يقترب حفل توزيع الأوسكار في ميعاده من كل عام في أواخر شهر فبراير، وتبدأ أنظار محبي السينما أن تلتفت إلى ما ترشح من أفلام هوليوود وغيرها ليكونوا من ضمن قائمة المرشحين للحصول على جائزة الأوسكار في عام 2017 الجاري، وعلى الرغم من غياب واضح للسينما العربية في تلك الأجواء، إلا أنه مازالت قائمة الأفلام المرشحة مليئة بالمفاجآت.
حفل عام 2016 بكثير من الأفلام المختلفة، كان الغنائي منها وكان الواقعي، كما ظهرت بشدة قوة واختلاف المؤثرات البصرية في عديد من الأفلام المرشحة، حيث تم إعلان القائمة التي سيتم اختيار الفائز منها في يوم 26 فبراير/شباط القادم، ليكون في المقدمة فيلم “لا لا لاند” الغنائي.
لا لا لاند والـ14 جائزة
مشهد غنائي من فيلم لا لا لاند
بعد أن أحدث ضجة عالمية، خرج النقاد بما لديهم من قوة على التصحيح والتعديل والانتقاد قائلين أن قصة الفيلم تعبر عن عاشقين تحابا وفرحا فقاما بالغناء سويًا، ومن ثم انفصلا فقاموا بالغناء وحيدين، إلا أنه يأتي لا لا لاند بعد أن تم ترشحه لـ 14 جائزة في سابقة من نوعها لترشح فيلم واحد لهذا العدد من الجوائز في الأوسكار لم يصل إليها من قبل إلا فيلم “تيتانك” منذ 20 عامًا، وخاصة أن فيلم لا لا لاند هو فيلم غنائي يعتمد في أغلب لقطاته على الموسيقى والرقص، حيث رُشحت اثنتين من أغانيه الرئيسية لجائزة أفضل أغنية أصلية؛ وهما أغنية “City of Stars ” و أغنية “The Fools Who Dream”، ليكسر بهذا كله رأي النقاد بكونه فيلم غنائي متوسط.
رابط أغنية “City of Stars”
بالإضافة إلى كونه أكثر فيلم موسيقي في التاريخ يتلقى ترشيحات للأوسكار بعد فيلم Mary Poppins ذو الـ 13 ترشيح ويصبح لا لا لاند بذلك مكافئ لفيلم Titanic و فيلم All About Eve في عدد الترشيحات، أما عن الممثلين فترشح ممثلي الفيلم الرئيسين، الممثل “راين جوزلنج” لجائزة أفضل ممثل في دور رئيسي، والممثلة “آيمي ستون” لجائزة أفضل ممثلة في دور رئيسي.
إعلان الفيلم
سينافس تسعة أفلام على جائزة الأوسكار لهذا العام، يحتل لا لا لاند المرتبة الأولى من حيث عدد الترشيحات، يليه في ذلك فيلم “Arrival”، وهو الفيلم الذي أبهر الملايين بدقة مؤثراته الصوتية والسمعية منها، حيث ترشح الفيلم لجائزة أفضل فيلم، وأفضل مؤثرات بصرية، وكذلك لجائزة أفضل تحرير للصوت، وجائزة أفضل مزج للصوت أيضًا.
فيلم الوصول: من الفضاء إلى الأوسكار
“آيمي أدمز” خبيرة اللغويات وهي تحاول فك أغوار اللغة الكونية التي ترسمها لها الكائنات الفضائية
“الوصول” أو “Arrival” هو ذلك الفيلم الذي يروي قصة التقاء البشر مع الكائنات الفضائية، ربما يبدو الأمر شديد التقليدية، فكما يحدث دومًا، يلتقي الفضائيون مع البشر، تدور المعارك، يخاف البشر منهم بسبب تكوينهم الجسماني المخيف وغير المفهوم، ولكن لم يكن فيلم الوصول بتلك التقليدية البحتة بالطبع، بل كان شديد الحداثة على شاشات السينما بمفهومه المختلف الذي عرض فيه مشهد التقاء البشر مع الكائنات الفضائية، حيث كان كل تركيز مفهوم الفيلم هو “اللغة”، كوسيلة محورية للتواصل والتفاهم مع تلك الكائنات، و كوسيلة جذرية للسفر عبر الزمن.
