مع افتتاح سهرة جوائز الجولدن جلوبز Golden Globes أمس بمحاكاة ظريفة للفيلم الغنائيّ La la land كان واضحا أنّ الليلة ليلته، وذلك في بروفة أولى قبل حفل جوائز الأكاديميّة في السادس والعشرين من الشهر القادم.
قدّم السهرة الرابعة والسبعين لحفل الجولدن جلوبز الذي تقيمه رابطة هوليود للصحافة الأجنبية كلّ عام، الممثل الكوميديّ جيمي فالون Jimmy Fallon، وقد شهد الحفل بعض اللحظات المثيرة، يبقى أهمّها خطاب النجمة مريل ستريب Meryl Streep الذي هاجمت فيه دونالد ترامب واتّهمته بمعاداة الأجانب والمقعدين والصحفيين وبكون دوره الكوميديّ كان الأسوأ ولكن الأكثر نجاعة.
وكانت مريل ستريب قد فازت بجائزة سسيل دوميل Cecil B. DeMille Award عن مجمل أعمالها الفنيّة، وهي الحائزة بالفعل على ثمان جوائز جولدن جلوبز ونحو عشرين ترشيحا ما يجعلها في صدارة قائمة المتوجين في تاريخ المسابقة.
“من فيلم فيلم “أرض الأنغام”
ولكنّ نجم السهرة كان فيلم “أرض الأنغام” (لو جازت الترجمة) La la land. فقد حصد سبع جوائز قيّمة على رأسها جائزة أفضل فيلم موسيقي أو كوميديّ، وأفضل مخرج لنجم هوليود الصاعد داميان شازال Damien Chazelle وأفضل آداء لممثلة في فيلم كوميديّ أو موسيقيّ للجميلة إيما ستون Emma Stone وأفضل آداء لممثل في فيلم كوميدي أو موسيقيّ للوسيم ريان غوسلنغ Ryan Gosling كما افتكّ جائزة أفضل سيناريو من أفلام معتبرة أخرى مثل ضوء القمر Moonlight وحيوانات ليلية Nocturnal Animals، فضلا عن جائزتين أخريين كان طبيعيا أن يظفر بهما بحكم كونه فيلما غنائيا، هما جائزة أفضل أغنية أصلية لفيلم (أغنية مدينة النجوم City of stars) وأفضل موسيقى تصويرية عن مجمل موسيقى الفيلم التي أشرف عليها جوستن هارويتس Justin Hurwitz.
“بطل فيلم فيلم أرض الأنغام”
ويبدو أنّ أرض الأنغام سيعيد لهوليود نكهة الأفلام الغنائية بعد طول غياب، ورغم تألق بعض الأفلام الغنائية في السنوات الأخيرة إلا أنّه لم يحدث أن ظفر أحدها بكل هذا التنويه والإشادة ربّما منذ فيلم شيكاجو Chicago سنة 2002. ويصوّر الفيلم قصة حبّ بين عازف جاز وممثلة مغمورة ما يجعل الفيلم يبدو نمطيّا، لكنّني لن أحكم قبل أشاهد.
وبعيدا عن الجوائز التي رشّح لها الفيلم، وجدت بقيّةُ الأفلام أكل عيشها. فحاز فيلم ضوء القمر Moonlight على جائزة أفضل فيلم دراميّ وفاز الممثل كاسي أفلك Cassey Affleck كما توقّعتُ له، بجائزة أفضل آداء لممثل في فيلم دراميّ عن دوره المتميّز في فيلم مانشستر البحريّة (أو عند البحر أو ماشئتم) Manchester by the Sea. أما في الأدوار الثانوية، فكان الفوز من نصيب هارون تايلور جونسون Aaron Taylor-Johnson عن دوره المستفزّ في فيلم حيوانات ليلية Nocturnal Animals.
أما في الجانب النسائيّ، ففازت فيولا دايفز Viola Davis بجائزة الدور الثانويّ عن فيلم أسوار Fences الذي يعود إلى معاناة السود الأمريكيّين في خمسينات القرن الماضي لضمان حياة كريمة. أمّا المفاجأة فجاءت من فرنسا، حيث حصلت الممثّلة الباريسيّة المتألقة إيزابيل هوبّاغ Isabelle Huppert على جائزة أفضل آداء لممثلة في فيلم دراميّ، وذلك من خلال دورها في الفيلم المثير للجدل “هي” Elle. وقد حصل الفيلم نفسُه على جائزة أفضل فيلم أجنبيّ متفوّقا بذلك على أفلام مهمّة من قبيل طوني إغدمان Toni Erdmann والبائع (فروشنده) ونيرودا Neruda.
وفي مسابقة أفلام الصور المتحركة، كان التتويج من نصيب زوتوبيا أمام كوبو Kubo وموانا Moana كما كان متوقّعا.
وتشعل بذلك سهرة الجولدن جلوبز أجواء المنافسة على الأوسكارات في الصحافة والشبكات الاجتماعية، مع تواتر سؤال : هل يفعلها La La Land يوم 26 شباط القادم؟