تحظى الانتخابات الرئاسية في مالي باهتمام دولي كبير يعلق أمالا أكبر على نجاح التجربة الديمقراطية في مالي في إرساء حكم مدني في كل أقاليم البلاد، فبالإضافة إلى مؤتمر المانحين الذي وعد بتقديم استثمارات تصل إلى 3 مليارات دولار حال نجاح الانتخابات، صرح رئيس فرنسا ذات الماصلح الأكبر داخل مالي بأن جيش بلاده المتواجد في مالي رفقة جيوش أخرى سيساهم في جهود إنجاح الانتخابات الرئاسية في مالي وتجاوز حالة عدم الاستقرار التي يعاني منها الإقليم الشمالي خاصة.
ورغم عد مرور سنة واحدة عن الضربة العسكرية التي قادتها فرنسا ضد ما سميّ بالجماعات الإسلامية المتطرفة، ورغم استمرار بعض المواجهات بين المسلحين والقوات المالية الافريقية، ورغم المخاوف عزوف الماليين عن الانتخابات، فإن نسب المشاركة تراوحت ما بين 40% و70% حسب المناطق وتجاوزت نسبة المشاركة في كامل مالي النسب التي بلغتها الانتخابات المضاية والتي كانت لا تتجاوز 40% لتصل إلى نسبة 51% من إجمالي المسجلين في كامل مالي.
الناخبون في #مالي يصوتون اليوم في انتخابات تهدف الى منح البلاد بداية جديدة. #العرب
— صحيفة العرب (@AlArab_Qatar) July 28, 2013
ومرشحو الجولة الأولى وعددهم 28 مرشحا بينهم امرأة واحدة و3 رؤساء وزراء سابقين بدأوا حملتهم الرئاسية بعد نجاح الحكومة المالية في ابرام اتفاقية مع عرب تسمح بعقد الانتخابات، وبعد أيام قليلة من وقف حالة الطوارئ المفروضة منذ حدوث الانقلاب قبل سنة ونصف، لتمر الحملات الانتخابية في أجواء هادئة أحيانا ومتوترة أحيانا أخرى، خاصة بعد قيام مسلحين بخطف عدة موظفين في اللجنة المنظمة للانتخابات.
توقيع اتفاق بين حكومة مالي ومتمردي الطوارق يسمح بعقد انتخابات
— العربية عاجل (@AlArabiya_Brk) June 18, 2013
وبحضور مراقبين دوليين، أقيمت الجولة الأولى من الانتخابات في أجواء هادئة نسبيا، لتأتي نتائجها المعلنة البارحة بحصر الصراع ما بين منافسين رئيسيين، الأول هو رئيس الوزراء السابق إبراهيم بوبكر كيتا بحصوله على 39.24% من الأصوات، والثاني هو وزير المالية السابق سومايلا سيسي الذي حصل على 19.44% من الأصوات، وستقام الجولة الثانية للحسم بينهما يوم 11 أغسطس/آب الحالي.
وهذه المرة الثالثة التي يترشح فيها مرشح حزب التجمع من أجل مالي إبراهيم بوبكر كيتا بعد انتخابات 2002 و2007، حيث هزم فيهما أمام الرئيس الحالي أمادو تومان توري، ويعرف كيتا وهو زعيم قبلي معروف بمزاوجته بين الأصالة والحداثة وبخطابه الوطني الذي يستهله دوما بآيات من القرآن الكريم.
وأما الوزير السابق سومايلا سيسي والذي أمضى 25 سنة من عمره مسؤولا في وظائف عمومية مختلفة عرف خلالها بالكفاءة والصرامة فقد أنهى تعليمه في فرنسا وعاش فيها حتى سنة 1984 عندما عاد إلى مالي ليشرف على مشاريع تنموية دولية ومحلية كثيرة، فلقد تركز خطابه وخطاب التحالف من أجل الديمقراطية في مالي الذي ينتمي إليه على ملف التنمية وعلى النواحي الاقتصادية عامة.