ترجمة نورا أمين سيد
يظن المرء أنه بمرور العمر يزداد شعوره بالرضا، لكن الأمر في حقيقته ليس كذلك.
نبحث دائماً عن الرضا، ونتمنى لو نصل إليه مهما كلفنا ذلك من وقت. فقد توصلت دراسة حديثة لمنظمة الصحة العالمية إلى أنه في مرحلة عمرية ما نُبدي عدم رضا عن ما نملك أو ما نحن عليه.
ليس صحيحًا أن الشباب هم الناقمون على أنفسهم
ينخفض معدل الرضا بقوة في منتصف العمر، قبل أن يعاود الارتفاع مرة أخرى مع عمر الرابعة والخمسين. نحن هنا بصدد تسع سنوات في المتوسط -ما بين عمر الخامسة والأربعين والرابعة والخمسين- تمثل الأقل رضًا من بين سنوات حياتنا.
يرتفع المعدل في معظم الدول الغربية المتقدمة؛ طبقاً لارتفاع مستوى الرعاية الصحية، والنظام الاجتماعي، واللذان يقللان من ظهور مشكلات تقدم العمر. وعلى النقيض تماماً يبدو الأمر في شرق أوربا أو أمريكا اللاتينية. مما يعني انخفاض معدل الرضا بشكل ملحوظ مع تقدم العمر. وفي إفريقيا يسير المنحنى بمعدل شبه ثابت في معظم سنوات العمر ثم يميل نحو السقوط. يجدر بنا القول إذاً أن المعدل يبقى سيئاً من بدايته وصولاً إلى النهاية.
يقول الاقتصادي المعروف أنجوس دياتون من جامعة برنستون في دراسته التي أجراها، وأظهرت الشكل الحالي للمنحنى الغربي “إن هذه الفترة تمثل المرحلة التي يعمل فيها الفرد، ويتقاضى أجراً على الأغلب، مما يعني تحمل الكثير من الأعباء لتحقيق راحة مؤقتة؛ تتمثل في زيادة الثروة وارتفاع المستوى المعيشي”.
وهذا بدوره وكنتيجة طبيعية يثير التوتر والغضب والقلق.
أصدرت هذه الدراسة ك نتائجها بعد بحث ما يقرب من 160 دولة؛ ما يعادل أكثر من 98 % من سكان العالم. وعلى صعيد متصل فقد توصل الباحثون إلى أن: مفتاح الوصول لحياة أطول وأكثر رضا يكمن في إعطائها معنى محدد. فحيثما وجد آباؤنا معنى لحياتهم، بدا الموت بالنسبة لهم احتمالًا بعيدًا.
المصدر: بيزنس إنسايدر النسخة الألمانية