على المجتمع، ويمكن أن يفسّر ارتفاع موجة العنصرية في البلاد وانتشار الكراهية.
هذا الملف له صلة وثيقة بالعديد من القضايا الحالية التي يجابهها المجتمع الألماني من ارتفاع نسبة العنصرية، والتطرف اليميني، ودخول الأحزاب اليمينية النيونازية في حيز السياسة الألمانية حتى في البودنستاغ، ومع ذلك ما زالت الحكومة لم تتخذ إجراءات حقيقية لمعالجة هذا الأمر.
ترى أبرز الأحزاب الألمانية على غرار الاتحاد المسيحي الديمقراطي ضرورة ترسيخ حب الوطن بشكل متزايد في قلوب الألمان، من أجل القضاء على الاستقطاب السياسي ومواجهة اليمين المتطرف وتعزيز الاندماج بين مختلف سكان البلاد، لكن ذلك لا يمرّ دون إيلاء ماضي البلاد الاستعماري الأهمية المطلوبة في مناهج التدريس.
وقبل سنة من الآن، أكد استطلاع رأي أجراه المركز الألماني لأبحاث الاندماج والهجرة، أن 90% من المستطلعة آرائهم يؤكدون وجود عنصرية في ألمانيا، وفوجئ فريق البحث آنذاك بعبارات متكررة في الاستطلاع تقول: “نحن نعيش في مجتمع عنصري”، وهو ما يشير إلى تصور للعنصرية المؤسسية والهيكلية الموجودة داخل المجتمع.
في تقريرها السنوي الأول، كشفت مفوضة الحكومة الألمانية لمكافحة العنصرية، بداية هذه السنة، أن العنصرية تشكّل تهديدًا للديمقراطية في البلاد، ودعت المسؤولة إلى ضرورة مكافحة العنصرية وإنهاء سنوات من تجاهلها، مشيرة إلى خطة عمل في هذا الإطار.
وتدخل عديد الأنماط الخفية من التمييز والتحيز ضمن العنصرية، والتي يطلَق عليها مصطلح “العدوان المصغّر”، من ذلك الإقصاء المنهجي من سوق العمل والعقارات ونقص التمثيل في دوائر السلطة، وحتى عنف الشرطة وأشكال التمييز في المدارس أو في عيادات الأطباء.
أبرز الفئات التي تعاني العنصرية في ألمانيا هم الألمان من ذوي البشرة السوداء والألمان المسلمون والألمان من أصول آسيوية، أي عمومًا الألمان القادمون من المستعمرات القديمة، ما يؤكد وجود رابط بين جهل الألمان بماضيهم الاستعماري وهذه الاعتداءات.
فضلًا عن العنصرية، ساهم تهميش البرامج التعليمية لماضي البلاد الاستعماري في انتشار الفكر اليميني المتطرف في ألمانيا، والذي يمثله خصوصًا حزب البديل من أجل ألمانيا، والذي أصبح راسخًا بقوة في المشهد السياسي الألماني، ووضع نفسه كحزب قوي بين الأحزاب الألمانية، وبات له حضور كبير في أغلب الولايات الألمانية.
عوض التصالح مع الماضي والاعتذار عن جرائم بلاده الكثيرة، يطالب هذا الحزب بتقييد الهجرة وعدم السماح بعمليات لمّ الشمل العائلي للمهاجرين، إذ إنه يؤمن بـ”نظرية الاستبدال العظيم”، ويرى أن سكان البلاد البيض معرضون للخطر بسبب المهاجرين.
بالمحصلة، يمكن أن يساعد تعليم الطلاب ماضي ألمانيا الاستعماري بين عامَي 1884 و1918 في الحد من العنصرية في ألمانيا، ومن انتشار اليمين المتطرف في البلاد، فمعالجة مشاكل الحاضر تمرّ حتمًا عبر معرفة جرائم الماضي بحق شعوب البلدان المستعمرة، لكن تهميش هذا الماضي لن يزيد إلا من انتشار الظواهر السلبية في البلاد.