فيما سميّ أنه انقاذ لمحادثات جنيف التي انطلقت الأربعاء بلقاء ٤٥ وفداً منها ٣٩ دولة من شتّى أنحاء العالم بالإضافة إلى وفود المعارضة السورية ، النظام السوري، الاتحاد الاوربي، الجامعة العربية، منظمة المؤتمر الاسلامي.
الافتتاح الذي انتهى وكان محلّ صخب إعلامي لكثير من تفاصيله التي تناقلتها وسائل الإعلام، بدءاً من الخطابات المتعددة التي ركزت على أن لا مكان لبشار الأسد في الحكومة الانتقالية التي على النظام السوري نقل جميع الصلاحيات إليها، والافراج عن المعتقلين والتوقف عن اطلاق النار وقصف المدنيين ورفع الحصار عن المدن، والتي تأتي جميعها ضمن وثيقة جنيف ١ التي طلب من وفد النظام التوقيع عليها.
خطاب رئيس وفد النظام السوري وزير الخارجية وليد المعلم الذي استمّر لـ ٣٥ دقيقة متجاوزا ضعف الوقت المسموح له، رغم تنبيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للمعلم مرات متعددة إلا أنه استمر في كلامه.
رئيسة مكتب الإعلام والتواصل في الرئاسة السورية لونا الشبل بـ “ضحكاتها” المتواصلة أثناء الافتتاح كان محط لفت للأنظار وكاميرات الاعلاميين المتواجدين في قاعة المؤتمر والتي تناقلتها الصحف والمواقع بشكل سريع لتتحول مادة تهكم على النظام السوري، كما تبادلت مع وزير الإعلام عمران الزعبي وآخرين من أعضاء الوفد ضحكات أثناء الملاسنة بين المعلم وبان كي مون لانهاء كلمته.
وموقف آخر تردد في جنيف من أحد أعضاء وفد النظام هو وزير الاعلام عمران الزعبي الذي حاول التخلص من الصحفيين وكم هائل من الأسئلة الغير متوقعة كما في الإعلام في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري والتي اعتاد عليها الزعبي، إلا أن أحد هؤلاء الصحفيين ألحّ بشكل غير مسبوق على الزعبي وسأل قرابة ١٦ مرة عن هويّة من يقصف حلب بالبراميل .. ومن يحارب داعش دون إجابة من الزعبي واستمراره بمحاولة مغادرة المكان.
من الطرف الآخر، أظهرت كلمة أحمد الجربا رئيس الائتلاف السوري قوة وايصالاً مباشراً للفكرة بالاضافة إلى الالتزام بالوقت المحدد له، وداعياً النظام إلى القبول فوراً بمقررات جنيف ٢ والبدء فوراً بنقل السلطة.
أمس الخميس الذي يعتبر استراحة للوفود المشاركة، التقى المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي مع وفدي المعارضة والنظام في لقائين منفصلين في ما قيل أنها محاولة لإنقاذ المباحثات.
المفاوضات المباشرة التي من المتوقع أن تبدأ اليوم الجمعة قال عنها بان كي مون بأنها ستكون صعبة، إلا أن الجو العام متوجه بأضوائه إلى النظام السوري المجبر بالقبول بجنيف ٢ ونقل السلطة، أو محاكمة معظم رموزه بتهم جرائم حرب في المحكمة الدولية بلاهاي بعد نشر صور مقتل أكثر من ١١ معتقل سوريّ في سجون النظام، وهو ما تحدثت عنه معظم الصحف العالمية من خيارين لا ثالث لهما.
هيثم المالح رئيس الوفد المفاوض قال أن الحالة المزاجية إيجابية رغم صعوبة اليوم الأول متحدثاً عن عملية مقسمة على مرحلتين يتم فيها أولا الاتفاق على خطوات عملية مثل تبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار في بعض المناطق وسحب الأسلحة الثقيلة وإقامة معابر إنسانية ثم النظر بعد ذلك إلى المستقبل السياسي.
في الوقت ذاته قال عمران الزعبي للصحفيين في وقت سابق أن الحديث عن رحيل بشار الأسد غير وارد، و قالت مستشارة بشار الأسد بثينة شعبان أنهم يشاركون في مؤتمر جنيف لاظهار حسن نيّة فقط من جانبهم أن لديهم نيّة لايجاد حلّ، مع ايمانها بأن من يخبرون الولايات المتحدة بأنهم قادة معارضة هم ليسوا كذلك لافتة إلى أن المعارضة هي فقط المسلحة في داخل سوريا، مضيفة أنهم ماضون في الحل على أرض سوريا.