- لماذا تجتاج التظاهرات المدينة الأكثر زيارة في العالم؟
منذ ١٣ يناير من العام الجاري، يقطع المحتجون المناهضون للحكومة التايلندية عدة شوارع رئيسية في العاصمة بانكوك -المدينة الأكثر زيارة في العالم لعام ٢٠١٣- في محاولة لإغلاق المدينة مترامية الأطراف.
المتظاهرون يريدون إجبار رئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا على التنحي، من جانبها رفضت أول سيدة تتولى منصب رئيس الوزراء في تايلند التنحي وفضلت الإعلان عن انتخابات مبكرة في الثاني من فبراير المقبل، لكن بالنسبة لهؤلاء المتظاهرين، يبدو أن صناديق الاقتراع فقدت بريقها.
- لماذا يحتجون؟
يتهم المحتجون ينجلوك بأنها مجرد دمية في يد شقيقها الأكبر رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا. جاء تاكسين إلى السلطة في ٢٠٠١ وفاز بدعم الفقراء في المناطق الريفية خاصة بسبب سياساته الشعبوية مثل خطط التمويل والقروض متناهية الصغر، الوقود المدعوم والرعاية الصحية الشاملة. لكن بالرغم من ذلك فقد أُطيح بالرجل في انقلاب عسكري عام ٢٠٠٦ واتُهم بالفساد في اتهامات وصفها بأنها سياسية.
المظاهرات الحالية بدأت أوائل نوفمبر مع مشروع قانون للعفو كان سيسمح لتاكسين بالعودة والإفراج عن المليارات من الأصول التي يملكها بصفته أحد أقطاب الاقتصاد التايلندي.
- ماذا يريد المتظاهرون؟
يحظى تاكسين بشعبية جارفة في شمالي تايلند، ويلقب أنصاره بأصحاب القمصان الحمر، كما فازت الأحزاب التي يدعمها بالخمس انتخابات السابقة. لذلك يخشى المحتجون أن عودته لم تعد سوى مسألة وقت، ولذلك فقد استغلوا هذه الفرصة لتخليص تايلاند بشكل دائم من نفوذه متهمينه بشراء أصوات الناخبين!
المعارضة الآن تريد إيقاف العملية الديمقراطية تماما وقد استطاعوا حل البرلمان (يُسمى مجلس الشعب) المنتخب بالفعل ويريدون سن تشريعات غامضة “لتطهير تايلاند” من نفوذ تاكسين!
- إذا فهم يحتجون مطالبين بديمقراطية أقل؟؟
هذا يعتمد على الشخص الذي تحدّثه، يدعي زعيم الاحتجاج سوثيب تاوجسوبان أن المبادئ الديمقراطية قد تهدمت بواسطة ثروة تاكسين ويجب أن تعود تايلاند إلى نقطة الصفر وأن “نعيد ضبط إعدادات الديمقراطية” من جديد.
الموالون للحكومة يقولون إن الطبقات العليا في المناطق الحضرية في البلاد هم الأكثر تضررا لأنهم مستاؤون للغاية من انتقال النفوذ من المدينة للريف، تصريحات المحتجين أحيانا تعزز ذلك القول نفسه، فقد صرح بعضهم أن سكان الريف ليسوا متعلمين بالقدر الكافي أو أنهم لا يدفعون ضرائب كافية.
- إذا هذا هو صراع الطبقات؟ الأغنياء مقابل الفقراء؟
بالتأكيد يلعب الصراع الطبقي دورا، السكان في شمال شرق البلاد المعتمدين على زراعة الأرز بدأوا بالفعل في جني مكاسب، وهم نفسهم من يتودد إليهم تاكسين، ويمثلون قرابة ثلث السكان، لكن الطبقة المتوسطة والمتوسطة العليا في جنوب تايلاند والحضر لا تزال مستاءة بشدة من تراجع تأثيرها وصلاحياتها وترفض السماح بانتزاع مكتسباتهم السياسية ببساطة.
- هل ستحدث انتخابات؟
من الصعب معرفة ذلك، لقد رفضت المعارضة المشاركة في الانتخابات المبكرة، كما عطلوا تسجيل الناخبين في المحافظات الجنوبية الحضرية، كما رابطوا أمام المصنع الذي سيطبع بطاقات الاقتراع، يقول الدستور في تايلند إن أن الانتخابات يجب أن تجرى بعد شهرين من حل البرلمان، وهو ما تم في ٩ ديسمبر، ولذلك فإن أي تأخير سيكون مشكلة بالفعل.
- ما هو البديل؟
يبدو أن المتظاهرين يهدفون إلى خلف هذه الفوضى لدفع القوات المسلحة التايلندية (الجيش) أو القضاء للتدخل. لقد شهدت تايلند ١٨ انقلابا عسكريا بالفعل منذ نهاية الملكية المطلقة في ١٩٣٢، لكن مع ذلك فإن الجيش عانى كثيرا بعد الانقلاب الأخير الذي أطاح بتاكسين من حيث الشعبية ونظرة المواطنين في تايلاند له.
من المفهوم في تايلاند أن الجيش والقضاء من المؤسسات المناهضة لتاكسين وبالتبعية يعملون لصالح المحتجين، القضاء بالفعل يبدو أنه بدأ في وضع بعد العراقيل القانونية أمام شرعية ينجلوك.
- إلى أي حد يمكن أن تسوء الأمور؟
في ٢٠١٠ قام أصحاب القمصان الحمر (الموالون للحكومة) بالتظاهر في مظاهرة سلمية للغاية لكنهم سُحقوا بوحشية من قبل قوات الأمن والجيش وقُتل ٩٠ على الأقل كما أصيب أكثر من ألفين، ونزلت الدبابات إلى أحياء تايلاند المزدحمة بالمتسوقين والأجانب، إذا تمت إزالة ينجلوك بانقلاب عسكري أو قضائي فإن مسيرة القمصان الحمر في بانكوك قد تتكرر مرة أخرى، وربما بشكل أكثر وحشية هذه المرة.
- ما هي التبعات الاقتصادية لغياب الديمقراطية او الانقلاب العسكري؟
تايلاند هي “مكة” بالنسبة للسياح! هناك أكثر من ٢٠ مليون سائح سنويا يزور بانكوك التي أصبحت المدينة الأكثر زيارة في العالم خلال العام الماضي. هناك ٤٥ دولة على الأقل أصدرت تحذيرات لمواطنيها بالسفر إلى تايلاند في ظل التظاهرات الحالية، حجوزات الفنادق بلغت ٥٠٪ مقارنة ب٩٠٪ في نفس الموسم من العام الماضي، يستمر سوق الأسهم في الانهيار مقارنة بالدولار منذ نوفمبر الماضي
المصدر: تايم