اعتبارًا من اليوم الأربعاء 25 يناير/كانون الثاني قد يكون آخر يوم لمواطن من سوريا ومن دول أخرى عربية وأفريقية الدخول إلى الولايات المتحدة، حيث ألمح الرئيس الأمريكي في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر أن يوم الأربعاء سيكون يومًا حافلًا لقرارات تخص الأمن القومي الأمريكي وأشار أن من بين القرارات بناء الحائط مع المكسيك.
مواطني 7 دول محظور عليها دخول الولايات المتحدة
من المقرر اليوم أن يُكمل ترامب قراراته التي وعد بها خلال حملته الانتخابية والتي أثارت لغطًا وضجة كبيرة محليًا وعالميًا، وبينما كان الكثير يراهنون أن ترامب سيثني عن كثير من الوعود الجرئية التي قطعها بعد فوزه بالانتخابات ودخوله للبيت الأبيض فيما يخص الانسحاب من الاتفاقيات الدولية وحظر دخول المهاجرين من دول مسلمة لأنهم مسلمين ودعم قبول اللاجئين.
ولكن تبين العكس تمامًا فالرجل لم يمكث أسبوعًا واحدًا في البيت الأبيض بعد! وبدأت القرارات تنهال على العالم، حيث سيُصدِر ترامب اليوم قرارات تنفيذية تشمل حظرًا مؤقتًا على جميع المهاجرين باستثناء الأقليات الدينية التي تفر من الاظطهاد لحين تعزيز عملية الفحص والتحري، ووقفًا لإصدار تأشيرات دخول لمواطنين من سوريا والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن وإيران حسب ما نشرت رويترز، ومن بين تلك القرارات أيضًا مسألة بناء جدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك وترحيل المهاجرين غير الشرعيين.
Big day planned on NATIONAL SECURITY tomorrow. Among many other things, we will build the wall!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) January 25, 2017
وحسب قانونيين فإن ترامب لديه الصلاحية المطلقة في إصدار هكذا قرارات في حال كان هذا في المصلحة العامة والأمن القومي للبلاد بما في ذلك الحد من قبول طلبات اللاجئين وإصدار تأشيرات لدول بعينها.
ولكن بعيدًا عن وجهة النظر القانونية واتساقًا مع موقع الولايات المتحدة ومكانتها حول العالم؛ الاقتصادية والإنسانية والسياسية وغيرها، فإن إصدار هكذا قوانين سيكون سيئًا جدًا لمكانة أمريكا في العالم ولن يسجل لصالحها أبدًا بالإضافة إلى أنه سيكرس من كره مواطني تلك الدول للولايات المتحدة، فمن ناحية يزيد انغلاق الولايات المتحدة على نفسها وانعزالها عن الآخرين ومن جهة أخرى يشير إلى تهربها من الاستحقاقات الإنسانية الجارية في العالم والتي تحتل أزمة اللاجئين حيزًا كبيرًا منها.
يُذكر أن ترامب كان أثناء حملته الانتخابية وعد أنه سيبني جدارًا مع المكسيك وسيجبرها على تحمل نفقات البناء وهو ما رفضته المكسيك بشكل قاطع، واتخاذ إجراءات خاصة تجاه المهاجرين الغير شرعيين وأن عدد المطرودين منهم سيصل إلى نحو 3 ملايين لاجئ، وسيمنع دخول المسلمين بذريعة أنه سيحمي الأمريكيين من هجمات المتشددين، حيث اعتبر الكثير من أنصار ترامب أن قرار أوباما زيادة أعداد اللاجئين السوريين الذين تستقبلهم الولايات المتحدة قد يسمح بأن ينفذ بعض هؤلاء هجمات بالبلاد، لذا ذكر ترامب في حملته الانتخابية أنه سيركز القيود على الدول التي يمكن أن يمثل المهاجرون منها تهديدًا على بلاده بدلًا من حظر معين على من يعتنقون ديانة معينة.
تأتي هذه القرارات استكمالا لرؤية ترامب “أمريكا أولا” بعد قرار الانسحاب من اتفاقية التبادل الحر عبرالمحيط الهادئ، وقرار إعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية “نافتا” بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك تمهيدًا لتغيير شروط الاتفاقية.
لا شك أن الولايات المتحدة ستتضرر من شعار “أمريكا أولا” والإجراءات الحمائية التي يتخذها ترامب، فهي كما يراها ترامب تحمي أمريكا إلا أنها تفتح الباب أمام غيرها للتصدر وتزعم العالم وإزاحة الولايات المتحدة عن هذا العرش الذي تربعت عليه منذ عشرات السنوات.
فالصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة والعدو اللدود لها حيث سعت دومًا لتقويض مصالحها في العالم والتنافس معها للسيطرة على التجارة العالمية، ستكون جاهزة متى ما تراجع ترامب عن دوره في زعامة العالم.
خروج الولايات المتحدة من الاتفاقيات التجارية العالمية والاستحقاقات الإنسانية في العالم سيعزز موقف الصين عالميًا
فمن شأن خروج الولايات المتحدة من الاتفاقيات التجارية العالمية والاستحقاقات الإنسانية في العالم أن يقوي شوكة الصين في الأسواق الخارجية ويعزز موقفها لدى دول العالم أكثر، خصوصًا أن خبراء اقتصاد كثر متفقين أن خطط ترامب لها مخاطر على الاقتصاد الأمريكي والعالمي على حد سواء، ليس أقلها انخفاض النمو وارتفاع المديونية والبطالة وعدم الاستقرار في المناخ الاستثماري المحلي والعالمي. وهذا كله يؤدي لانحدار الولايات المتحدة ودورها في العالم، فكيف سيعيد ترامب عظمتها في ذلك الوقت!.