أسوأ 10 مشاكسين في تاريخ كرة القدم

قديمًا قالوا بأنّ الأدب والأخلاق فضّلوها على العلم والمعرفة، وبالتالي فهي مفضّلةٌ على الرياضة بكلّ تأكيد، فما نفع التميّز والنجوميّة إذا لم تُحصّن بالحدّ الأدنى من الالتزام الأخلاقي والإنساني؟ وكم من نجمٍ رفعته الرياضة وأعطته كلّ ما يحلم به، قبل أن يزري به سوء خلقه ويردّه إلى أسفل سافلين؟
وفي تقريرنا التالي، سنقدّم لكم نبذةً عن أبرز 10 نجومٍ كرويين، عُرفوا بشراستهم وسوء طباعهم، سواءً من خلال علاقاتهم بزملائهم ومدرّبيهم، أو من خلال تصرّفاتهم الخرقاء والعدائيّة، وتفلّتهم الزائد داخل الملاعب وخارجها، ممّا أهّلهم لحمل لقب: أسوأ مشاكسي كرة القدم عبر تاريخها.
10- دييغو كوستا
مشهد اعتداء كوستا على سكيرتل
نبدأ تقريرنا بنجمٍ وهدّافٍ خطير، يتصدّر لائحة هدّافي الدّوري الإنجليزيّ حاليًّا، وهو البرازيليّ الأصل الإسبانيّ الجنسيّة دييغو كوستا، لاعب تشيلسي الحالي وأتلتيكو مدريد السابق، الذي اشتهر عبر مسيرته الرياضيّة التي تخطّت 10 سنوات، بحدّة طبعه وعنفه المبالغ فيه داخل الملاعب، والذي ظهر جليًّا بعد انتقاله إلى الملاعب الإنجليزيّة صيف عام 2014، حيث تورّط بحوادث عنفٍ طالت الكثير من اللاعبين، كقائد ليفربول ستيفن جيرارد، ومدافعيه مارتن سكيرتل وإيمري جان، ومدافعي أرسنال لوران كوسيلني وغابريال باوليستا، وجميعهم نالوا نصيبهم من ضرب وركل النجم المتفلّت، والذي قام مؤخّرًا بالتمرّد على إدارة ناديه طمعًا بزيادة راتبه، ملوّحًا بورقة العروض الصينيّة.
9- لويس سواريز
نجم برشلونة الأورغواني الشهير، صاحب الابتسامة الخبيثة والأسنان الحادّة، التي استخدمها في عضّ 3 لاعبين عبر مسيرته الاحترافيّة، التي بدأت من هولندا، حيث قام بعضّ لاعب أيندهوفن عثمان بقّال أثناء مباراته ضدّ فريقه أياكس أمستردام، ثمّ كرّر فعلته عندما كان لاعبًا في ليفربول، وكانت الضحيّة هذه المرّة مدافع تشيلسي براتسلاف إيفانوفيتش، أمّا العضّة الثالثة فكانت من نصيب كتف مدافع منتخب إيطاليا جورجيو كيليني، أثناء مباراة فريقه أمام الأورغواي في كأس العالم الأخيرة، والتي حُرم النجم الأورغواني على إثرها من مزاولة الكرة مدّة 4 أشهر، كما تتضمّن مسيرة سواريز حادثة تطرّفٍ عنصريّ، تورّط بها عندما كان في ليفربول، حيث نعت مدافع مانشستر يونايتد باتريس إيفرا بعباراتٍ عنصريّة، عوقب على إثرها بالحرمان لمدّة 8 مباريات.
8- بول غاسكوين
صورةٌ حديثةٌ لغاسكوين في شوارع لندن
تصلح قصّة هذا اللاعب لتكون مادّةً لفيلم سينمائيٍّ دراميٍّ شيّق، حيث عرف النجوميّة والتألّق حين كان لاعبًا حقّق العديد من الألقاب مع نيوكاسل وتوتنهام ولاتسيو، وكذلك مع منتخب إنجلترا الذي قاده إلى نصف نهائيّ كأس العالم 1990 وبطولة أوروبا عام 1996، ولكنّ إدمان الكحول دمّر ماضي هذا اللاعب وحاضره، فقد تورّط بعدّة مشاكل نتيجة إدمانه هذا، كسحب رخصة سيارته بسبب القيادة تحت تأثير الكحول، وضرب زوجته في مكانٍ عام، وبلغ به الإدمان مبلغًا جعله لا يتورّع عن احتساء الخمر حتّى أثناء المباريات! ممّا عرّضه للحرمان من مزاولة الكرة عدّة مرّات، وقد زاد إدمانه بعد اعتزاله، وارتبط بمشاكل أكثر خطورة، كلعب القمار وحيازة وتعاطي المخدّرات، ممّا جعله يخسر كلّ شيء، ويتحوّل إلى سكّيرٍ عربيدٍ يتسكّع في شوارع وحانات لندن.
