تثير تحركات السفيرة الأمريكية في الأردن أليس ويلز حساسية لدى كثير من المواطنين سواء كانوا نخبة أو مواطنين، خاصة عند ما تبدأ بطرح الأسئلة التي تتعلق مباشرة بالمواضيع والأحداث المحلية الحساسة على المستوى الداخلي.
في حين يعبّر الأردنيون عن ضيقهم علانية من تحركات السيدة ويلز، فهذه السفيرة دون معظم السفراء الأجانب والعرب، تتدخل في نظر كثير من المراقبين بأمور تتجاوز الأصول والأعراف الدبلوماسية.
اليس ويلز السفيرة الأمريكية في الأردن
تلك العجوز الشمطاء تسرح وتمرح في البلاد
دون حسيب أو رقيب— هومام – HUMAM (@HammamGhaith) December 9, 2015
تعد السفيرة ويلز من أكثر الشخصيات الأجنبية جدلية في الأردن، كونها منذ تسلمها مهامها تقوم بالكثير من التحركات واللقاءات والاجتماعات مع مواطنين أو سياسيين أو مؤسسات مدنية أو فعاليات نسائية أو شخصيات عامة أوغير ذلك.
تحركات السفيرة ولقاءاتها المتعددة وحفلات الغداء والعشاء التي تقيمها بشكل شبه أسبوعي، سواء في مقر السفارة أو خارجها والاسئلة التي يطرحها سواء الزوار الأمريكيين أو طاقم السفارة على الضيوف، باتت حديث المجالس والديوانيات على طول الأردن وعرضه.
https://twitter.com/Ali_shunnaq/status/512697711141732353?ref_src=twsrc%5Etfw
تحركات السفيرة وزياراتها المكوكيّة
نستعرض هنا بعض النشاطات والزيارات التي قامت بها السفيرة الأمريكية أليس ويلز إلى أكثر من جهة في المملكة سواء داخل العاصمة عمان او في المحافظات.
المتصفح للموقع الإلكتروني التابع للسفارة الأمريكية، يقرأ خبرًا حول قيام السفيرة ويلز في شهر آب/أغسطس الماضي بزيارة إلى مجمع الضليل الصناعي، التقت من خلالها بعدد من الشركات والعاملين في مجال تصنيع المنسوجات في المجمع.
كما قامت السفيرة في آب/أغسطس الماضي بزيارة إلى رئيس مجلس الأعيان الدكتور عبد الرؤوف الروابدة، ورشح حينها من الزيارة، فقد وجهت السفيرة الفضولية للروابدة مجموعة من الأسئلة لها علاقة بملف قانون الإنتخاب، وأسباب مغادرته لموقعه في رئاسة مجلس الأعيان، وتقييمه لتطبيقات قانون الإنتخاب، والأهم تقديره لمسألة التعددية الحزبية.
في حين زارت ويلز المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام بعمان في 15 حزيران/يونيو من العام الماضي، وكان في استقبالها والوفد المرافق لها مدير المركز الأب رفعت بدر والعاملون في المركز.
وفي معرض ذكر زيارات السفيرة ونشاطاتها، نستذكر لقائها بداية العام الحالي مع لارا هواوشة التي تعتبر أو فتاة أردنية مرشحة لقيادة طائرة حربية، حيث التقت بها السفيرة في الكرك بعد زيارتها للقلعة التي شهدت أحداثا دامية بين الأجهزة الأمنية ومجموعة مسلحة تابعة لتنظيم داعش.
الخارجية الأمريكية وبّخت ويلز بعد موقفها في بيت النائب قشّوع
فيما التقت السفيرة الدكتور كمال الدين بني هاني رئيس الجامعة الهاشمية في نيسان/إبريل من العام الماضي، وبحثت معه سبل تعزيز علاقات التعاون الأكاديمي والتعليمي والبحثي بين الجامعة الهاشمية والجامعات والمؤسسات الأكاديمية الأمريكية.
وشاركت ويلز في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي في حفل تخريج 260 طالبا وطالبة شاركوا في برنامج “لدي حلم”، الذي نفذه نادي إبداع الكرك بحضور رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبدالسلام المجالي وعدد من المسؤولين وجمع من المجتمع المحلي.
ولا ننسى هنا ذكر زيارة السفيرة إلى منزل النائب السابق حازم قشوع في نهاية العام 2015، التي أثارت ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا بعد إقدامها على تغيير ملابسها في منزل النائب وتبادلهما القبل، وهو ما دفع وزارة الخارجية الامريكية إلى توبيخ السفيرة، وما فتح موجة من النقد والجدل والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن.
هل تتعدى السفيرة حدود عملها الدبلوماسي؟
فهل يعتبر كل ما سبق من نشاطات للسفيرة الأمريكية تدخلا وتغولا وتعديا على السيادة الأردنية، ومخالفة لأصول وقواعد العمل الدبلوماسي الدولي؟
https://twitter.com/Fatemahalwash/status/817516338512072704?ref_src=twsrc%5Etfw
برأي المختص في الدراسات الاستراتيجية والأمنية الدكتور عامر السبايلة فإن تحركات السفيرة ويلز لم تصل إلى درجة التعدي والتغول على السيادة الوطنية، لكنه اعتبرها تحركات مستفزة بدرجة كبير.
