جمعت إحدى اجتماعات مؤتمر دافوس الذي يقام خلال هذه الأيام بين رئيس حزب حركة النهضة التونسي الشيخ راشد الغنوشي ورئيس حزب حركة نداء تونس المعارض الباجي قائد السبسي والسياسي المصري عمرو موسى، وكما اعتقد الكثيرون فقد نشب خلاف بينهم حول الأوضاع السياسية التي تعيشها مصر وأحداث الثلاثين من يونيو والانقلاب العسكري الذي تلاها في الثالث من يوليو.
وبدأ الحوار بكلمة عمرو موسى الذي وصف حكم محمد مرسي بالديكتاتورية وشبهه فترة حكمه بفترة حكم الرئيس المصري السبق حسني مبارك، كما شبه ما حصل في 3 يوليو بثورة 25 يناير.
واتهم الغنوشي في بداية كلمته عمرو موسى بأنه يحاول الدفاع عن شيء لا يمكن الدفاع عنه، وهو الأمر الذي استفز عمرو موسى وجعله يقاطع الغنوشي محاولا الدفاع عن موقفه من أن ما حصل في الثالث من يوليو كان ثورة شعبية ولم يكن انقلابا عسكريا، غير أن الغنوشي لم يسمح له بمقاطعته وقال له : “أنت الآن تحاول منعي من الكلام، تحاول منعي من التعبير عن رأيي”.
وقال الغنوشي أيضا: “لقد جرب طريق الانقلابات كثيرا، والكل يعلم أن طريقها مسدود.. ما معنى أن يأتي جنرال ويقول للشعب أنتم مخطئون وأنا سأقرر لكم المسار السليم؟؟ أنا لا أدعي أن الإخوان لم يرتكبوا أخطاء خلال فترة حكمهم، ولكن يجب أن ننتبه إلى أن الديمقراطية صناعة بشرية، ومعنى هذا أن ممارسيها ليسوا منزهين من الوقوع في أخطاء، الديمقراطية تسمح بوقوع الأخطاء، ولا يحق لأحد أن يلغي إرادة الشعب بحجة أن المنتخَبين ارتكبوا أخطاء”.
وعند حديثه عن الوضع في تونس، أشار الغنوشي إلى أن الثورة التونسية راهنت منذ بدايتها على الديمقراطية وعلى الوحدة الوطنية، مؤكدا أن حركته ورغم حصولها على أغلبية في الانتخابات التأسيسية إلا أنها أصرت على المضي في طريق الوفاق الوطني وشكلت حكومة تضم “إسلاميين معتدلين” وكذلك “علمانيين معتدلين”، مضيفا أن حركته فضلت الخروج من الحكومة حتى تسهل عملية الانتقال الديمقراطي وحتى تخلق المناخ التوافقي اللازم لتنظيم الانتخابات التي ستقام “في نهاية الصيف القادم”.
وأما الباجي قائد السبسي فقد بدأ كلامه بالقول: “أنا أختلف تماما مع ما يقوله السيد الغنوشي عن مصر، ولكني لن أتحدث عن مصر”، وقبل أن يمر للحديث عن تونس قاطعه مدير الجلسة الحوارية قائلا: “لا يمكنك أن تقول أنك تخالفه تماما دون أن توضح رأيك وأسباب خلافك التام لرايه”، وهو ما فعل السبسي بقوله بأن أعداد الذين النزلوا في 30 يونيو كانت 30 مليون شخص وأنها تفوق أعداد الذين انتخبوا الرئيس المصري محمد مرسي.
وعند حديثه عن الشأن التونسي، قال السبسي أن حركة النهضة لم تخرج من الحكم وأنها وإن خرجت من الحكومة فإنها لازالت تحتفظ بقسم من الحكم عبر أغلبيتها في المجلس التأسيسي، وقال السبسي: “أنا فخور بأني تحاورت مع الشيخ راشد الغنوشي وأقنعته بأن الحل الوحيد لإنجاح العملية الانتقالية في تونس هو الحوار، وأعترف بأن النهضة بذلت مجهودا جيدا للوصول إلى التوافق الذي وصلنا إليه”.
يُذكر أن السيد عمرو موسى شغل لسنوات طويلة منصب وزير الخارجية في نظام حسني مبارك الذي وصفه أمس بالنظام الديكتاتوري، قبل أن ينتقل إلى جامعة الدول العربية أمينا عاما لها.