7- إيريك كانتونا
ركلة كانتونا الشهيرة لمشجّع كريستال بالاس
أبرز عناصر الجيل الذهبيّ للشياطين الحمر، تألّق بشدّةٍ وقاد ناديه العريق للسيطرة على بطولة الدّوري الإنجليزيّ خلال فترة التسعينيّات، ولكنّه أيضًا كان معروفًا بحدّة طبعه وسلاطة لسانه، حيث قام مرّةً برمي قميصه في وجه مدرّبه بنادي مارسيليا لأنّه قرّر تبديله، ومرّةً قام بشتم مدرّب منتخبه الفرنسي على العلن، قبل أن يتورّط بالحادثة الشهيرة حين كان لاعبًا في مانشستر يونايتد عام 1995، حين طُرد من مباراة فريقه أمام كريستال بالاس، وتعرّض لبعض المضايقات اللفظيّة من الجمهور أثناء خروجه، فما كان منه إلا أن قفز إلى المدرّجات وركل أحد المشجّعين في بطنه، في مشهدٍ مريعٍ لا ينسى، عوقب على أثره بالإيقاف مدّة 8 أشهر، مع إجباره على العمل لمدّة 120 ساعةً كخدمةٍ اجتماعيّة.
6- روي كين
كين يدهس بطن ساوثغيت
قائد مانشستر يونايتد بين عامي 1997 و2005، معروفٌ بقوّته وأدائه الرجولي، ولكنّه شهيرٌ أيضًا بعنفه وتفلّته، حيث تسبّب بإنهاء مسيرة لاعب مانشستر سيتي آلف-إنجي هالاند، بعد ركله بقسوةٍ على ركبته خلال مباراة دربي مانشستر عام 1997، كما قام قبلها بعامين بالدهس في بطن لاعب ميدلسبرة غاريث ساوثغيت خلال إحدى مباريات الكأس.
ولم تقتصر مشاكسات كين على خصومه، بل كان لزملائه ومدرّبيه نصيبٌ من سوء خلقه، فقد قام عام 1998 بافتعال مشاجرةٍ مع زميله الدانماركي بيتر شمايكل، مبرّرًا ذلك بأنّه كان تحت تأثير الكحول، وتشاجر مع مدرّب منتخبه الإيرلندي ميك ماكارثي، قبيل انطلاق بطولة كأس العالم عام 2002، وفي أواخر أيامه مع مانشستر يونايتد، تعرض الفريق لهزيمةٍ أمام ميدلسبرة، فانهال بالسباب على جميع زملائه ومدرّبيه، ليحكم على نفسه بالطرد من النّادي الذي قضى فيه 12 عامًا.
5- جون تيري
تيري خان زميله واين بريدج
ينطبق لقب (وغد) حرفيًّا على مدافع تشيلسي وقائده الحالي، فما فعله تجاه زميله واين بريدج، بخيانته مع شريكته الفرنسيّة فانيسا برونسيل، لا يمكن تقبّله لا على المستوى الرياضي ولا الإنساني، وخاصّة مع افتخار تيري بذلك، وتأكيده بأنّه زير نساء، ولا يجد غضاضةً في خيانة أصدقائه، ممّا جعله واحدًا من أكبر المكروهين في الملاعب الإنجليزيّة، وحرمه من تمثيل المنتخب الإنجليزي منذ عام 2012، بعد سحب شارة قيادة المنتخب منه، علمًا أن سجلّه الأسود يتضمّن أيضًا واقعة اعتداءٍ لفظيٍّ عنصريٍّ تجاه مدافع رينجرز أنتون فيرديناند، وحادثة شجارٍ جماعيٍّ مع أحد حراس الملاهي الليليّة.
