هل تبحث عن جنسية أخرى؟ إليك حل “الجنسية بالولادة”

هل سمعت من قبل عبارة “سأسافر لأقوم بالولادة هناك”؟ إنها عبارة شائعة لكثير من الحوامل تشير إلى رغبتهن في السفر خصيصًا للولادة في بلد معين، وبالتبعية يحصل المولود على جنسية تلك البلد، ومنها يتسنى لوالديه الحصول على إقامة دائمة في تلك البلد، أو يحصلون كذلك على الجنسية بعد مدة تحددها قوانين منح الجنسية للوالدين التي تختلف من بلد لآخر.
كما بدأت الحضارات بهجرات البشر من منطقة لأخرى قرر البعض الاستقرار في بعضها وقرر البعض استكمال المسيرة للاستقرار في بلد آخر، تعود البشرية إلى الهجرة مرة أخرى، نتيجة للنزاعات والحروب الأهلية والخوف من خطر الإرهاب، فنجد العديد من سكان البلاد التي تشهد حالة من الحرب الأهلية أو النزاعات العرقية يلجأون إلى أسرع الحلول لطلب اللجوء إلى البلاد الأوروبية أو إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فمنهم من يتخذ القارب وسيلة للنجاة، ومنهم من يطلب اللجوء السياسي أو الاقتصادي، ومنهم من يتخذ الولادة حلًا.
نعم، تقوم الأم الحامل باختيار إحدى تلك البلاد التي تقدم الجنسية للمولود على أراضيها أو حتى في أجوائها، وتسافر خصيصًا بذلك الهدف، ليحصل المولود على الجنسية فورًا، ويوفر لوالديه فرصة زيارة تلك البلد بشكل أسهل أو فرصة الإقامة بها، حتى يتسنى لهم كذلك الحصول على جنسية المولود عند بلوغه سن معينة تحددها قوانين منح الجنسية الخاصة بالبلد التي وقع عليها الاختيار.
تعرف أهم البلاد التي يسافر إليها الآباء للحصول على الجنسية عن طريق آبنائهم:
الحصول على الجنسية عن طريق الولادة في أجواء الدولة
تمنح بعض الدول الجنسية للأطفال الذين يولدون على أرضها أو في النطاق الجوي التابع لها أو في الطائرة التابعة لخطوطها الجوية، فتكون الولايات المتحدة الأمريكية وكندا من أبرز الدولة المانحة للجنسية بتلك الطريقة، حيث يتم تسجيل ميلاد الطفل حسب الموقع الجغرافي فإذا كان داخل حدود أرض الدولة أو في أجوائها أو على متن طائرتها فيتم منحه الجنسية، فيقوم في تلك الحالة كابتن الطائرة بتحرير نموذج فيه إثبات حالة الولادة، حيث تطبق تلك البلاد اتفاقيات الأمم المتحدة للحد من أعداد منعدمي الجنسية حول العالم ولذلك تمنح حق الجنسية لكل من وُلد في أجوائها أو داخل طائرات خطوط الطيران التابعة لها.
كندا والولايات المتحدة
تطبق كل من كندا والولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل والأرجنتين المذكور سابقًا، فمثلاً في كندا، يجب أن يتم إخطار وزارة الخارجية ووزارة الهجرة والشئون المختصة بقوانين منح الجنسية للوليد المولود لأبوين غير كنديين، بشهادة ميلاد الوليد، على ألا يمر على ذلك أكثر من 30 يومًا بحسب قوانين الجنسية الكندية.
انتشرت في الآونة الأخيرة ما يسمى بسياحة الولادة في كندا، أي هناك شركات خاصة تعمل على توفير برنامج كامل للأم قبل وصولها المشفى للولادة وبعد ولادتها، بتوفير رعاية طبية خاصة لها بعد الولادة، ولكن يجب على الأم التقديم على التأشيرة قبل ظهور معالم الحمل عليها، فإن قامت بالتقديم على التأشيرة في شهور حملها الأخيرة، لن يتسنى لها الحصول على تأشيرة الدخول لكندا بتلك السهولة، كما يجب الذكر بأن التأمين الصحي الكندي لن يتكلف بمصاريف الولادة للسائحة الأجنبية، لتتكلف هي بتكاليف الولادة باهظة الثمن وكذلك تكاليف الإقامة بعد الولادة.
