تبيانت آراء محللين وسياسيين حيال المكاسب السياسية لحكومة الوفاق الوطني من عودة سفارتي تركيا وإيطاليا إلى العاصمة طرابلس، وأسباب مبادرة هاتين الدولتين دون غيرهما بالعودة إلى ليبيا. واتفقت هذه الآراء في استبعاد وجود مخاطر أمنية تعيق فتح السفارت .
تركيا التي أعادت فتح سفارتها يوم ثلاثين كانون الثاني/ يناير في طرابلس، أعلن وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو، أن إعادة فتح السفارة هي بمثابة المساهمة في السلم والاستقرار وإعادة الإعمار في ليبيا، وهو ما يتفق مع تصريحات رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني عقب إعادة فتح سفارة بلاده في العاشر من كانون الثاني/ يناير.
لا بديل عن الحكومة
ويرى المحلل السياسي الليبي، أشرف الشح، أن عودة سفارتي تركيا وإيطاليا إلى العاصمة طرابلس، سيرفع من أسهم حكومة الوفاق؛ لأن هذه الخطوة إشارة من هذه الدول بأنه لا بديل عن حكومة الوفاق واتفاق الصخيرات.
وأضاف الشح لموقع ليبيا الخبر، أن مبادرة تركيا وإيطاليا تقطع الطريق على كل المبادرات التي تُخرج حكومة الوفاق والاتفاق السياسي من المشهد في ليبيا، وتبشر بأن هناك رغبة حقيقية في استقرار طرابلس.
ويعزو الشح مبادرة تركيا وإيطاليا في فتح سفارتها قبل الدول الأخرى إلى الامتداد التاريخي والمصالح المشتركة للبلدين في ليبيا مستبعدا وجود مخاطر أمنية تهدد هذه الخطوة.
امتداد تاريخي
وتتفق عضو كتلة الوفاق الوطني بمجلس النواب مدللة قندة مع الشح في المكاسب السياسية التي ستعود على حكومة الوفاق والاتفاق السياسي جرّاء عودة تركيا وإيطاليا إلى طرابلس.
وترى مدللة في تصريحها لموقع ليبيا الخبر أن تركيا وإيطاليا بادرتا بفتح سفارتيهما في طرابلس، لأن تركيا لها إمتداد تاريخي في ليبيا ومصالح اقتصادية مشتركة، وأن إيطاليا بتقاربها مع ليبيا تحمي نفسها من الهجرة غير الشرعية وتحمي مصالحها الموجودة في البلاد.
وتستبعد مدللة وجود مخاطر أمنية على السفارتين لأن إيطاليا وتركيا من الدول الكبرى وجميع خطواتها محسوبة في المنطقة وتستطيع الدولتان مواجهة كل التحديات بشكل جيد دون المخاطرة برعاياها.
تغيير المجلس الرئاسي
ومن جانب آخر يتوقع المحلل السياسي محمود إسماعيل، أن حكومة الوفاق لن تحقق أي مكسب سياسي من عودة هذه السفارات، لأن تجارب سابقة أثبتت أن الحكومة لم تستغل المكاسب السياسية لصالحها. فالحكومة والوجوه السياسية بحسب إسماعيل “لم تبلغ سن الرشد سياسيا”.
وقال إسماعيل في تصريحه لموقع ليبيا الخبر إن الحل في تغيير المجلس الرئاسي وجميع الوجوه التي تتصدر المشهد السياسي للوصول إلى حل ، على حد تعبيره.
ويتفق إسماعيل مع الشح ومدللة حيث يرى أن سبب مبادرة تركيا وإيطاليا بفتح السفارتين في طرابلس يعود إلى المصالح المشتركة والامتداد التاريخي للدوليتن في ليبيا لأن “السياسية الدولية لا تعرف مبدأ الحب والكراهية”.
ومن ناحيته يشترك المحلل السياسي جمال عبدالمطلب مع محمود إسماعيل في الرأي بأن حكومة الوفاق لن تحقق أي مكسب سياسي من عودة السفارتين.
وبيّن عبدالمطلب في تصريحه لموقع ليبيا الخبر أن المصالح الإقتصادية والامتداد التاريخي هو ما يجعل الدولتين سابقتين في الرجوع إلى طرابلس.
إلى ذلك يرى المحلل السياسي والمختص في العلاقات الليبية الإيطالية محمد فؤاد أن ضعف حكومة الوفاق سيترتب عليه عدم استفادتها من فتح سفارات دولتين مهمتين.
ويضيف فؤاد في تصريحه لموقع ليبيا الخبر أن استياء الرأي العام والصحافة الإيطالية من ضعف حكومة الوفاق ظاهر إلا أن الدعم الإيطالي مستمر لها، لأن إيطاليا لديها مخاوف كبيرة من صعود حكومة إسلامية في ليبيا.
وأكد خبير العلاقات الليبية الإيطالية أن إيطاليا دعمت حكومة الوفاق لأنها حسبت المؤتمر الوطني والأجسام المنبثقة عنه على التيار الإسلامي في ليبيا، حسب تعبيره.
ويعزو فؤاد في تصريحه لموقع ليبيا الخبر تقارب تركيا وإيطاليا من ليبيا للامتداد التاريخي للبلدين في ليبيا إضافة إلى الإمتداد الإسلامي لتركيا وقربها من جماعة الإخوان المسملين في ليبيا و المصالح الاقتصادية بالنسبة للبدين في ليبيا.
وتعد سفارتا إيطاليا وتركيا أهم سفارتين عادتا إلى البلاد وذلك بعد خروج الأطقم الدبلوماسية من ليبيا بعد التوترات الأمنية في عامي 2014 و2015، إلا أن تركيا أعادت افتتاح قنصلية لها في مصراتة خلال الفترة الماضية لإدارة إصدار التأشيرات لليبيين في البلاد.
المصدر: ليبيا الخبر