وانطلق العرس الكروي الإفريقي، ووفد نجوم القارة السمراء حول العالم إلى الغابون، ذلك البلد الإفريقي الغربي الواقع على المحيط الأطلسي، والذي يحتضن الحدث الكروي القاري الأبرز بحضور 16 منتخبًا، سيتنافسون على لقب النسخة الـ31 من المسابقة التي تقام كل عامين، تحت رعاية الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF).
ملاعب البطولة الـ4
4 ملاعبٍ في 4 مدنٍ غابونية مختلفة، هي فرانسفيل وأوييم وبورت جينتيل إضافةً إلى العاصمة ليبرفيل، ستحتضن مباريات البطولة التي تبلغ 32، في الفترة الواقعة بين 14 من يناير الجاري و5 من فبراير المقبل، علمًا بأن البطولة الحالية كان مقررًا لها أن تجري في ليبيا، ولكن سوء الأوضاع الأمنية فيها، أدى لسحب التنظيم منها ومنحه إلى الغابون، التي سبق واحتضنت فعاليات نسخة عام 2012 من البطولة بالاشتراك مع جارتها غينيا الاستوائية.
ساحل العاج حملت لقب النسخة الماضية عام 2015
أغلب القوى الكروية الإفريقية ستكون حاضرةً في البطولة الحالية، بما فيها ساحل العاج بطلة النسخة الماضية التي جرت عام 2015 في غينيا الاستوائية، ومصر حاملة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد 7 ألقاب، وغانا والكاميرون اللتان حقق كل منهما اللقب 4 مرات، إضافةً إلى المغرب والجزائر وتونس والكونغو الديمقراطية التي توجت باللقب سابقًا، فيما تغيب بضعة منتخباتٍ عريقةٍ عن هذه النسخة، أبرزها نيجيريا حاملة اللقب 3 مرات آخرها عام 2013، وجنوب إفريقيا بطلة نسخة عام 1996، وزامبيا بطلة نسخة عام 2012، إضافةً إلى السودان، التي يعود الفضل إليها في تأسيس البطولة القارية، حيث استضافت النسخة الأولى منها عام 1957.
منتخبات المجموعة الأولى
وباستعراض المجموعات الـ4 التي أسفرت عنها قرعة البطولة، نجد أن المجموعة الأولى التي ترأستها الدولة المضيفة، تبدو أسهلها على الورق، فالغابون تسعى في مشاركتها السابعة إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور من أجل تحقيق إنجازٍ يُدون في تاريخها الكروي، الذي يُعتبر بلوغ الدور ربع النهائي من البطولة عامي 1996 و2012 أبرز ما فيه، وستعتمد في ذلك على نجمها الأول بيير إيمريك أوباميانغ، أفضل لاعبٍ إفريقي لعام 2015، وهداف الدوري الألماني مع فريقه بروشيا دورتموند، والذي سيجد مساندةٍ من نجم وسط يوفنتوس ماريو ليمينا.
ورغم معاناتها من غياب عددٍ من نجومها الكبار كالأسطورة صامويل إيتو والحارس كارلوس كاميني والمدافع جويل ماتيب، تبقى الكاميرون مرشحةً فوق العادة لتجاوز الدور الأول على الأقل، مع حضورٍ نجومٍ آخرين كفيسنت أبو بكر وبنجامين موكانجو ونيكولاس نكولو، فيما تتسلح بوركينا فاسو ببعض محترفيها في أوروبا، كبيرتران تراوري وباكاري كوني، إضافةً إلى نجمها المخضرم جوناثان بيتروبيا لاعب نادي النصر الإماراتي، من أجل تحقيق إنجازٍ يضاهي إنجازها قبل 4 أعوام، حين بلغت نهائي البطولة، أما الوجه الجديد في البطولة غينيا بيساو، فتسعى لاكتساب الخبرة لا أكثر في ظهورها الأول تاريخيًا، وسط غياب أي اسمٍ معروفٍ في تشكيلتها.
