تتواصل الآن في تركيا حملة أمنية مكثفة لمطاردة منفذ هجوم ليلة رأس السنة على أحد الملاهي الليلة الشهيرة في مدينة إسطنبول التركية في ساعة مبكرة من صباح أول يوم في العام الجديد، وهو ما أسفر عن مقتل 39 شخصًا بالرصاص غالبيتهم من العرب.
فيما أعلن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في بيان اليوم الإثنين مسؤوليته عن الهجوم، حيث قال البيان: “استمرارًا في العمليات المباركة التي تخوضها دولة الإسلام ضد حامية الصليب تركيا، دك جندي من جنود الخلافة الأبطال أحد أشهر الملاهي الليلية التي يحتفل فيها النصارى بعيدهم الشركي”.
السلطات التركية اشتبهت منذ البداية في أن المسلح الذي نفذ الهجوم مرتبط بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وأنه ربما من جهاديي آسيا الوسطى، وهو ما أكدت عليه صحيفة “حرييت” التركية.
الصحيفة التركية لم تذكر مصدرًا لمعلوماتها، إلا أن بيان تبني داعش اليوم رجح فرضيتها، التي تقول إن المهاجم الذي لا يزال فارًا، ربما يكون على علاقة بالجهاديين من قرغيزستان أو أوزبكستان، وربما يكون المهاجم أيضًا مرتبطًا بالخلية التي نفذت الاعتداءات الانتحارية التي أوقعت 47 قتيلًا في مطار إسطنبول في يوليو من العام الماضي، حيث نسبت هذه الاعتداءات إلى تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
عمليات البحث متواصلة
تواصل تركيا عملية بحث مكثف للقبض على المشتبه به والذي فر بعد أن غير ملابسه على ما يبدو، حيث تضاربت الأنباء بشأن كيفية تنفيذ الهجوم بعدما خرجت وسائل الإعلام في البداية لتؤكد أن المنفذ تخفى في زي “بابا نويل”، وهو الأمر الذي نفاه رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم.
ونفى رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم صحة التقارير التي تفيد بأن الشخص الذي نفذ هجومًا على الملهى الليلي في إسطنبول ليلة رأس السنة كان يرتدي زي “بابا نويل” (سانتا كلوز) وتحدث عن وجود مهاجم واحد فقط.
وكانت وكالة دوجان للأنباء ذكرت في وقت سابق أن اثنين من الرجال يرتدون زي “بابا نويل” فتحا النار على ملهى رينا من أسلحة آلية، كما تحدث أحد الشهود أيضًا عن وجود مهاجمين اثنين.
وأضاف يلدريم: “لدينا علم بوجود إرهابي مسلح”، وتابع أن السلطات تعمل دون توقف للكشف عن هوية المهاجم وسط حملة مطاردة مكثفة له، وقال إن المهاجم ربما يكون قد ترك سلاحه في الملهى واختلط مع جموع الفارين لكي يتمكن من الهرب، مضيفًا أنه يتم النظر في جميع الاحتمالات.
تضاربت الأنباء بشأن كيفية تنفيذ الهجوم بعدما خرجت وسائل الإعلام في البداية
وفي وقت سابق، أكد وزير الداخلية سليمان صويلو على أن “مطاردة الإرهابي جارية حاليًا، وأطلقت الشرطة عمليات أمنية، ونأمل أن يتم القبض على منفذ الهجوم في وقت قريب”.
هل تم تحذير تركيا مسبقًا؟
كانت تركيا قد عززت إجراءاتها الأمنية استعدادًا لاحتفالات ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة، حيث شهدت سلسلة من الهجمات خلال العام الماضي، بما في ذلك تفجير انتحاري مزدوج بملعب لكرة القدم في إسطنبول قبل ثلاثة أسابيع أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصًا.
وقد وردت معلومات في الصحافة التركية تفيد بأن الأجهزة الأمنية تلقت تحذيرًا من أجهزة الاستخبارات الأمريكية عن هجوم إرهابي في أنقرة أو إسطنبول ليلة رأس السنة، لكن نفت السفارة الأمريكية في أنقرة ما تتداوله حسابات إلكترونية تركية عن معرفتها المسبقة بالهجوم على نادي “رينا” الليلي في إسطنبول ليلة رأس السنة، مؤكدة أن تلك التقارير غير صحيحة، وأن واشنطن تواصل العمل مع تركيا لمكافحة الإرهاب.
أكد وزير الداخلية سليمان صويلو على أن “مطاردة الإرهابي جارية حاليًا، وأطلقت الشرطة عمليات أمنية، ونأمل أن يتم القبض على منفذ الهجوم في وقت قريب”.
وقالت السفارة الأمريكية في أنقرة ببيانها إن التحذير السابق الذي أصدرته في 22 من ديسمبر الماضي عن مخاطر أمنية في تركيا وأرجاء من أوروبا كان “بيانًا عامًا يوّجه للأمريكيين كلما كان هناك خطر لاستهدافهم أو لتعرضهم للعنف”.
مذكرة بأن البيان اقتصر على التحذير من ارتياد الأماكن المزدحمة والتي يرتادها السياح والأجانب، بما في ذلك المطاعم والمراكز التجارية ودور العبادة.
وتابعت السفارة بالقول: “بعكس المعلومات المتناقلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الحكومة الأمريكية لم يكن لديها معلومات عن تهديدات لمرافق ترفيهية محددة، بما في ذلك ملهى رينا” في إشارة إلى اسم النادي الليلي الذي تعرض للهجوم الدموي في إسطنبول ليلة رأس السنة.
وردت معلومات في الصحافة التركية تفيد بأن الأجهزة الأمنية تلقت تحذيرًا من أجهزة الاستخبارات الأمريكية عن هجوم إرهابي في أنقرة أو إسطنبول ليلة رأس السنة، لكن السفارة الأمريكية نفت
كما نفت السفارة أن تكون قد حذرت الأمريكيين من ارتياد أماكن أو أحياء محددة، مشددة على أن العمل بين الأتراك والأمريكيين مستمر لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك تبادل المعلومات بشأن التهديدات الإرهابية المحتملة.
ويذكر أن بيان السفارة الأمريكية تبعه تحذير آخر للمواطنين الأمريكيين في تركيا بسبب استمرار العمليات الأمنية لمطاردة منفذ الهجوم، ونصحت السفارة رعاياها بالاحتماء والحد من حركتهم.