4- ماريو بالوتيللي
شجار بالوتيللي مع مدرّبه مانشيني
متى ينضج بالوتيللي؟ هذا هو السؤال الذي طرحه أغلب مدرّبي ومتابعي النجم الإيطاليّ ذي الأصول الغانيّة، والذي ما فتئ يفتعل المشكلة تلو الأخرى منذ ظهوره المبكّر في الملاعب، والذي تنبّأ له النقّاد أن يصبح من كبار نجومها، ولكنّ كثرة مشاكله ومشاكساته داخل الملاعب وخارجها حرمه من تلك الفرصة، ويتضمّن سجلّ بالوتيللي مشادّاتٍ وشجاراتٍ مع مدرّبيه في إنتر ميلانو ومانشستر سيتي وليفربول، جوزيه مورينو وروبيرتو مانشيني ويورغن كلوب، كما يتضمّن اعتداءاتٍ لفظيّةٍ وجسديّةٍ على عددٍ من زملائه وخصومه من اللاعبين، كيوسف مالومبو وميكا ريتشاردز وجوردان هندرسون، ويتضمّن أيضًا حماقاتٍ أخرى، كرمي قميص فريقه الإنتر على الأرض، وقذف زملائه بالأسهم الناريّة، وإشعال حريقٍ في منزله!
3- إيدموندو
إيدموندو يسقي القرد كحولًا!
يمكن تقدير مدى رذالة هذا اللاعب البرازيليّ، من معرفة لقبه الذي اشتُهر به، وهو: الحيوان! فمن مشاهد العنف والتدخلات الخشنة التي جعلته أكثر من يتلقّى بطاقاتٍ حمراء في تاريخ الدّوري البرازيلي، إلى مشاجراته المتكرّرة مع زملائه وخصومه ومدرّبيه، إلى تسبّبه في وفاة 3 أشخاصٍ صدمهم بسيّارته أثناء قيادته تحت تأثير الكحول، إلى حادثةٍ هي الأغرب، تمثّلت بظهوره في مقطع فيديو مع أحد القرود، وهو يقوم بسقايته قدحًا من الخمر! ممّا ألّب عليه جمعيات حماية الحيوان، التي رأت في تصرّفه ازدراءً لحقوق الحيوان الأليف!
2- جوي بارتون
جانبٌ من مشاكسات بارتون الكثيرة
إذا كان إدموندو هو الأشهر في الدّوري البرازيلي، فإنّ بارتون هو الأشهر في الدّوري الإنجليزي! بعنفه ومشاكساته وسوء سلوكه طبعًا، ويكفي أن نعرف أنّه تعرّض للإيقاف أكثر ممّا لعب، لنقدّر مدى انفلاته وسوء خلقه! الذي تجلّى من خلال عدد البطاقات الملوّنة القياسيّ الذي يحمله، وعدد المرّات التي طُرد فيها من أنديته، بسبب تصريحاته المستفزّة ومشاكله الدائمة، والتي وصلت مرّةً إلى قيامه بإطفاء سيجارته في وجه زميله في مانشستر سيتي جيمي تاندي! والتجرّد من ملابسه بالكامل على أرضيّة ملعب غوديسون بارك! فضلًا عن تعرّضه للسّجن مرّتين، بسبب تورّطه في شجارات خارج الملاعب.
1- دييغو مارادونا
مارادونا اعتقل عام 1994 بعد إطلاقه النّار على صحفيين
لا غرابة في أن يحتلّ أسطورة الكرة الآرجنتينيّة، صدارة لائحة أسوأ الشخصيّات في تاريخ الكرة، كما يحتلّ صدارة أبرع نجومها! فهو مثالٌ حيٌّ للنجم الذي استثمر شهرته ونجوميّته في سبيل تحقيق رغبات نفسه الوضيعة، ضاربًا بالصورة الجميلة التي رسمها له عشّاق فنّه الكرويّ الرفيع عرض الحائط، عبر تورّطه في عدّة مشاكل وحوادث ترقى إلى درجة الجرائم الأخلاقيّة، كعلاقاته مع عصابات المافيا وتجارة المخدّرات في إيطاليا.
وإطلاقه النّار على الصحفيين من بندقيّته في الآرجنتين، وعلاقته المشبوهة بامرأةٍ في إيطاليا ورفضه أبوّة ابنها، وتورّطه في قضايا تزويرٍ وتهرّبٍ ضريبي، وصولًا إلى إدمانه على تعاطي المخدّرات، والذي بدأ معه منذ سنوات تألّقه كلاعبٍ في نابولي، واستمرّ خلال كأس العالم عام 1994، حين تعرّض للإيقاف مدّةً طويلةً دون أن يردعه ذلك عن إدمانه، الذي كاد يذهب بحياته عام 2004، حين نقل إلى المشفى ونجا من الموت بأعجوبة، إثر تعاطيه جرعةً زائدةً من المخدّرات!