ترجمة وتحرير نون بوست
هذا المقال كتابة مشتركة بين برادلي هوب ومايكل روثفيلد وآلان كوليزون
قال أشخاص مطلعين إن ضابطا سابقا في المخابرات البريطانية، يعمل حاليا مديرا لشركة أمن وتحقيقات خاصة، هو الذي كتب الملف الذي يحتوي على ادعاءات غير مُثبتة حول أنشطة الرئيس المنتخب دونالد ترامب وعلاقاته مع روسيا.
وفي هذا السياق، قال العديد من الناس إن “مدير شركة أوربس لذكاء الأعمال التي تقع في لندن، كريستوفر ستيل، هو الذي أعد الملف. كما أن هذه الوثيقة، التي قال عنها أحد المطلعين إنها أُعِدّت بموجب عقد مع خصوم ترامب الجمهوريين والديمقراطيين، تحتوي على ادعاءات بتواطؤ الكرملين مع حملة دونالد ترامب الانتخابية. وتدعي هذه الوثيقة أيضا أن للمسؤولين الروس عدة أدلة بإمكانهم استخدامها لابتزاز ترامب. ومن جهته، رفض ترامب محتوى هذا الملف قائلا إن الادعاءات كاذبة، حيث نفت روسيا أيضا هذه المزاعم.
عندما تنتج وكالات الاستخبارات الحكومية تقارير سياسية سرية، فإنه عادة ما تشمل هذه التقارير قائمة من المصادر والدوافع المحتملة وراء المعلومات والأساليب المستخدمة للتعامل معها
وتجدر الإشارة إلى أن ستيل، البالغ من العمر 52 سنة، هو أحد مديري الشركة، إلى جانب كريستوفر بورووز البالغ من العمر 58 سنة، حيث صرّح هذا الأخير أنه “لا ينفي ولا يؤكد” أن أوربس هي من أنتجت التقرير.
وفي الأسابيع الماضية، رفض ستيل طلبات عديدة لإجراء مقابلة معه من خلال وسيط أعلمه الموضوع “مهم جدا“.
ووفقا لصفحة تحمل اسم بورووز على موقع “لينكدن”، فإنه كان يشغل منصب مستشار في وزارة الخارجية، إلى جانب وظائف خارجية في بروكسل ونيودلهي، وقد فرضت وزارة الخارجية التعليق على هذا الأمر. أما صفحة ستيل على موقع “لينكدن”، فهي لا تحتوي على تفاصيل عن حياته المهنية. وتجدر الإشارة إلى أن ضباط المخابرات عادة ما يستخدمون مناصب دبلوماسية كغطاء لأنشطة التجسس التي يقومون بها.
ووفقا لموقع الشركة، فإن شركة أوربس فقد أنشئت سنة 2009 من قبل خبراء استخبارات بريطانية سابقين. وفي الواقع، تشير سجلات الشركات للمملكة المتحدة إلى أن أوربس كانت على ملك شركة أخرى لستيل وبورووز. وتقع الشركة في مبنى يطل على حدائق جروسفينور في حي بلجرافيا في لندن.
وفي الحقيقة، تعتمد الشركة على “شبكة عالمية” من الخبراء وكبار رجال الأعمال، وذلك لتقديم المشورة الاستراتيجية للزبائن، ولتنظيم “عمليات جمع المعلومات الاستخبارية” وإجراء تحقيقات معقدة، وعابرة للحدود في بعض الأحيان”، وذلك وفقا لموقع الشركة.
من جهة أخرى، يحتوي الملف على سلسلة من المذكرات غير الموقعة التي يبدو أنها كتبت بين شهري تموز/يونيو وكانون الأول/ديسمبر سنة 2016. وإلى جانب نشر هذه الوثيقة، اعتمد ستيل خطة لإيصال المعلومات للمسؤولين عن إنفاذ القانون في الولايات المتحدة وأوروبا، بما في ذلك مكتب التحقيقات الفيدرالي، وذلك وفقا لشخص مطلع على المسألة.