منتخبات المجموعة الثانية
ويحمل المنتخب الجزائري في مشاركته الـ17، آمال شعبه العاشق للكرة، والذي يحلم بتكرار إنجاز عام 1990 بالتتويج باللقب القاري، ويعتمد في ذلك على ثلةٍ من أبرز نجوم الأندية الأوروبية، يتقدمهم رياض محرز أفضل لاعبٍ إفريقيٍ لعام 2016، وزميله في فريق ليستر إسلام سليماني، وفنان فريق بورتو ياسين إبراهيمي، وظهير نابولي الممتاز فوزي غلام، وبقية كتيبة محاربي الصحراء الممتازة، والتي ستجد نفسها في صدامٍ عربيٍ عربيٍ مبكر مع الشقيق التونسي، الذي يسعى لاستعادة لقب البطولة الغائب عنه منذ عام 2004، معتمدًا على أسماء ممتازة، كوهبي الخزري وأيمن عبد النور المحترفين في أوروبا، وأحمد عكايشي ويوسف مساكني المحترفين في الخليج العربي.
وستكون مهمة الشقيقين العربيين في تجاوز دور المجموعات صعبةً، بوجود منتخب السنغال القوي، والذي يعد أحد المرشحين لحمل لقب البطولة الغائبة عن خزائنه، مع وجود أسماءٍ كبيرةٍ في صفوفه، يتقدمها نجم ليفربول الرائع ساديو ماني، ومعه عدد من محترفي كبرى الدوريات الأوروبية، كشيخ كوياتي وخاليدو كوليبالي وكيتا بالدي، فيما تعتبر زيمبابوي هي الحلقة الأضعف في هذه المجموعة، رغم امتلاكها بعض النجوم المميزين، أبرزهم المهاجم خاما بيليات، الذي قاد فريق صن داونز هذا العام لتحقيق لقب دوري أبطال إفريقيا.
منتخبات المجموعة الثالثة
ورغم وجود منتخبين قويين كساحل العاج والكونغو الديمقراطية، تبدو حظوظ المنتخب المغربي قائمةً لتجاوز عثرة مجموعته، ولو أن غياب نجومٍ من وزن يونس بلهندة وسفيان بوفال ونور الدين مرابط قد يضعفها شيئًا ما، ولكن الرهان يبقى على أسماء الخبرة الوازنة، كمدحي بن عطية ونبيل ضرار ويوسف العربي ومبارك بوصوفة، من أجل تكرار إنجاز عام 1976 بالتتويج باللقب.
أما ساحل العاج حاملة اللقب، فتدخل البطولة على أمل مواصلة نجاحات جيلها الذهبي، الذي بلغ نهائي البطولة 3 مرات في السنوات الـ10 الأخيرة، ورغم اعتزال أبرز نجوم ذلك الجيل ديديه دروغبا ويايا توريه، إلا أن الأفيال لا زالت تمتلك أسماءً قادرةً على تحقيق الإنجازات، كمدافع مانشستر يونايتد الشاب إريك بايلي، وظهير باريس سان جيرمان سيرج أوريير، ونجم هيرتابرلين المخضرم سالمون كالو، إضافةً للاعب كريستال بالاس ويلفريد زاها، الذي فضل اللعب للأفيال على حساب منتخب إنجلترا، شأنه شأن نجم الكونغو الديمقراطية سيدريك باكامبو، مهاجم فياريال الإسباني، الذي فضل اللعب للكونغو على حساب فرنسا، والذي سيكون حجر الثقل إلى جانب مهاجم هال سيتي ديومرسي مبوكاني، في المنتخب الذي سبق له إحراز البطولة مرتين عامي 1968 و1974 تحت اسم زائير، فيما تخلو تشكيلة منتخب توغو من الأسماء المعروفة، باستثناء المهاجم المخضرم إيمانويل أديبايور، أفضل لاعبٍ إفريقيٍ لعام 2008.