بلوغ المولود سن الثامنة عشر يسهل على الأبوين الحصول على الجنسية الكندية فيما بعد، ويسهل عليهم طلب الهجرة الذي يستلزم سنوات من إتمام الوثائق الرسمية وسنوات من العصبية والتوتر التي قد تقابل بالرفض في النهاية، إلا أن حصول الوليد على جواز سفر كندي، يسهل على الأبوين الحصول على بعض المميزات الاجتماعية، ذلك إن كانا يملكان إقامة سارية في كندا قبل ولادته، أما إذا لم يملكا إقامة في البلد قبل الولادة، لن يسهل عليهم جواز سفر الوليد الكندي الحصول عليها إلا بعد بلوغه سن الثامنة عشر.
تتشابه كندا والولايات المتحدة الأمريكية في قوانين منح الجنسية للمولود على أرضها، في كونهما من الدول المانحة للجنسية لكل من وُلد على أرضها دون شروط مطلوبة من الوالدين مثل إقامة لسنوات معينة في البلد، أو كون أحد الأبوين حاصل على الجنسية، حيث تشترك معهما العديد من دول أمريكا اللاتينية، في ذلك أهمها البرازيل والأرجنتين.
الدول الأوروبية
تعد أغلب الدول الأوروبية من الدول التي تمنح الجنسية المشروطة للوليد، وذلك للحد من سياحة الولادة المنتشرة مؤخرًا، كانت من بينها ألمانيا وأستراليا وفرنسا ونيوزيلندا وجنوب إفريقيا، حيث تشترط حصول أحد الأبوين على الجنسية، حينها يحصل المولود على الجنسية بالانتساب للطرف الحاصل عليها من أبويه، أو يكون أحد الأبوين من المقيمين الدائمين في البلد، أو عاش في تلك البلد لسنوات عديدة لغرض العمل أو الدراسة لسنوات طويلة.
خريطة بالدول التي تمنح الجنسية غير المشروطة باللون الأزرق، والدول التي تمنح الجنسية المشروطة باللون الأزرق الفاتح
فمثلاً تتطلب شروط الحصول على الجنسية الألمانية أن يكون المرء حاصلًا على إقامة دائمة في ألمانيا، وأن يجتاز اختبار الجنسية الخاص بعلومات عن النظام القانوني والمجتمعي الخاص بالحياة في ألمانيا، وألا يكون محكومًا عليه بجرم جنائي بالإضافة إلى وجوب إلمامه الجيد باللغة الألمانية، كما تتطلب ألمانيا ككثير من الدول الأوروبية تخلي المرء عن جنسيته الأصلية، ويستثنى من ذلك اللاجئين السوريين، إلا أن ما يميز كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا أنها لا تشترط تخلي المرء عن جنسيته الأصلية.
البرازيل
تعتبر البرازيل من أحدث الوجهات التي يتخذها الآباء للذهاب إليها من أجل غرض الولادة فيها، حيث تعتبر البرازيل من الدول التي تمنح الجنسية غير المشروطة للمواليد، بالإضافة إلى أنها من أكثر البلاد التي تسهل الأمر بالنسبة لحصول الآباء على الجنسية، حيث يتطلب الأمر ولادة الابن على الأراضي البرازيلية، وعند بلوغه عامين، يستطيع منح الجنسية لأبويه، كما يستطيع منحها لأخوته كذلك، أما في الحالات العادية فتمنح البرازيل الجنسية لمن يملك إقامة طويلة المدى فيها.
تركيا
من يقيم في تركيا خمس سنوات دون انقطاع، على ألا يسافر خارج تركيا خلال تلك المدة أكثر من 6 أشهر، له حق التقديم على الجنسية التركية، كما أن الزواج من مواطن تركي أو تركية لمدة ثلاث سنوات يعطي الحق للتقديم على الجنسية التركية أيضًا، كما أن كل من له أصل تركي أو ينتمي للأصول العثمانية يحق له طلب الجنسية، حيث تعتبر تلك من أكثر الطرق المباشرة للحصول على الجنسية التركية وتتطلب محامٍ للعمل عليها، أما إن كانت الأصول التركية قريبة، أي من الأب أو الأم فباستطاعة الابن الحصول على الجنسية من السفارة التركية خارج تركيا، ويعد الشرط الأهم بالنسبة للمتقدم هو عدم وجود أي قضية جنائية له في تركيا.
تختلف القوانين من بلد لآخر، فهناك من يحرمك من الاحتفاظ بجنسيتك الأصلية، وهناك من يسهل الأمر في منح الجنسية من المولود وحتى جده، وهناك من يطلب الإقامة الدائمة والعمل مع أن يظهر النية في الإقامة بشكل دائم في البلد بالاستثمار أو شراء عقار أو الزواج فيها، فأي الطرق ستفضل أنت؟