ترجمة وتحرير نون بوست
نفى فتح الله كولن وجود أي شراكة بين حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وجماعته في السابق، وذلك رداً على أسئلة صحفية لصحيفة وول ستريت جورنال التي وردت على شكل مراسلات مكتوبة حيث قال: “لم نشكل أبدا أي تحالف أي شراكة مع أي حزب سياسي”، وهو الأمر الذي علق عليه سينان أولغان، رئيس مركز الدراسات الديمقراطية في اسطنبول بالقول بأن”تصريحات كولن تؤكد بأن الصراع بينه وبين أردوغان وصل إلى نقطة اللا عودة”.
وقال كولن: “الشعب التركي مستاء من الانقلاب على العملية الديمقراطية في السنتين الأخيرتين”، مضيفاً: “يقومون بالتطهير بناء على الآيديولوجيا والانتماء والرؤية، وهذه كانت سياسة الأنظمة السابقة التي وعد حزب العدالة والتنمية بإنهائها”، مؤكداً أن الجماعة لم تغير من موقفها تجاه أردوغان وأن أردوغان هو من غير من سياسته وبات “يستهدف الجماعة”.
وبالرغم من إبدائه لاستيائه من استهداف حملة الإصلاح -التي أطلقها أردوغان مؤخراً داخل جهازي الشرطة والقضاء- لأتباعه وأعضاء جماعته، ورغم إنكاره لما يقال بأنهم شاركوا في ترتيب ملفات “عملية 17 ديسمبر” سراً، فإنه قال: “لن نكون أبداً جزءاً من أي تحالف ضد من يحكمون بلادنا”.
نافياً ما تم تداوله من أن الجماعة ستوجه أنصارها إلى الامتناع عن التصويت لصالح حزب العدالة والتنمية وإلى التصويت لصالح حزب الشعب الجمهوري العلماني “الأتاتوركي”، قال كولن: “عندما تتاح الفرصة سيذهب أنصار الجماعة للانتخاب مثل أي مواطن تركي حسب قناعاتهم الشخصية”، مضيفا: “من الممكن أن يتوجهوا جميعهم نحو التصويت لصالح خيار واحد بسبب القناعة المشتركة بينهم”.
وكان رجب طيب أردوغان قد صرح قبل أيام في اجتماع للكتلة البرلمانية لحزبه قائلاً: “هذه المؤامرة تفوق كل المحاولات الانقلابية السابقة”، مشبها من يقفون خلف هذه “المؤامرة” -أي أتباع الجماعة المتغلغلين داخل جهازي الأمن والقضاء- بـ ”الفيروس المصمم على السيطرة على السلطة”، خاتماً كلامه بالقول: “ولكن أجسامنا سليمة، وسوف ننتصر”.
ويذكر أن فتح الله كولن خرج من تركيا في سنة 1999 بعد أن سرب تسجيل فيديو له وهو يحدث بعض المقربين منه من قيادات الجماعة ويقول لهم: “يجب أن تتغلغلوا داخل شرايين النظام، دون أن ينتبه إليكم أحد، حتى تتمكنوا من السيطرة على كل مراكز القوة”، وهو ما تسبب في محاكمته آن ذاك ودفعه للجوء إلى مكان إقامته الحالي في الولايات المتحدة الأمريكية، مع العلم بأن كولن قال آن ذاك بأن تصريحاته فهمت بشكل خاطئ.
ويرد فتح الله كولن على التهم الموجهة لأتباعه النافذين داخل جهازي الشرطة والقضاء قائلاً: “إنه مثير للسخرية أن من كانوا يوصفون بالأبطال خلال الصيف تتم إقالتهم من مناصبهم الآن”، ويشير كولن بهذا إلى أحداث ميدان تقسيم التي وصف رجب طيب أردوغان رجال الشرطة الذين تعاملوا معها بالأبطال، مع العلم بأن وسائل الإعلام التابعة للجماعة سوقت في البداية لتلك الاحتجاجات، كما أنكر فتح الله كولن في البداية طريقة تدخل الشرطة وطريقة تعامل أردوغان مع المحتجين الذين احتلوا ميدان تقسيم الأكثر حيوية في اسطنبول وحاولوا اقتحام مقر رئاسة الوزراء، قبل أن يعود كولن بعد أن تمت السيطرة على الأزمة ويبدي دعمه لحكومة أردوغان.
وأشار فتح الله كولن كذلك إلى خسائر الجماعة من جراء حملة الإصلاحات التي أطلقها أردوغان تحت عنوان “التخلص من الدولة الموازية”، حيث قال كولن أن الجماعة ومصالحها تكبدت خسائرا اقتصادية فادحة وخاصة بنك آسيا التابع لها، وذلك بالإضافة إلى ما ذكر عن إقالة ما لا يقل عن 1000 موظف رفيع المستوى في وزارة الداخلية من مناصبهم خلال الشهر الماضي.