فيلم الوصول هو فيلم خيال علمي على مستويات عدة، أهم ما كان يرتكز عليه هو اللغة وفكرة الاتحاد أو التعاون، أي تخطي الحواجز التي تفصل بين مجتمعين أو عالمين مختلفين فكانت البطلة “آيمي آدمز” هي خبيرة اللغويات والشخصية المحورية في الفيلم تحاول التحاور مع الكائنات الفضائية التي وصلت للأرض في مراكب سبعة هبطت في قارات العالم المختلفة لتوصل رسالة إلى البشر مفادها أنهم بحاجة إليهم قريبًا.
إعلان الفيلم
“إيران” تتفوق في جوائز أفضل الأفلام الأجنبية
الممثل “شهاب حسيني” في لقطة من لقطات فيلم “البائع”
ضمن غياب واضح للسينما العربية في ترشيحات الأوسكار، يعتبر فيلم “البائع” أو “The salesman” هو مفاجأة الشرق الأوسط في المنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي في حفل توزيع جوائز الأوسكار القادم، حيث يعود من جديد المخرج الإيراني “أصغر فرهدي” بعد حصول فيلمه “إنفصال” أو ” A separation” على جائزة أفضل أوسكار لأفضل فيلم أجنبي في عام 2011، يعود “أصغر فرهدي” من جديد بفيلم “البائع” لينافس بقوة مع خمسة أفلام آخريين من السويد والدنمارك وأستراليا وألمانيا على الجائزة.
يبدو أن “أصغر فرهدي” يكسب الرهان دومًا، في كون اختياره لقصص بسيطة كمحور أساسي يقوم ببناء الفيلم كاملًا عليها، فأغلب أفلام “فرهدي” نجدها تخرج من صميم البيت الإيراني نفسه، زوجين يختلفان حتى الطلاق، مشاكل عائلية، أو مشاكل مجتمعية، يسلط “فرهدي” الضوء عليها كلها ويخرجها للنور ليس فقط محليًا، بل دوليًا في منافسة قوية على أفضل الجوائز المقدمة من سينما هوليوود.
نال فيلم “البائع” جائزة أفضل سيناريو وجائزة أفضل ممثل لبطل الفيلم “شهاب حسيني” في مهرجان كان السينمائي قبل أن يتم ترشيحه للأوسكار، ويروي الفيلم قصة زوجين ممثلين تنهار علاقتهما لدى تمثيلهما مسرحية “موت بائع متجول” للمسرحي الأميركي الشهير آرثر ميلر.
إعلان الفيلم
Hacksaw Ridge في سبيل الدين على أرض المعركة
ثان أفلام الحرب للمخرج “ميل جيبسون” وهو الفيلم المرشح على 6 جوائز للأوسكار، كما يعد من أفضل أفلام الحروب المصورة بعد فيلم “Apocalypse”، أحد أفلام الحروب المؤِسِسة في تاريخ سينما الحروب، إلا أن المفاجأة كانت في القصة الحقيقية التي اقتبسها الفيلم و تم بناءه عليها، لطالما كانت هوليويود تسخر من كل من التزم بمبادئه الدينية واحتفظ بها بشكل متحفظ لا يقبل الجرح والتعديل، إلا أن كان بطل الفيلم من النوع الأخير، بل رفض حمل بندقية أو سلاحًا أبيضًا أثناء تواجده في الجيش خلال الحرب العالمية، واستطاع النزول إلى أرض المعركة مؤديًا وظيفته كمسعف للجنود بدون أن يحمل سلاحًا واحدًا، وذلك بسبب إيمانه بحرمانية قتل النفس، وهو ما دفعه إلى حماية جنود وطنه، ليس عن طريق قتل العدو بل بإسعاف المصابين في أرض المعركة، ونرى في الفيلم مشهد إسعافه لأحد جنود العدو.
تم ترشح الفيلم لجائزة أوسكار أفضل فيلم، وجائزة أفضل تحرير للصوت، كما تم ترشيح المخرج “ميل جيبسون” لجائزة أفضل مخرج، ينافسه فيها مخرج فيلم “الوصول” “دينيس فيلانوف” و مخرج فيلم “لا لا لاند” المخرج “ديمون تشازيل”.
إعلان الفيلم
إليك قائمة الأفلام الكاملة المرشحة لجائزة أفضل فيلم
Arrival
Fences
Hacksaw Ridge
Hell Or High Water
Hidden Figures
La La Land
Lion
Manchester By The Sea
Moonlight
سيذاع حفل توزيع الجوائز يوم السادس والعشرين من فبراير/شباط القادم لإعلان الفائزين من الممثلين والمخرجين وصناع السينما، فما رأيك بقوائم الأفلام المرشحة؟