ترجمة وتحرير نون بوست
المعركة في لبنان تبدو خطوطها أكثر وضوحا، تلك الخطوط واضح تماما أنها طائفية ومرتبطة بشكل عضوي بالوضع في سوريا.
فعلى جانب، هناك المجموعات السنية، مثل تيار المستقبل المتحالف مع السعودية والمتعاطف مع الثوار في سوريا والجهاديين الذين يقاتلون إلى جانبهم من جميع أنحاء العالم، وعلى الجانب الآخر هناك الشيعة حزب الله وحركة أمل المتحالفة مع إيران وبشار الأسد والذي يعتمد في حربه على الأقلية العلوية.
خلال الأيام الماضية، أخذ تيار المستقبل عددا من اللوحات الإعلانية الكبيرة والتي وضعوا عليها صورة العاهل السعودي وهو يحدق بالأسفل مع كلمة “ملك الصلاح، مملكة العطاء” في شكر للسعودية التي دعمت الجيش اللبناني بـ 3 مليارات دولار لإعادة تسليحه بأسلحة فرنسية، في خطوة فهمها الكثيرون في سياق المواجهة مع حزب الله.
تنامت قوة المتشددين السنة، والذين يسمون بالسلفيين في لبنان، بعضهم يجاهر بالتقارب مع القاعدة بما في ذلك جبهة النصرة التي أعلنت مسؤوليتها عن تفجيرات استهدف شيعة في الضاحية الجنوبية في بيروت، كان آخرها يوم 21 يناير الجاري.
اتهم حسن نصر الله السعودية بتنفيذ تفجير انتحاري مزدوج في السفارة الإيرانية في بيروت، وفي ديسمبر انفجرت سيارة ملغومة قتلت الوزير السابق محمد شطح والمقرب من سعد الحريري الذي ألقى باللائمة على حزب الله فورا.
بعدما توفي ماجد الماجد زعيم كتائب عبدالله عزام التي أعلنت مسؤوليتها عن تفجير السفارة الإيرانية، اتهم الكثيرون وخاصة الإيرانيون السعودية بقتله خشية فضحه علاقته بالنظام السعودي.
يزيد صايغ الباحث الرئيسي في مركز كارنيغي يقول إن بداية النزاع الطائفي السني الشيعي يعود إلى حرب العراق وتدفق المسلمين السنة من لبنان وسوريا والأردن ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين لمحاربة الأمريكيين وضد الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة، ويرى الصايغ أن الطائفية تُستخدم عادة من قبل الأنظمة، مثل النظام الأردني والسعودي وفي مصر مبارك لمجابهة النفوذ الإيراني في المنطقة، إيران حاولت التخفيف من هذه الخطابات عبر حشد مضاد وظهر ذلك جليا في حرب حزب الله مع إسرائيل في 2006.
هذا يعني أن لبنان وسوريا بالنسبة للسعودية هي مجرد معركة جانبية، أما بالنسبة لطهران، فإن المعركة قد تكون أهم من البرنامج النووي الإيراني. العناصر المحافظة في النظام الإيراني تنظر إلى النفوذ الإقليمي كتعويض على النهج التصالحي الذي قاده حسن روحاني مع الأمريكيين حول القضايا النووية.
منذ عامين رفض حزب الله وحليفه السوري إقامة مخيمات للاجئين في لبنان، خشية أن تكون مصدرا “للمتطرفين”، لكن الآن يجد هؤلاء أنفسهم في مأزق مع قدوم قرابة 1.5 مليون سوري إلى لبنان يضغطون بشدة على بنية الدولة التحتية البالية أساسا من إمدادات الكهرباء إلى الرعاية الصحية مرورا بالمياه والنقل.
ليس هناك نقاش حقيقي في لبنان حول العواقب الاجتماعية والديموغرافية بسبب هذه الزيادة السكانية والتي تجاوزت ربع سكان لبنان، السوريون الآن يعملون بشكل غير رسمي ما دفع بالأجور إلى الانهيار، إضافة إلى أن 20 ٪ من اللبنانيين بالفعل يعيشون تحت خط الفقر والسوريون في لبنان هم الأكثر فقرا بالإضافة إلى أنهم يواجهون التمييز في أرض خصبة لتجنيد الجهاديين.
لا أحد يشك في أن الأمور ستزداد سوءا، لقد بلغ الدين العام اللبناني 138 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي! والمودعين بدأوا بالفعل في سحب أموالهم من البنوك اللبنانية التي تمتلك 59 ٪ من الديون بالفعل.
اللبنانيون يعتقدون أن الأوضاع ستسوء حتى لو توصلت إيران لاتفاق مع القوى الدولية، الأمر في لبنان بعيد عن تلك الدبلوماسية.