غيرت حادثة تفجير سيارة مفخخة في محيط السفارة الإيطالية السبت الماضي بطرابلس اتجاه أصابع الاتهام ،من تنظيم الدولة إلى عملية الكرامة التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وجاء اتهام الجنرال الليبي حفتر عقب إعلان قوة الردع الخاصة التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني عن نتائج تحقيقاتها حول تفجير طرابلس، الذي قالت فيه: إن منفذي التفجير، عسكريون تابعون لعملية الكرامة وأوردت أسماءهم ومعلومات عنهم.
تفجير طرابلس وما سبقه من سلسلة متواصلة في الآونة الأخيرة من تفجيرات في مدينة بنغازي شرق ليبيا، تزامنت مع أفول نجم تنظيم الدولة الذي ظهر في إعلان انسحابه من مدينة بنغازي في الخامس من كانون الثاني/يناير الجاري، وهزيمته في مدينة سرت، وفرار ماتبقى من أفراده إلى الجنوب الليبي عقب انتصار قوات عملية البنيان المرصوص، التابعة لحكومة الوفاق الوطني.
ويرى المستشار العسكري للمبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا باولو سيرّا أن الهجوم الذي وقع في العاصمة الليبية طرابلس، قرب السفارة الإيطالية، هو تحذير للسفارة الإيطالية التي تُعد أول سفارة غربية تفتح أبوابها في طرابلس مطلع كانون الثاني/ يناير الحالي بعد أكثر من عامين على إغلاقها في عام 2014، إبان حرب عملية فجر ليبيا، ومغادرة بعثتها الدبلوماسية الأراضي الليبية؛ بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد.
ويرى مراقبون أن اتهام قوة الردع لعملية الكرامة قريب إلى الواقع لأن الجهات المسؤولة عن التفجير القريب من السفارة الإيطالية كانت تسعى إلى خلق بؤر للتوتر في العاصمة لتحول دون رجوع البعثات الدبلوماسية إليها، وهو مايحاول إثباته قادة عملية الكرامة الذين خرجوا منذ عام 2014 عقب انطلاق عملية فجر ليبيا وكونوا أجساما حكومية موازية بالتزامن مع انعقاد مجلس النواب في طبرق شرق ليبيا.
ويتهم مراقبون قيادة عملية الكرامة ممثلة في اللواء المتقاعد خليفة حفتر بالمسؤولية عن سلسة التفجيرات التي شهدتها مدينة بنغازي مؤخرا، خصوصا أن أحد المصابين في واحدة من هذه الحوادث كان إبان حكومة رئيس وزراء ليبيا السابق، علي زيدان، وزيرا للداخلية، وهو عاشور شوايل، الذي أصيب رفقة نجله.
وبحسب مصادر إعلامية فإن مدينة بنغازي شهدت أكثر من أربعة تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة منذ خروج تنظيم الدولة من المدينة.
ووفق المصادر فإن أخر تفجير بسيارة مفخخة في 26 من كانون الثاني/ يناير الجاري كان بالقرب من الحسابات العسكرية في شارع جمال عيدالناصر وسط بنغازي، أصيب إثره ستة أشخاص، وسبقه تفجير بحي الماجوري خلف قتيلا وثمانية. وسبق هاذين التفجيرين استهداف بعبوات مفخخة على يومين متتابعين لقسم إيواء جرحى قوات عملية الكرامة بمركز بنغازي الطبي.
من جانبه ينفي قيادي بعملية الكرامة ماجاء في اتهامات قوة الردع الخاصة بشأن تبعية من نفذ التفجير بمحيط السفارة الإيطالية للعملية، مبينا أن طرابلس تخضع لسيطرة مجموعات مسلحة خارجة عن الشرعية، وفق قوله.
وعن تفجيرات بنغازي يتهم القيادي- الذي فضل عن الكشف عن اسمه- ما وصفها بـ”الخلايا النائمة” لمجموعات مجلس شورى ثوار بنغازي” وفق قوله مبينا أنهم سيلاحقون الجناة في بيوتهم.
إلا أن تورط الجنرال المتقاعد وتابعيه في محاولة استهداف سفارة غربية في العاصمة الليبية طرابلس، سيطرح أسئلة في قابل الأيام، عن مدى إمكانية أن يكون حفتر شريكا غربيا، وبامتتياز في محاربة الإرهاب؟ خاصة وأنه يستخدم الأساليب ذاتها.
المصدر: ليبيا الخبر