مساء الأربعاء الماضي، أنجزت النسخة ال31 من بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم (كان 2017)، التي تُقام فعّاليّاتها في الغابون منذ 14 يناير الجاري، جميع مباريات دور المجموعات البالغة 24، والتي أسفرت عن تأهّل 8 منتخباتٍ إلى الدّور ربع النهائي، فيما ودّعت 8 منتخباتٍ أخرى البطولة، مكتفيةً بالمباريات ال3 التي خاضتها في الدّور الأول.
وفي حين توقّع أغلب المراقبين خروج منتخبات: غينيا بيساو وزيمبابوي وتوغو ومالي وأوغندا من الدّور الأوّل، مثّل خروج: ساحل العاج حاملة لقب النسخة الماضية، والجزائر بنجومها العالميين، والغابون صاحبة الضيافة، أبرز مفاجآت دور المجموعات، الذي رسم ختامه ابتسامة الرضى على وجه جماهير الثلاثيّ العربي: تونس والمغرب ومصر، فيما خابت آمال الجماهير الجزائريّة بوداع منتخبها المبكّر.
جانبٌ من حفل افتتاح البطولة
ولم تفلح الغابون في استغلال فرصة استضافتها للبطولة، فوجدت نفسها خارج الحسابات مبكّرًا، بعدما اكتفت بجمع 3 نقاطٍ من 3 تعادلات، وضعتها في المركز الثالث للمجموعة الأولى، التي تأهّل عنها منتخبا بوركينا فاسو والكاميرون، برصيد 5 نقاطٍ لكلٍّ منهما من تعادلين وفوزٍ وحيد، جاء على حساب الضيفة الجديدة غينيا بيساو، التي تذيّلت ترتيب المجموعة، وودّعت البطولة إلى جانب الغابون.
أهداف مباراة الجزائر وزيمبابوي
أمّا المجموعة الثانية، فقد استهلّها الشقيقان العربيّان بشكلٍ سيء، فتلقى المنتخب التونسي هزيمةً مستحقّةً أمام نظيره السنغالي القويّ بهدفين نظيفين، بعد أداءٍ باهتٍ من نسور قرطاج، فيما لم يكن هدفا النجم رياض محرز كافيين لمحاربي الصحراء، من أجل تحقيق الفوز على أضعف منتخبات المجموعة زيمبابوي، فانتهت مباراتهما بالتعادل بهدفين لهدفين.
أهداف مباراة تونس والجزائر
وفي الجولة الثانية، كان الموعد مع مواجهة القمّة العربيّة المغاربيّة المرتقبة بين الشقيقين التونسي والجزائري، والتي استغلّ فيها نسور قرطاج استرخاء محاربي الصحراء، وباغتوهم بهدفين بعد ربع ساعةٍ من انطلاق الشوط الثاني، عبر عيسى ماندي ونعيم سليتي، ولم يُجدِ هدف الجزائري سفيان هنّي في الدقاق الأخيرة نفعًا، في تجنيب منتخبه مغبّة هزيمةٍ مرّة، أضعفت كثيرًا من حظوظه بالتأهّل، وخاصّةً بعد فوز السنغال على زيمبابوي بهدفين نظيفين.
أهداف مباراة تونس وزيمبابوي
وفي الجولة الثالثة والأخيرة، تمكّن نسور تونس من ضمان تأهّلهم لربع النهائي، بعد تألّقهم وتحقيقهم فوزًا كبيرًا على زيمبابوي، بلغ قوامه 4 أهدافٍ مقابل هدفين، جاءت جميعها في شوط المباراة الأوّل عبر كلٍّ من: نعيم سليتي والمتألّق يوسف المساكني وطه الخنيسي ووهبي الخزري، لتصل تونس إلى نقطتها السادسة، التي وضعتها في المركز الثاني للمجموعة خلف السنغال.
أهداف مباراة الجزائر والسنغال
أمّا المنتخب الجزائري، فقد دخل مباراته الثالثة أمام نظيره السنغالي -المتأهّل سلفًا- بآمالٍ ضعيفةٍ جدًّا، حيث كان يتوجّب عليها الفوز مع انتظار هزيمة شقيقه التونسي أمام زيمبابوي، وهو ما لم يحصل بطبيعة الحال، حيث انتهت المباراة بالتعادل بهدفين لمثلهما، بعدما سجّل إسلام سليماني مرّتين لمحاربي الصحراء، الذين خيّبوا آمال جماهيرهم العريضة، التي كانت تحلم برؤية منتخبها ينافس على لقب البطولة، فإذا به يودّع المنافسات مبكّرًا، بعد اكتفائه بجمع نقطتين وضعتاه في المركز الثالث لمجموعته.
أهداف مباراة المغرب وتوغو
وفي المجموعة الثالثة، افتتح منتخب ساحل العاج حامل اللقب مبارياته بتعادلٍ سلبيٍّ أمام منتخب توغو، فيما تلقّى المنتخب المغربيّ خسارةً مزعجةً بهدفٍ نظيفٍ أمام منتخب الكونغو الديمقراطيّة، الذي تابع مفاجآته بالتعادل مع ساحل العاج في الجولة الثانية، في الوقت الذي نفض فيه أسود الأطلس غبار هزيمتهم الافتتاحيّة، وحقّقوا انتصارهم الأوّل في البطولة على حساب نظيرهم التوغولي، بعد أن قلبوا تأخّرهم بهدفٍ مبكّر، إلى فوزٍ بثلاثيّةٍ كان أبطالها: عزيز بو هدوز وغانم سايس ويوسف النصيري.
