يواجه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب معلومات محرجة عن حياته الشخصية والمالية بعدما أبلغ مسؤولو الاستخبارات الأمريكية ترامب تلك المعلومات حسبما أوردت شبكة cnn الإخبارية الأمريكية في وثائق مؤلفة من 35 صفحة عبارة عن معلومات جمعها ودونها عميل سابق من جهاز الاستخبارات البريطانية ذو مصداقية عند الاستخبارات الأمريكية بين حزيران/ يونيو وكانون الأول/ ديسمبر 2016 لصالح معارضين سياسيين لترامب.
مسؤولو الاستخبارات الأمريكية قدموا ملخصًا للرئيس أوباما وترامب وعدد من المسؤولين في الكونغرس من صفحتين للملف وعرضوا تقريرهم الذي رفعت عنه السرية جزئيًا، وبعدها علق ترامب مباشرة في تغريدة له على حسابه الرسمي في تويتر قائلاً: “معلومات كاذبة، بحملة سياسية مغرضة” وصرحت مستشارة ترامب كيليان كونواي أن الوثائق مجرد مصدر لم تُكشف هويته”، ومن المقرر أن يعقد ترامب مؤتمرًا صحفيًا عن هذا الموضوع في مدينة نيويورك يعد الأول منذ انتخابه.
إذا تأكدت هذه الادعاءات بحصول تنسيق بين حملة ترامب وعملاء روس فإن ذلك يثير صدمة وسيكون كارثيًا
بينما امتنع الرئيس المنتهية ولايته أوباما عن التعليق على تلك المعلومات وقال لشبكة “إن بي سي” أنه لا يعلق على معلومات سرية، لكنه أعرب عن الأمل في أن يواصل الكونغرس وإدارة ترامب العمل من أجل كشف المسؤولين عن فضيحة القرصنة المعلوماتية في الولايات المتحدة.
أما الكرملين فقد نفى اليوم الأربعاء 11 يناير/ كانون الثاني حيازة معلومات محرجة عن الرئيس دونالد ترامب، وندد بالادعاءات “الكاذبة” لمسؤولي الاستخبارات الأمريكية التي تهدف إلى ضرب العلاقات مع واشنطن.
معلومات محرجة عن ترامب
يظهر في المعلومات المنشورة من قبل وسائل الإعلام الأمريكية تسجيل فيديو له مضمون جنسي غير قانوني، صوره عناصر من الاستخبارات الروسية سرًا خلال زيارة قام بها ترامب إلى موسكو في العام 2013 بهدف استخدامه لاحقًا بغرض ابتزازه، بالإضافة لمعلومات عن تبادل مفترض لمعلومات استخباراتية طيلة سنوات عدة بين ترامب ومقربيه والكرملين.
ويثير الكشف عن المعلومات رغم كل جوانب الغموض التي تضمنتها عملية التسريب، قلقًا كبيرًا في البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي، حيث صرح السيناتور الديمقراطي كريس كونر على شبكة “سي إن إن” أنه إذا تأكدت هذه الادعاءات بحصول تنسيق بين حملة ترامب وعملاء روس فإن ذلك يثير صدمة فعلاً وسيكون كارثيًا.
ومن المعلومات الأخرى الواردة في الوثائق، صافي ثروة ترامب، وأنه لا يملك حجم الثروة التي يصرح بها فعلاً وهناك مشكلة في عدم الإفراج عن عائدات الضرائب الخاصة به مثل كل مرشح رئاسي في تاريخ الولايات المتحدة، وفي حال كان لدى الروس الإقرارات الضريبية الخاصة بترامب فإن إطلاقها قد يسبب الإفصاح عن حجم ثروته الحقيقية وبالتالي إحراجًا كبيرًا لترامب.
وهناك أعمال كثيرة تعود لعائلة ترامب في روسيا علمًا أنه لا توجد أرقام حقيقية عن حجم الأصول التي يملكها ترامب هناك والأرباح التي يحصل عليها من استثماراته، ففي العام 2008 ذكر دونالد ترامب أن الروس يشكلون شريحة غير متكافئة مع الكثير من الأصول التي تملكها عائلة ترامب في روسيا، وهذا يشير أن مجموعة من الروس مقربين من الكرملين يملكون بشكل أو بآخر مجموعة كبيرة من الأسهم في مختلف الشركات التابعة لترامب في روسيا، وهذا قد يشكل وسيلة ضغط ملموسة للكرملين على ترامب حال دخوله للبيت الأبيض.
تسريبات خطيرة
جملة ما تم تسريبه على ترامب يعد خطيرًا من حيث أنه قد يشوه السياسة الأمريكية ومفهوم الرئاسة نفسها حتى قبل أن ينتقل ترامب إلى البيت الأبيض، بل قد تكون هذه الوثائق ضربة للديمقراطية الأمريكية كونها أوصلت إلى الحكم شخصًا بكل هذه الصفات والحديث عن أن مؤسسة الاستخبارات الروسية لها يد طولى في هذا، بغرض ابتزاز شخص الرئيس الأمريكي وضرب النظام.
ومن غير المستبعد أن يكون هناك صراعًا مكتومًا بين مؤسسة الاستخبارات الأمريكية وترامب الذي تجاهل استلام الملخص اليومي للاستخبارات، وأرادت بهذا وقبل دخوله إلى البيت الأبيض أن تثبت له أنه لا مجال لتجاوز مؤسسة الاستخبارات CIA وأنها قادرة على زعزعة الثقة به وبرئاسته من خلال تسريب هكذا وثائق، وإحراجه مع روسيا الذي يملك علاقات جيدة معها والتي تقف هي على النقيض من هذا، فهناك جناح كبير في الكونغرس الأمريكي ومؤسسة الاستخبارات يعارض هذه العلاقات ويرى في بوتين وروسيا أنها خطر كبير يحدق بالولايات المتحدة.
هناك صراع ضمني بين مؤسسة الاستخبارات الأمريكية وترامب الذي تجاهل استلام الملخص اليومي للاستخبارات
كما ستحاول مؤسسات الدولة الأمريكية الوقوف ضد ترامب في أي حركة لإلغاء العقوبات المفروضة ضد روسيا وآخرها طرد 35 دبلوماسيًا روسيًا وإغلاق مجمعين لأغراض استخباراتية في ولايتي ماريلاند ونيويورك.
ومن جانب آخر فإن خروج الوثائق من طرف الاستخبارات الأمريكية بعد نجاح ترامب في الانتخابات يطرح تساؤلاً لماذا لم تخرج في أثناء الانتخابات الرئاسية كما خرجت وثائق قضية البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون والتي أثرت على حملتها بشكل كبير؟ إذ تؤكد تحليلات أنه فيما لو خرجت هذه الوثائق في أثناء حملة الانتخابات الرئاسية كانت ستكون ضربة قاضية لترامب وحلم الوصول للبيت الأبيض.