بعد حرب دامية دامت أكثر من مائة يوم في منطقة دماج بمحافظة صعده شمال اليمن بين جماعة الحوثي والسلفيين ، جاءت قرارات اللجنة الرئاسية الثانية – بعد فشل الأولى – التي نزلت إلى دماج لإيقاف الحرب والاقتتال والذي خلف قرابة 211 قتيل و650 جريحا وخسائر عديدة في المنشات من مساجد ومدارس ومستشفيات ..
مطلع الأسبوع الماضي جاء قرار من رئاسة الجمهورية بعد تفويض للرئيس هادي من قبل السلفيين بوضع حل لذلك ، وكان التفويض من السلفيين وارد حسب ما نقلته اللجنة الرئاسية المكلفة لوقف الاقتتال في دماج ، وجاء القرار بأنه يتم تهجير السلفيين من دماج ونقلهم إلى محافظة الحديدة غرب اليمن والمطلة على ساحل البحر الأحمر .
هذا وتم تهجير قرابة 10الف شخص من منطقة دماج التي يتمركز فيها دار الحديث منذ أكثر من 30 عام تم تأسيسه لتدريس علوم الحديث والفقه والعلم الشرعي .
وتباينت الأنباء حول من طلب الهجرة إلى الحديدة بأنه الشيخ الحجوري زعيم السلفيين في دماج ، وطلب من الرئيس هادي الانتقال إلى مدينة الحديدة وإنشاء مراكز تعليم للحديث والعلم الشرعي ، وهذا ما نفاه الناطق الرسمي للسلفيين سرور الوادعي وقال بأن قرار التهجير جاء من الرئيس هادي نفسه دون طلب السلفيين لذلك وجاء بعد التفويض الذي طلبه منهم ، مؤكدا أنهم تفاجوا بالقرار بعد ذلك .
وقال الوادعي بأنه تم الاتفاق على مطالب عديدة منها أن يبقى دار الحديث والطلبة ويتم واستمرار تلقي الدروس فيه ، و أن تبسط الدولة سيطرتها على محافظة صعده ومنطقة دماج ، “وعندما وافقنا طلبوا منا إما أن يغادر مشايخ وطلاب دار الحديث أو الحصار والموت ، واضطررنا أن نستجيب للحكومة وفوضنا الأمر لله وهاجرنا ” يقول الوادعي .
كما تحدث الوادعي- في لقاء صحفي بصنعاء بعد وصول المهرجين وهو واحد منهم – إلى العتاد العسكري الذي يمتلكه الحوثي من دبابات وقذائف وأسلحة ثقيلة ، وأشار إلى أن هناك مشاركة من قبل الوحدات العسكرية التابعة للحكومة وان القذاف التي كانت تقصف دماج من آليات عسكرية لا تمتلكها إلا دولة .
هكذا وتواصلت مأساة أبناء دماج بعد حرب طاحنة وحصار شديد وصل 10ألف مهجر من دماج إلى العاصمة صنعاء لتوجههم إلى محافظة الحديدة ، غير أن أهالي الحديدة رفضوا استقبالهم وظل أهالي دماج المهجرين في منطقة وسط العاصمة صنعاء تكتظ بهم وتم تكديسهم في مخيمات أشبه بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين .
هذا ولقي قرارا التهجير استياء واسع في أوساط عامة الشعب اليمني وناشطين ومثقفين واعتبروا ذلك يتنافى بأنه مع مبدأ التعايش وحق المواطنة.واعتبر ناشطون بأن ذلك يعد تهجير قسري يضرب الوحدة الوطنية في الصميم ، وينسف أسس العيش المشترك في العمق ويهدد بتهتك النسيج الاجتماعي ، على نحو ينذر بالويلات والكوارث.
يذكر أن دماج وادي يقع جنوب شرق مدينة صعده ، وطوله يقارب 25 كيلو متر وعرضه لا يتعدى 3 كيلو متر ، وتأتي شهرة هذا الوادي بوجود مركز دار الحديث الذي أسسه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي” احد مشايخ السلفية باليمن” وهو من أهالي هذه البلدة .