وقال السبايلة لـ”أردن الإخبارية” إن “السفيرة لا تشارك بأي نشاط غير رسمي إلا بدعوة من القائمين على النشاط، لذلك لا نستغرب من تحركاتها سواء على الصعيد الاجتماعي أو الاقتصادي”.
ولفت المحلل السياسي إلى أنه “لا مجال للعفوية في تحركات السفيرة ويلز، فهي تسير وفق خطط وبرامج ومواعيد محددة”، متسائلا بقوله “هل وزارتي الخارجية والتخطيط على علم مسبق بتحركاتها، وهل تتطلب تحركاتها موافقة مسبقة من الوزارتين”.
واستدرك السبايلة قائلا “من حيث المبدأ يحق للدبلوماسي التحرك بحرية في البلاد التي يعتبر فيها سفير ما لم يهدد المصالح الوطنية لتلك البلاد”، منوها إلى أن “تحركات السفيرة الأمريكية تفوق الوضع الطبيعي وتتعداه، ولا يمكن النظر إليها بعين البراءة بل بعين الشك والتساؤل”.
وتساءل الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية قائلا “لماذا لا نشاهد أو نسمع عن تحركات سفير أو سفيرة لأي من الدول المعتمدة لدى المملكة على مستوى تحركات السفيرة الأمريكية وكثرتها؟، معتبرا أن “السفيرة الأمريكية تجاوزت الحدود والأعراف الدولية المتبعة في العمل الدبلوماسي”.
السفارة الأمريكية تبرر
من ناحيته، اعتبر المتحدث الرسمي باسم السفارة الأمريكية في عمان إريك باربي أن الجولات والزيارات الميدانية للسفيرة الأميركية أليس جي ويلز في عمان و المحافظات، ليست تدخلا بالشأن الأردني.
وقال باربي خلال برنامج رينبو الذي يقدمه الزميل محمد العرسان عبر راديو البلد إن “وظيفة السفيرة معرفة المناطق وهذا طبيعي، وهي تريد علاقات شعبية وليست سياسية فقط”.
وحسب باربي ترسل السفارة الأمريكية في عمان معلومات وتقارير عن الحالة الاقتصادية والسياسية الأردنية للإدارة في واشنطن، كباقي سفارات الدول المختلفة واصفا ذلك بالعمل الدبلوماسي.
تسهيلات مريبة وفوق العادة
من جهته، علق منسق حملة ذبحتونا من أجل حقوق الطلبة في الدكتور فاخر دعاس على تحركات سفيرة الولايات المتحدة أليس ويلز، معتبرأ أن الدولة تمنحها السهولة بالحركة والتنقل والتدخل بالشؤون الداخلية للبلاد أكثر مما تمنحه لسياسييها.
وقال دعاس على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك إن “حرية الحركة والتنقل والتسهيلات التي تقدمها حكومتنا الرشيدة للسفيرة الامريكية، لو تم تقديمها لحزب سياسي قد حاله كان وصل الأغلبية النيابية”.
ورأى دعاس بأن “التسهيلات المذكورة لو منحت له وزملائه في حملة ذبحتونا في أقل من سنتين، لأعلن عن اتحاد عام لطلبة الأردن ونكون حققنا مجانية التعليم”.
مين هي السفيرة ويلز؟
تحمل السفيرة الأمريكية أليس ويلز في جعبتها الكثير من الخبرات المتراكمة حول دول الشرق الأوسط، وهذا الأمر كان مرتبطًا بأسرتها منذ البداية، فهي ولدت في العاصمة اللبنانية بيروت، عام 1963، حيث كان والدها ضابطًا في الجيش الأمريكي، يخدم ضمن قوة متمركزة في الشرق الأوسط، حيث تنقلت العائلة في أكثر من مكان، منها الأردن، حيث حصل والدها على تدريبات مع الجيش الأردني في مدينة الزرقاء، كما تقول هي ذلك في فيديو نشرته لها السفارة الأمريكية في الأردن ابان تعيينها سفيرة هناك عام 2014.
وقد أمضت ويلز ما يقارب 25 عامًا من العمل الدبلوماسي في السعودية، وهناك تعرفت على زوجها كيرت، وقد أنجبا 3 بنات.
عينت أليس جي ويلز سفيرة للولايات المتحدة الأميركية في الأردن في 2014، وكانت قد شغلت منصب مستشار في مكتب شؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية، ومساعدة خاصة للرئيس لشؤون روسيا وآسيا الوسطى في البيت الأبيض من 2012-2013.
كما تقلدت ويلز منصب مساعدة تنفيذية لوزيرة الخارجية كلينتون من 2011 – 2012؛ والمساعد التنفيذي لوكيل الوزارة للشؤون السياسية وليام بيرنز بين الأعوام 2009 – 2011.
عملت السفيرة من 2006 – 2009 في منصب مستشار بدرجة وزير للشؤون السياسية في سفارة الولايات المتحدة في موسكو، وعملت سابقاً كمديرة للشؤون المغربية ومديرة بالإنابة لشؤون مصر وشمال أفريقيا في مكتب شؤون الشرق الأدنى.
وقد عملت السفيرة ويلز أيضا موظفة في القسم السياسي في سفارة الولايات المتحدة في نيودلهي وإسلام أباد والرياض. كما حصلت السفيرة ويلز على درجة البكالوريوس من جامعة ستانفورد، وماجستير مشترك من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس من مؤسسة راند. تتحدث السفيرة ويلز اللغة الروسية ودرست اللغة العربية والأوردو والهندية.
المصدر: أردن الإخبارية