تلغراف: بشار يدعم معارضيه المتشددين ليظهر “معتدلا” أمام الغرب

bashar-al-assad-3

“لقد دعم نظام بشار الأسد القاعدة ماديا وتعاون معها” هذا ما كشفه تقرير نشرته صحيفة “التلغراف” البريطانية على موقعها الإلكتروني.

وفقا للتقرير، ونقلا عن ادعاءات ومزاعم من وكالات الاستخبارات الغربية وثوار ومقاتلين منشقين عن القاعدة، أن نظام بشار الأسد مول وتعاون مع تنظيم القاعدة في لعبة مزدوجة معقدة.  حيث أن فصيلي جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، مُوَلا عن طريق بيع النفط والغاز من الآبار الخاضعة لسيطرتهما، وذلك من خلال نظام الأسد، كما قالت مصادر الاستخبارات للصحيفة.

هذه المعلومات جاءت من مصادر الاستخبارات الغربية، كما أورد تقرير “التلغراف”، وقد تحدثت هذه المصادر شريطة عدم الكشف عن هويتها.

“تعهُّد الأسد بضرب الإرهاب بيد من حديد ليس سوى نفاق سافر”، كما قال مصدر في الاستخبارات، وأضاف: “وفي الوقت الذي يبيع فيه الأسد قصته البطولية حول مكافحة الإرهاب، يعقد نظامه صفقات مع القاعدة والمتشددين لخدمة مصالحه الخاصة وضمان بقائه”.

وأشارت المعلومات الاستخبارية التي جمعتها أجهزة المخابرات الغربية إلى أن نظام الأسد بدأ يتعاون بنشاط مع هذه المجموعات مرة أخرى في ربيع عام 2013، وهذا عندما استولت جبهة النصرة على حقول النفط المربحة في المنطقة الشرقية من دير الزور، ومولت عملياتها في سوريا من خلال بيع النفط الخام التي تدرَ الملايين من الدولارات.

وأضاف المصدر أن “النظام يدفع (أموالا) لجبهة النصرة لحماية خطوط أنابيب النفط والغاز الخاضعة تحت سيطرتها في شمال وشرق البلاد، ويسمح أيضا بنقل النفط إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام”. وأضاف: “بدأنا أيضا الآن نرى إثباتات على منشآت النفط والغاز الواقعة تحت سيطرة داعش”.

ويرى المصدر أن النظام ومنتسبي القاعدة لا يزالون في عداء لبعضها البعض، وأن العلاقة بينهما يغلب عليها الطابع الانتهازي، لكنه أضاف أن الصفقات كشفت أن نظام الأسد كان المسؤول عن صعود تنظيم القاعدة في سوريا.

ويقول الثوار والمنشقون إن نظام الأسد أطلق أيضا سراح السجناء المتشددين عن عمد لتعزيز صفوف الجهاديين على حساب القوات الثورية المعتدلة، وكان الهدف من هذا هو إقناع الغرب بأن الانتفاضة السورية يرعاها إسلاميون متشددون، بما في ذلك تنظيم القاعدة، كطريقة لوقف الدعم الغربي للثورة.

كما ذكر تقرير التلغراف إنه بعد هجمات 11 سبتمبر، تعاون الأسد مع برنامج الترحيل السري الأمريكي لمتشددين مشتبه بهم، وبعد غزو العراق، ساعد الأسد تنظيم القاعدة في بداية تأسيسه في غرب العراق، عن طريق تسهيل دخول “المجاهدين” إلى العراق، لكن عندما تحولت مجموعة منهم لاستخدام العنف ضد الشيعة العراقيين، الذين تدعمهم إيران، الحليفة الأبرز لنظام الأسد، ألقت سوريا القبض عليهم وبدأت في حربهم مرة أخرى.

وعندما اشتعلت الانتفاضة ضد حكمه، تحول الأسد مرة أخرى، وأفرج عن سجناء من تنظيم القاعدة. ونقل التقرير عن ناشط سوري أطلق سراحه من سجن صيدنايا قرب دمشق، قوله إن ذلك حدث كجزء من العفو.

ونتيجة لدعايا الأسد وتسويقه لنفسه كحامي “الاعتدال” في مقابل تشدد القاعدة، بدأت بعض وكالات المخابرات الغربية في إرسال وفود لمقابلة نظام الأسد في إطار مساعٍ مشتركة لمحاربة القاعدة.