بعد عامين من استقالة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وافق أعضاء مؤتمر الحوار الوطني يوم أمس الثلاثاء على نظام اتحادي جديد في اليمن، وذلك في الجلسة الختامية العامة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي نتجت عنه “وثيقة الحوار الوطني” بعد التصويت بالإجماع على ضمانات تنفيذ مخرجات البيان الختامي.
وقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي “لن نخيب ظن شعبنا بنا ولن نقبل أن تظل هذه الوثيقة مجرد حبر على ورق بل سنعمل على تنفيذها بصورة دقيقة وحرفية وبشكل متدرج خلال الفترة القادمة بعد أن تأخذ بعدها الدستوري وتحظى بموافقة شعبنا العظيم عليها عند الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد الذي سيتم تشكيل لجنة صياغته عقب انتهاء أعمال هذا المؤتمر”.
ومن جهة أخرى، مددت الفصائل السياسية فترة رئاسة عبد ربه منصور هادي لمدة عام آخر، بعد أن كان من المقرر أن تنتهي فترة الرئاسة في فبراير شباط، كما جرى تفويض الرئيس أيضا بتعديل الحكومة وإعادة هيكلة مجلس الشورى لمنح الجنوب والحوثيين في الشمال مزيدا من التمثيل.
وحول وثيقة حلول القضية الجنوبية التي تعد القضية الشائكة في مؤتمر الحوار، اعتبر الرئيس اليمني أن الوثيقة لا تهدف لتقسيم البلاد “وإنما وثيقة تأسيس وحدة اليمن أرضا وإنسانا، وهي التي ستشكل جوهر اليمن الجديد”، مؤكدا أنها “وثيقة تاريخية وهي وثيقة ملك الشعب اليمني كله يحميها ويسهر على تطبيقها ويعاقب من يريد إعاقة تنفيذها” حسب ما نقلت عنه وكالة الأناضول.
وبالرغم من هذا التطور السياسي الهام والتاريخي، فإن جذوة العنف لم تنطفئ، حيث شهدت العاصمة اليمنية صنعاء يوم أمس هجومين استهدفا عضوين بارزين في هيئة الحوار الوطني. وذكر مصدر أمني أن “مسلحين مجهولين أطلقوا النار على أحمد شرف الدين بينما كان يقود سيارته عند جولة سبأ في صنعاء، فقتل على الفور”.
وبحسب المصدر، فإن شرف الدين، وهو أستاذ للقانون في جامعة صنعاء، أغتيل بينما كان متوجها من منزله إلى الفندق الذي تجري فيه أعمال الحوار الوطني. وقال رئيس لجنة الضمانات في المؤتمر عبدالملك المخلافي أن شرف الدين في آخر مكالمة له مع أعضاء لجنة الضمانات صباح الثلاثاء أخبرهم بأنه في طريقه إلى قاعة المؤتمر للتوقيع على الوثيقة، وحسب صحيفة العرب اللندنية فإن المخلافي ألمح إلى فرضية أن يكون هدف اغتيال شرف الدين هو منعه من التوقيع على الوثيقة .