تشهد منطقة جنوب غرب ليبيا الممتدة من الجفرة شرقا إلى حدود الجزائرغربا وحدود تشاد والنيجر جنوبا صراعا على النفوذ بين قوات وزارة الدفاع بحكومة الوفاق الوطني، وقوات موالية لعملية الكرامة التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
ويظهرالصراع بين الفينة والأخرى من خلال اشتباكات متقطعة هنا وهناك، أو قصف جوي معظمه على قوات حكومة الوفاق من قبل طائرات عملية الكرامة.
كتائب حكومة الوفاق
ووفق مصادر محلية فإن الكتائب التابعة لحكومة الوفاق المشاركة في صراع الجنوب الغربي هي، القوة الثالثة المكلفة بتأمين الجنوب منذ يناير 2014 والتابعة لوزارة الدفاع بحكومة الوفاق، والكتيبة 12 مشاة، وكتائب ثوار الجفرة، التي تعد الكتيبة 19-9 أكبرها، ومعظمها شارك في عملية البنيان المرصوص في سرت، ودخل من المحور الجنوبي لسرت.
إضافة إلى كتيبة 154 من مصراتة، وسرايا الدفاع عن بنغازي، التي يقودها ضباط من رئاسة الأركان بطرابلس، وكتائب تابعة لقبائل الطوارق، وكتائب قبيلة أولاد سليمان في سبها.
مناطق سيطرتها
وتعد القوة الثالثة الأكبر بين الكتائب الموالية لوزارة الدفاع بحكومة الوفاق، وتبسط سيطرتها على قاعدة ومطار تمنهنت بوادي البوانيس 30 كيلو متر شمال سبها، والبوابات المؤدية إلى تمنهنت، التي أهمها بوابة “قويرة المال” إضافة إلى حقل الشرارة النفطي 70 غرب أوباري، 800 كيلو متر جنوب طرابلس، إضافة إلى تسييرها لدوريات بالقرب من الحدود الجزائرية بمشاركة حلفائها من كتائب الطوارق.
كتائب الجفرة و154 وسرايا الدفاع عن بنغازي جميعها تتمركز في منطقة الجفرة، وتعد قاعدة الجفرة الجوية أكبر تجمع لها.
كتائب عملية الكرامة
كتائب عملية الكرامة ليس لها بينها رابط واضح بل وليس بين قادتها اتصال أو قيادة مشتركة في جنوب ليبيا، ومعظم المجموعات المسلحة الموالية لعملية الكرامة في الجنوب لها صبغة قبلية.
ويشكل اللواء 12 مجحفل التابع لعملية الكرامة، ويقوده محمد بن نايل، الأكبر نسبيا بين تلك المجموعات والأكثر وضوحا وتأييدا لعملية الكرامة وقائدها.
ويتكون اللواء 12 من مقاتلي قبيلة المقارحة، ومعقلها منطقة الشاطئ شمال سبها، ولها امتداد كغيرها من قبائل المنطقة في مدينة سبها في حي عبدالكافي تحديدا، وتتحالف مع قبائل القذاذفة والتبو، والجميع يشترك في عدواة قبيلة أولاد سليمان، التي لها عدة كتائب في سبها وأبرزها اللواء السادس، وتؤيد حكومة الوفاق.
القوى الآخرى الموالية لعملية الكرامة في الجنوب الغربي هي كتائب قبائل التبو، التي تتخذ من مناطق مرزق وأم الأرانب قواعد إنطلاق لها. وتمتد في حي الطيوري في سبها وهي في صراع دائم مع قبيلة أولاد سليمان.
مجموعات التبو كبيرة جدا في العدد وتنتشر بكثرة، وتؤمن مع مجموعات من الزنتان حقل الفيل النفطي القريب من أوباري، ولها عداء مع مكون الطوارق، نتج عنه حرب طاحنة في مدينة أوباري، لم تنته إلا باتفاق رعته الدوحة في آواخر نوفمبر 2015؛ توقف بموجبه إطلاق النار ودخلت قوة آخرى محايدة وهي كتيبة من قبيلة الحساونة لمراقبة تنفيذ الاتفاق.
