هل تتجه اليابان والصين للحرب؟ لقد أجبر التوتر في المحيط الهادئ الجميع على التفكير في ذلك خاصة بعد الحرب الكلامية بين بكين وطوكيو، وبعد زيادة الانفاق العسكري لدى كلا البلدين.
بالتأكيد ثاني وثالث أكبر اقتصادات العالم لديهما الكثير لتخسره من الحرب، ومن المؤكد أن بقية العالم (خاصة الولايات المتحدة) سيحاول كبح جماح كلا الجانبين قبل أن يحين القتال الفعلي، وكذلك من المؤكد أن دولتين بحجم الصين واليابان لن يسمحا للأحقاد التاريخية أن ترسم مستقبلهما سويا.
لكن عندما التقى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الصحفيين في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، حاول الرجل جهده ألا يستخدم “بالتأكيد لا” كرد على تلك الأسئلة.
وبدلا من ذلك، حذر آبي من أن شرارة الحرب قد تكون شيئا غير متوقع أبدا: “قد تنشب بعض الصراعات عن غير قصد”، ورغم أن الرجل لم يذكر أمثلة، إلا أنه أشار في سياق مختلف إلى أن هذا العام سيشهد مرور مائة عام على الحرب العالمية الأولى وهو ما دفع الإعلاميين الموجودين إلى استرجاع حقيقة أن الشرارة الأولى كانت حادثا غير متوقعا، وهو حادثة اغتيال في سراييفو!
لم يتحدث رئيس الوزراء عن أي محاولات لتخفيف التوتر، بل على العكس، لقد أقلق الجميع حين قال “لسوء الحظ، ليس لدينا تصور واضح للمستقبل”.
لكن كيف يرى آبي موقف أمريكا إذا نشب القتال بالفعل؟ وإن كان آبي تجنب أن يوضح أن الولايات المتحدة ستقف مع اليابان ضد غريمتها الصين، فإنه قال أن اليابان تسعى للوصول إلى علاقات عسكرية أوثق مع الولايات المتحدة.
“الصين لديها الكثير لتخسره من الحرب” يقول آبي مضيفا: “الصراع سيؤدي إلى إبطاء النمو الاقتصادي الصيني الذي تحتاجه الحكومة للحفاظ على شرعيتها”، ودون أن يتحدث عن أثر الحرب على اليابان قال آبي بأن الحرب ستعطل الاقتصاد العالمي.
وسابقا عانت الصين واليابان من حربين كبيرتين، الأولى هي حرب اندلعت بين الإمبراطورية اليابانية وإمبراطورية الصين للسيطرة على كوريا، ابتدأت الحرب في 1894 وانتهت 1895 بانتصار اليابان.
أما الحرب الثانية فقد كانت ضمن إرهاصات الحرب العالمية الثانية حيث بدأت الحرب باجتياح اليابان للصين في 7 يوليو 1937 وانتهت في 11 سبتمبر 1945 أي مع انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث أعلنت اليابان استسلامها بعد الضربة النووية على هيروشيما وناجازاكي.
وقبل شهرين تعهدت الولايات المتحدة الأميركية بدعم حليفتها اليابان في نزاعها مع الصين حول الجزر في بحر شرق الصين، في حين اتهم مسؤولون بالإدارة الأميركية بكين بإثارة قلق جيرانها بإعلانها الجزر المتنازع عليها منطقة دفاع تحت سيادتها.