وفي الجولة الأخيرة من المجموعة، تابع أسود الأطلس بقيادة الثعلب الفرنسي هيرفي رينارد تألّقهم، واستطاعوا الإطاحة بحامل اللقب ساحل العاج خارج البطولة، بعد فوزهم عليه بهدفٍ رائعٍ، حمل توقيع المهاجم رشيد عليوي، ليضمنوا مقعدًا في ربع نهائيّ الكان للمرّة الأولى منذ عام 2004، بعدما رفعوا رصيدهم من النقاط إلى 6، وضعتهم في المركز الثاني خلف منتخب الكونغو الديمقراطيّة، الذي حقق بدوره فوزًا سهلًا على توغو، أمّن له صدارة المجموعة الثالثة برصيد 7 نقاط.
هدف المصري عبد الله السعيد في مرمى أوغندا
وفي المجموعة الرابعة، افتتح المنتخب المصري مبارياته في البطولة، بتعادلٍ سلبيٍّ مخيّبٍ للآمال مع منتخب مالي، في الوقت الذي حقق فيه خصمه الغانيّ فوزًا ثمينًا على منتخب أوغندا بهدفٍ وحيد، وأتبعته بفوزٍ مماثلٍ على منتخب مالي في ثاني جولات المجموعة، التي شهدت نجاح الفراعنة في الخروج من عنق الزجاجة، بعد فوزهم المتأخّر على أوغندا بهدفٍ وحيد، حمل توقيع المدفعجي عبد الله السعيد.
هدف المصري محمّد صلاح في مرمى غانا
وفي الجولة الثالثة، سجّل نجم الفراعنة محمّد صلاح هدفًا جميلًا من ركلةٍ حرّةٍ مباشرةٍ في الدقيقة العاشرة، نجحت كتيبة المدرّب الآرجنتيني هيكتور كوبر في الحفاظ عليه حتّى نهاية المباراة، لترفع رصيدها إلى 7 نقاطٍ، وضعتها على رأس المجموعة الرابعة، أمام غانا الثانية برصيد 6 نقاط، فيما ودّع منتخبا مالي وأوغندا المنافسات بتعادلهما بهدفٍ لمثله.
هل تتكرّر الفرحة التونسيّة أمام بوركيينا فاسو
وسيشهد مساء السبت الواقع في 28 من يناير الجاري، عند الساعة 7 (بتوقيت مكّة المكرّمة)، انطلاق منافسات الدّور ربع النهائي من البطولة، بمواجهة منتخبي بوركينا فاسو وتونس، في مباراةٍ يأمل من خلالها رفاق يوسف المساكني ووهبي الخزري متابعة منحاهم التصاعدي في البطولة، أمام منتخبٍ عنيدٍ يسعى لمتابعة مفاجآته.
فيما ستكون الساعة 10 (بتوقيت مكّة المكرّمة) من اليوم نفسه، موعدًا لانطلاق مباراة القمّة العربيّة الخالصة، بين منتخبي مصر والمغرب، في مواجهةٍ تحمل نكهةً تكتيكيّةً خالصةً بين اثنين من أفضل مدرّبي البطولة، هما كوبر ورينارد، حيث نجح الأول في تطوير الأداء الدفاعيّ للفراعنة، الذين حافظوا على نظافة شباك حارسهم المخضرم عصام الحضري طيلة مباريات الدّور الأوّل، فيما أثبت رينارد أحقّيته بلقب الثعلب، بعد أن طوّر أداء خطّ الوسط بقيادة كريم الأحمدي ومبارك بو صوفة، الذين عوّضا غياب النجمين البارزين يونس بلهندة وسفيان بوفال.
وتستكمل مباريات ربع النهائي مساء الأحد في المواعيد ذاتها، بلقاءين في غاية القوّة والندّية، يجمع الأوّل بين منتخبي السنغال والكاميرون، والثاني بين منتخبي الكونغو الديمقراطيّة وغانا.
رابط الصورة: (الشّرح: قمّةٌ عربيّةٌ خالصةٌ بين مصر والمغرب في ربع النهائيّ)
ولن يتسنّى للجماهير العربيّة متابعة قمّة عربيّةٍ أخرى في نهائيّ البطولة، لأنّ الفائز من مباراة مصر والمغرب سيواجه الفائز من مباراة تونس وبوركينا، في لقاء نصف النهائيّ الأول المقرّر إقامته في 1 فبراير القادم، فيما يلتقي الفائزان في مباراتي ربع النهائيّ المتبقيتين، في نصف النهائي الآخر المقرّر إقامته في 2 فبراير.
فهل ينجح أحد أضلاع الثلاثيّ العربيّ الرائع في التأهّل إلى المباراة النهائيّة، المقرّر إقامتها في 5 فبراير عند الساعة 10 (بتوقيت مكّة المكرّمة) على ملعب دانغونج في العاصمة ليبرفيل؟ أم أنّ لمنتخب بوركينا فاسو رأيٌ آخر؟