أعلن علي بن فليس، رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق، يوم أمس الأحد، عن ترشحه للانتخابات الرئاسية الجزائرية المقبلة والتي ستقام في 17 نيسان/ أبريل من هذا العام، حيث أعلن في مؤتمر صحفي حضره بعض مناصريه: “بشرف وتصميم وقناعة وتواضع واطمئنان نفس، قررت الترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2014”.
وأكد بن فليس أنه “على كامل الاستعداد لإحداث التحولات التي تحتاجها الجزائر” مشيرا إلى خبرته السابقة عندما كان أمينا عاما لحزب جبهة التحرير الوطني، وإلى نيته مواصلة مشروع المصالحة الوطنية الذي وضعه بوتفليقة لإنهاء الصراع الداخلي الدامي الذي عاشته الجزائر بعد انقلاب 1992 وحتى سنة 2002 والذي راح ضحيته حوالي 200 ألف جزائري.
وبن فليس البالغ من العمر 69 عاما، هو أول شخصية جزائرية تعلن ترشحها للانتخابات الرئاسية منذ استدعاء الرئيس بوتفليقة للهيئة الناخبة، يوم الجمعة الماضية. وسيحتاج بن فليس إلى جمع ستين ألف توقيع من المواطنين المسجلين في القوائم الانتخابية أو 600 توقيع من أعضاء المجالس المحلية أو البرلمان حتى يتم شروط ترشحه لسباق الرئاسة.
وكان بن فليس ثاني رئيس حكومة يعينه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في ولايته الرئاسية الأولى، في سنة 2000، وخاض في ما بعد سباق الانتخابات الرئاسية كمنافس لبوتفليقة في سنة 2004، ولم تتجاوز نسبة المصوتين له 4.6 بالمائة مقابل 85 بالمائة لبوتفليقة، مما جعله ينسحب من الساحة السياسية ويعلن اعتزاله إياها.
وعمل بن فليس في مناصب عدة في القضاء منذ سنة 1968 وحتى سنة 1974، ثم عمل محاميا خلال عقد الثمانينات حين تم انتخابه مرتين نقيبا للمحامين في مدينة باتنه شمال شرق الجزائر، قبل أن يتم تعيينه وزيرا للعدل في سنة 1988 واحتفظ بهذا المنصب في حكومة قاصدي مرباح، وحكومة مولود حمروش، وحكومة سيد أحمد غزالي.
وفي ديسمبر 1989 انتُخب عضوا في اللجنة المركزية وفي المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير، وهو حزب موالي لبوتفليقة، وترشح ضمن قائمة حزب الجبهة في انتخابات 1991 وهزم في وجه منافسه من جبهة الإنقاذ الإسلامية، وتقلد منصب رئيس الحكومة من 23 ديسمبر 1999 إلى 27 أغسطس 2000 في فترة حكم عبد العزيز بوتفليقة.
ويذكر أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لم يعلن إلى أن عن ما إذا كان ينوي خوض السباق الرئاسي، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي الجزائري الذي يشوبه الغموض حول الوضع الصحي للرئيس العائد قبل أيام من العاصمة الفرنسية باريس بعد خضوعه لفحوص طبية متعلقة بمخلفات الجلطة الدماغية التي تعرض لها في 27 نيسان/ابريل 2013 والتي حجبته عن العالم لمدة ثمانين يوما.