وفي هذا السياق، قال بورووز إنه “ليس لدينا أي سبب سياسي لفعل ذلك… إن هدفنا يتمثل في الاستجابة للطلبات المحددة من زبائننا”. وأكد بورووز أنه عندما يطلب الزبائن شيئا ما من شركة مثل أوربس، فإنهم يحاولون معرفة ما يجرى، ثم يفحصون الأدلة.
إن مدير شركة أوربس لذكاء الأعمال التي تقع في لندن، كريستوفر ستيل، هو الذي أعد الملف
والجدير بالذكر أنه لا توجد أي دفعات لفائدة شركة أوربس من قبل أي حملة رئاسية أو لجنة العمل السياسية. لكن هناك لجان عمل سياسية قالت إنها تعاملت مع شركات ذات مسؤولية محدودة قد يكون من الصعب معرفة أصحابها.
وقد تم نشر الملف على الإنترنت وتعميمه على نطاق واسع يوم الثلاثاء. بالتالي، ولّد الملف “عاصفة” قبل أقل من 10 أيام من تنصيب دونالد ترامب. في المقابل، قام مسؤولون أمريكيون بدراسة المزاعم إلا أنهم لم يؤكدوا أيا منها، شأنهم شأن وول ستريت جورنال.
ومن جهته، قال دونالد ترامب في مؤتمر صحفي الأربعاء إنها “أخبار زائفة، كل هذا زائف، لم يحدث أي من هذا”. وفي الحقيقة، فإن الملف يحتوي على مزاعم يصعب إثباتها. ولم يتمكن مكتب التحقيقات الفيديرالي من إيجاد دلائل لأي منها، خاصة تلك المتعلقة بسفر محامي ترامب إلى جمهورية التشيك للقاء مسؤولين في الكرملين، الأمر الذي نفاه أيضا المحامي.
وقال جون سيفر، الذي تقاعد سنة 2014 بعد 28 سنة في الخدمة السرية لوكالة الاستخبارات المركزية في تخصص روسيا ومكافحة التجسس، إن “لكاتب الملف سمعة جيدة في عالم الاستخبارات وقد عمل في روسيا لسنوات”. كما يعمل سيفر حاليا في منصب مدير خدمات الزبائن في شركة كروسليد، وهي شركة تكنولوجيا مقرها في واشنطن وكان قد أنشأها متقاعد من الجيش الأمريكي، ستانلي مككريستال.
إن الشركات مثل أوربس لها حضور متزايد في مجال ذكاء الأعمال، حيث تلجأ لهم كبرى الشركات لإجراء بحوث عن الشركاء التجاريين المحتملين، لكن مراقبة الجودة قد تكون غير فعالة إذا ما تعلق الأمر بالسياسة.
تعتمد الشركة على “شبكة عالمية” من الخبراء وكبار رجال الأعمال، وذلك لتقديم المشورة الاستراتيجية للزبائن، ولتنظيم “عمليات جمع المعلومات الاستخبارية” وإجراء تحقيقات معقدة، وعابرة للحدود في بعض الأحيان”، وذلك وفقا لموقع الشركة
عندما تنتج وكالات الاستخبارات الحكومية تقارير سياسية سرية، فإنه عادة ما تشمل هذه التقارير قائمة من المصادر والدوافع المحتملة وراء المعلومات والأساليب المستخدمة للتعامل معها. والجدير بالذكر أنه من شأن هذه المعلومات التي يقدمونها أن تحدد ما إذا كان التقرير جديرا بالثقة أم لا.
وفي سياق آخر، قال أندرو ووردزورث، المؤسس المشارك لشركة التحقيقات رايداس، والتي غالبا ما تعمل على قضايا روسية، إن المذكرات التي تم تضمينها في الملف “ليست مقنعة على الإطلاق. فهي معلومات جيدة جدا، فإن أعلن مدير وكالة المخابرات المركزية إنه حصل على مثل هذه المذكرات، فلن يصدقه أحد”. كما أكد ووردزورث إنه من غير المعقول أن يكشف مسؤولو الاستخبارات الروسية عن أسرار الدولة لضابط سابق في الاستخبارات الانجليزية، “فالروس يؤمنون أنه إن كنت ضابطا في الاستخبارات مرة واحدة، فإنك ستكون كذلك للأبد”، على حد قول ووردزورث.
المصدر: وول ستريت جورنال