منتخبات المجموعة الرابعة
وفي المجموعة الرابعة، يبدو المنتخب المصري بتشكيلته المليئة بالمواهب، قادرًا على استعادة أمجاد الجيل الذهبي، الذي توج باللقب الإفريقي 3 مراتٍ متتالية بين عامي 2006 و2010، قبل أن يغيب عن البطولة القارية منذ ذلك الحين، ويعد جناح روما المتألق محمد صلاح أبرز تلك المواهب المصرية، التي أصبحت تزخر بها الملاعب الأوروبية، إلى جانب نجم وسط أرسنال محمد النني، ومهاجم ستوك سيتي رمضان صبحي، وظهير هال سيتي أحمد المحمدي.
وسيكون منتخب غانا بخبرته القارية الواسعة، هو المنافس الأبرز للفراعنة في المجموعة، فصفوفه كعادتها مليئةٌ بالنجوم المحترفين في القارة العجوز، كالأخوين أندريه وجوردان آيو، ودانييل أمارتي وتوماس بارتي، إضافةً إلى المهاجم المخضرم أساموا جيان، مع عدم الاستهانة بقدرات مالي وأوغندا القادرتين على خلط أوراق المجموعة، فتشكيلة منتخب مالي غنيةٌ بالأسماء المحترفة التي تمتلك خبراتٍ جيدة، كباكاري ساكو وأداما تراوري ويعقوبا سيلا، فيما تتميز تشكيلة منتخب أوغندا بالتماسك والانسجام، رغم خلوها من الأسماء الكبيرة التي تقتصر على مهاجم ستاندر لياج فاروق ميا، وحارس صن داونز دينيس أونيانغو، المتوج بجائزة أفضل لاعبٍ داخل القارة السمراء لعام 2016.
مدربو المنتخبات الـ16
ولن تقتصر المنافسة في أمم إفريقيا على نجوم المنتخبات من اللاعبين، بل سيكون للمدربين كلمةٌ عليا في سير خط المنافسة، وخاصةً فيما يخص منتخباتنا العربية، التي استعانت بأسماءٍ تدريبيةٍ وازنةٍ لقيادة دفتها، كالأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب الفراعنة، والبولندي هنري كاسبرجاك مدرب نسور قرطاج، والبلجيكي جورج ليكنز مدرب محاربي الصحراء، إضافةً إلى المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، والذي يعد قدومه لتدريب أسود الأطلس مكسبًا كبيرًا، نظرًا لخبرته وسجله المبهر في البطولة، التي توج بلقبها مرتين، مع زامبيا عام 2012، ومع ساحل العاج في البطولة الماضية.
كما استعانت الغابون بالمدرب الإسباني الشهير خوسيه أنتونيو كاماتشو، وتوغو بالمدرب الفرنسي كلود لوروا، ومالي بالمدرب الفرنسي ألان جريتس، والكاميرون بالمدرب البلجيكي هوغو بروس، وكلها أسماء خبيرة وعريقة في عالم التدريب، يُتوقع أن تضفي على البطولة الإفريقية مزيدًا من القوة والإثارة.
جدول مباريات دور المجموعات من كأس أمم إفريقيا 2017
وأخيرًا، نذكر بمواعيد مباريات البطولة، حيث انطلقت عند الساعة 7 بتوقيت مكة المكرمة، من مساء يوم السبت الواقع في 14 من يناير، أولى مباريات دور المجموعات، الذي يستمر حتى ال25 من يناير الحالي، على أن تقام مباريات الدور ربع النهائي يومي 28 و29 من الشهر الحالي، ونصف النهائي في 1 و2 من فبراير القادم، فيما تُقام المباراة النهائية في العاصمة الغابونية ليبرفيل، يوم الـ5 من فبراير عند الساعة الـ10 بتوقيت مكة المكرمة.
حظًا سعيدًا لمنتخباتنا العربية الـ4 في رحلتها الصعبة، من أجل استعادة مكانة العرب الكروية في القارة السمراء.