ترجمة حفصة جودة
“الحمد لله، لم يكن لدينا وسائل تواصل اجتماعي عندما كنا أطفال”، كانت هذه الجملة عنوانًا فرعيًا لمجموعة من الصور ظهرت لي في أثناء تصفح الفيسبوك، كانت الصور لمجموعة من الآباء نشروا صورًا لأطفالهم وهم يقومون بأشياء سخيفة ومضحكة مثل وضع وجوههم في كعكة عيد الميلاد أو التمدد على الأرض بعد نوبة من الصراخ والبكاء.
كانت الصور مضحكة باعتراف الجميع، لكن العنوان أوضح نقطة جيدة عن مفهوم “المشاركة”، فكأشخاص بالغين نحن نشعر بالسعادة لأن آبائنا لم يشاركوا صورنا على الإنترنت، من المزعج أن نرى الآباء والأمهات يشتكون من تصرفات أبنائهم المزعجة، فقط تخيلوا الأمر في الحياة الواقعية، لو أن أحد الآباء يقف وسط المركز التجاري رافعًا صورة طفله وهو يصرخ على الأرض!
هذه النقاط يجب أن تأخذوها بعين الاعتبار قبل أن تنشروا صور أطفالكم على الإنترنت.
المشاركة تعني الاهتمام إلى أن تصبح العكس
من الرائع في الثقافة الحديثة أن يصبح الآباء والأمهات صادقين فيما يتعلق بمتاعب الأمومة، بداية من أهوال الولادة وصدمة اكتئاب ما بعد الولادة وحتى المعاناة في التعامل مع تصرفات المراهقين المزعجة، هذه الثقافة حررتنا جميعًا.
من الممتع أن تقرأ في الصباح عن تصرفات الأطفال الماكرة، أو عن لحظات فوز الأطفال في مسابقة البيضة والملعقة في اليوم الرياضي، لكن صورة الخبز المحمص الذي لم يأكله أوسكار الصغير في الصباح ليست ممتعة إطلاقًا.
ما الذي حدث للأباء والأمهات؟
من التناقض أن نطلب من الأبناء أن ينتبهوا لما ينشرونه على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن يتجنبوا مشاركة الأمور التي لا يرغبوا في أن يراها أصحاب العمل في المستقبل، بينما نتجاهل نحن هذه النصائح بالشكوى من أبنائنا على الإنترنت.
وفقًا لدراسة أجرتها جمعية “The Parent Zone” الخيرية، فسينشر الآباء 1000 صورة لطفلهم الأول عندما يصبح في الخامسة من عمره، فجميع اللحظات سيتم توثيقها بداية من صورة الموجات فوق الصوتية وحتى أول يوم في الروضة.
لذا هل يبدو مفيدًا وضروريًا أن تنشر صورة طفلك بعمر العامين وكيف أنه لا يحب تناول البروكلي، أو أن تنشر صورة لابنك المراهق والذي يترك الأطباق في غرفة نومه؟ ما الذي حدث للآباء والأمهات، أليس من المفترض أن يكونوا من أكثر المعجبين بأبنائهم؟
الآباء والأمهات هم “شبكة الأمان”
يقول دكتور غايل جروس خبير الأسرة: “الآباء الذين يسخرون من أبنائهم ينتهكون مبادئ الأمومة والأبوة الأساسية، من المفترض أن يكون الآباء والأمهات شبكات أمان لأبنائهم”.
الأطفال يكبرون
لقد بدأت آثار هذه المشاركات في الظهور، فإحدى المراهقات النمساويات كانت تشعر بالعار من منشورات والديها حتى إنها قامت بمقاضاتهم لانتهاك خصوصيتها، فقد قالت لإحدى الصحف في النمسا: “إنهما لا يشعران بالخجل ولا حدود لتصرفاتهما، فلا يهمهما إن كنت تجلس على المرحاض أو تنام عاريًا في السرير، إنهما يسجلان كل لحظة وينشرانها على الملأ”.
لذا ربما تفكرون قليلاً قبل نشر أي صورة على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى لو كان ذلك فقط لتتجنبوا معركة قضائية مع أطفالكم الذين لم يعودوا صغارًا.
المصدر: الإندبندنت