مناطق سيطرتها
تسيطر كتائب عملية الكرامة – اللواء 12 تحديدا- على منطقة الشاطئ وأهم موقع حيوي فيها قاعدة براك الشاطئ الجوية.
بينما تسيطر مكون قبيلة كتائب التبو على المثلث الجنوبي القريب من تشاد، حيث الامتداد التاريخي للتبو (القطرون- مرزق- أم الأرانب) وواحة زلة بالجفرة.
كما يسيطر التبو على حقل الفيل، الذي تنتشر فيه كتائب من التبو، وجزء من الزنتان الموالين لعملية الكرامة، إضافة إلى تقاسم النفوذ في مدينتي أوباري وسبها إلى جانب القبائل الأخرى.
أصل الصراع في الجنوب الغربي
معظم الصراعات في الجنوب قبلية ولها امتداد تاريخي قبل أن تكون صراعات سياسية. تطور الصراع وزادت حدته عقب ثورة 17 فبراير حيث انقسمت القبائل بين مؤيد ومعارض لثورة فبراير.
أهم التحالفات القبلية المؤثرة في المشهد العسكري
1- تحالف قبائل (المقارحة- القذاذفة – التبو): تحالف يؤيد عملية الكرامة ويدين بالولاء لنظام القذافي، لإرتباط القذافي بقبيلته ولقرب المقارحة من دوائر صنع القرار عن طريق رجالات القبيلة الذين ساندوا القذافي، أبرزهم رفيق دربه عبدالسلام جلود وأبو زيد دورده وعبدالله السنوسي ومحمد بن نايل وسعيد راشد، وغيرهم.
أما قبيلة التبو فيعزوا مراقبون تأييدهم إلى وعود بالتجنيس، لأن القبيلة لها امتداد في تشاد ومعظم المقيمين على الأراضي الليبية لا يحملون الجنسية الليبية، ويقول أحد أعضاء تأسيسية الدستور، أن ممثل التبو في التأسيسية طالب بمنح الجنسية الليبية لأكثر من مليون.
2- تحالف قبائل (أولاد سليمان – الأشراف – الطوارق): تحالف يدين بالولاء لعملية فجر ليبيا، ولحكومة الوفاق فيما بعد، أهم عنصر فيه قبيلة أولاد سليمان ومعقلها حي المنشية بمدينة سبها، رغم أن لها امتداد في ساحل ليبيا وتحديدا منطقة هراوة شرق سرت. قبيلة أولاد سليمان تشوب علاقاتها التوتر مع عدد من قبائل الجنوب، فنجد أنها متوتر مع قبيلة المقارحة لتأييد الأخيرة لعملية الكرامة، ونظام القذافي، وأيضا لها خلاف مع التبو والقذاذفة لنفس الأسباب.
الأشرف قبيلة صغيرة نسبيا مقارنة بالقبائل المذكورة، إلا أن عدد من أبنائها انخرط في فبراير. أما لطوارق ومعقلهم المنطقة الممتدة من أوباري إلى غات فهم على خلاف قبلي قديم مع قبيلة التبو، انهته اتفاقية تيندي منذ مائة عام. إلا أن الخلاف عاد بعد ثورة فبراير، وانتهى باتفاق نوفمبر 2015 في العاصمة القطرية الدوحة. الطوارق منهم ما يقارب عن أربعة الآف جندي في كتائب القذافي وأبرزها فيما يعرف بـاللواء الأسمر الذي يقوده رفيق درب القذافي علي كنه التارقي. إلا أنهم اختاروا الحلف الموالي للثورة لأن خصمهم التاريخي(التبو) اختار الحلف المضاد.
المصدر: ليبيا الخبر